أمين عام حلف الناتو: السويد حليف استراتيجي لنا

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، خلال زيارته الرسمية الأولى إلى السويد بعد توليه المنصب، أن ستوكهولم أصبحت ركيزة أساسية في هيكل الدفاع الأوروبي الأطلسي، رغم انضمامها للحلف منذ 15 شهرًا فقط.
القوات السويدية تعزز من تموضع الناتو في الشمال
وقال روته - في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون اليوم /الجمعة/ - إن القوات السويدية تعزز من تموضع الناتو في الشمال العالي ومنطقة البلطيق، مشيدًا بمساهمات السويد في القوات الأمامية في لاتفيا وقيادتها للقوة الأمامية الجديدة في فنلندا.
وأشار إلى أن الطائرات المقاتلة السويدية من طراز "غريبن" تسهم في مراقبة الأجواء فوق بولندا، بينما تسهم السفن السويدية في تعزيز الوجود العسكري للحلف في بحر البلطيق عبر عملية "حارس البلطيق".
وأضاف "أن السويد واحدة من سبعة حلفاء في المنطقة القطبية، وخبرتها في الشمال تسهم في تعزيز جاهزية الناتو للدفاع عن الحلفاء في البلطيق".
الاستثمار الدفاعي
وفيما يتعلق بالاستثمار الدفاعي، كشف روته أن السويد أنفقت 2.66% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع عام 2024، وهو رقم يفوق التزامات الحلف السابقة، مشيرًا إلى أن هناك توجهًا للوصول إلى 5% خلال السنوات القادمة، كجزء من خطة استثمار دفاعي سيتم إقرارها خلال قمة لاهاي المرتقبة هذا الشهر.
وشدد الأمين العام على أهمية دعم الصناعة الدفاعية، مشيرًا إلى شركات سويدية رائدة مثل "ساب" و"فولفو ديفينس"، التي تسهم في تطوير القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.
وفيما يخص أوكرانيا، قال روته إن السويد قدمت أكثر من 7 مليارات يورو من المساعدات العسكرية لكييف منذ عام 2022، منها 1.25 مليار يورو خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مما يضعها بين أكبر الداعمين لأوكرانيا من حيث نسبة الناتج المحلي.
وبشأن التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، وصف روته الوضع بأنه "يتطور بسرعة"، داعيًا إلى التركيز على التهدئة، مؤكدًا أن عدة حلفاء، من بينهم الولايات المتحدة، يعملون على تجنب التصعيد.
وأشار إلى أن الناتو يراقب عن كثب التهديدات السيبرانية والهجينة، بما في ذلك هجمات إلكترونية محتملة على السويد، موضحًا أن الحلف يعمل على تنسيق الاستجابة الجماعية لمثل هذه التهديدات دون الخوض في التفاصيل الأمنية.
ورداً على سؤال حول إمكانية اندلاع حرب عالمية أو نووية، نفى روته وجود مثل هذا الخطر الوشيك، لكنه أشار إلى أن هناك "مخاطر حقيقية" يجب الاستعداد لها، لاسيما في ظل إعادة روسيا بناء قدراتها العسكرية بشكل متسارع.
واختتم الأمين العام تصريحاته بالتأكيد على أن أمن مليار مواطن في أراضي الحلف يتطلب استثمارًا استراتيجيًا وشراكة قوية بين ضفتي الأطلسي، مشيرًا إلى أن المفاوضات الحالية حول نسبة 5% من الإنفاق الدفاعي تعكس إدراك الحلفاء لخطورة المرحلة.
ومن جانبه، رحب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بزيارة روته، مؤكدًا التزام السويد الكامل بتعزيز الأمن الجماعي ودعم أوكرانيا، ومشيرًا إلى أن السويد تستعد لاستضافة المزيد من قدرات الناتو والدخول في مرحلة جديدة من التكامل العسكري مع الحلف.