المغرب.. أخنوش: الأغلبية منسجمة .. و"حكومة المعقول" تقوم بتنزيل الأوراش الملكية

من كلميم جدّد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في المغرب، عزيز أخنوش، بعث رسائل “اشتغال الجهاز الحكومي بجدّية”، و”انسجام الأغلبية الحكومية”، واصفاً إياها بـ”أغلبية باغَا الخير لهاد البلاد وباغا تْزيدْ للقدام”، بتعبيره.
وقال أخنوش اليوم السبت، متحدثاً من منصة المحطة الثالثة من الجولة التواصلية الوطنية لحزب التجمع الوطني للأحرار “مسار الإنجازات”، التي حطت في “بوابة” الصحراء المغربية، جهة كلميم واد نون، مُخاطباً حضوراً غفيراً فاقَ 2500 مشارك ومشاركة: “نحن اليوم معكم في إطار ‘مسار الإنجازات’ … والإنجازات التي نتكلم عنها ليست إنجازات حزب الأحرار لوحده، وإنما هي إنجازات للحكومة وللأغلبية، تنفيذاً للتعليمات السامية لجلالة الملك”.

وبينما شدد “زعيم التجمعيين” على أن تنفيذ المشاريع الملكية، وأبرزها مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، يتم على يدِ “مجموعة من الكفاءات، وحكومة منبثقة عن أغلبية منسجمة”، زاد شارحاً: “نقاش الأحرار أتابع تفاصيله وأستمع لمداخلاته، والأمر نفسُه يقوم به الوزراء، كما أن المواطنين كذلك يتابعون تفاصيله .. ‘ولا نأتي لنقاش الأحرار باش نقولو العام زين ولكن نأتي لكي ننصت إليكم’، ولذلك على المشاركين فيه أن يعبروا عن آرائهم، لأننا نستمع إليهم”.
وأضاف المتحدث ذاته في نبرة تأكيد من المنصة: “هذه ‘حكومة المعقول’، وستأخذ الملاحظات بعين الاعتبار، وستسهر على تنفيذ مختلف الأوراش التي يتطلع إليها المغاربة”، محاولاً طمأنة الحاضرين بأن برامج حزبه وحكومته في الشق الاجتماعي وبرامج التنمية الاقتصادية والقروية “ماضية حتى آخر الرمق”.

وطنيّة الأقاليم الجنوبية
في سياق متصل استهلّ المسؤول الحزبي ذاته كلمته التي اختتمت فعاليات “مسار الإنجازات” بـ”جهة تجمُّعية بامتياز” حسب وصفه، بالقول: “سعيدٌ باللقاء مع ساكنة الأقاليم الأربعة العزيزة لجهة كلميم – واد نون (كلميم، سيدي إفني، طانطان وآسا الزاك)، هذه الأقاليم المعروفة بوطنيّتها وتاريخها النضالي ضد المستعمر عبر قامات ورجالات مقاومين كبار تركوا بصمات تاريخية (…)”.
وزاد أخنوش أن أهمية الجهة بالنسبة لحزبه يعكسها حضوره الشخصي في مرات متعددة لاجتماعات نظمت بمدينة كلميم، لا تقل عن 5 مرات، “لكن مستوى لقاء اليوم عالٍ، ويتميز بحضور نوعي وضخم”، وفق تعبيره.

ولفت رئيس “حزب الحمامة” إلى أن المحطة الثالثة من “مسار الإنجازات” في جهة كلميم – واد نون، “تعرف حضور 8 وزراء، وأكثرَ من نصف أعضاء المكتب السياسي للحزب، وبرلمانييه ومستشاريه، فضلا عن مساندة قوية من مناضليه”، مُقدّرًا أن “هذا الحضور يعكس أهمية اللقاء، وحرص القيادة على التواصل المباشر مع المواطنين”.
ولم يفُت قائد الائتلاف الحكومي أن يخصّص “إشادة علنيّة” بجهود رئيسة الجهة والمنسقة الجهوية للحزب امباركة بوعيدة، إذ قال بهذا الشأن في قاعة غصّت بالحاضرين: “في ظل وجودنا بمدينة كلميم لا بد من الإشادة بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها رئيسة الجهة امباركة بوعيدة، إضافة إلى استحضار العمل الكبير والتأسيسي لمناضلين تجمعيّين بالجهة، على غرار المرحوم الحاج علي بوعيدة، ثم الجيل الجديد، ممثلا في النائبة البرلمانية نادية بوعيدة التي تقوم أيضاً بعمل كبير داخل الحزب”.

كما استدعى أخنوش في معرض كلمته بعضاً من مساره السياسي وعلاقاته في الجهة وبعض أقاليمها، موردا: “سنة 2007 كنتُ عضوا في المجلس الإقليمي لمدينة تيزنيت، الذي كان يرأسه حينها التجمعي العربي أقسام، وبعد ذلك ترأست جهة سوس- ماسة، حيث قمنا بإنجاز العديد من المشاريع التنموية في مدينة سيدي إيفني التي كانت آنذاك تابعة لجهة سوس ماسة درعة (..) ثم أتى مسار الإنجازات الكبيرة التي جاءت في عهد جلالة الملك، الذي يحب المنطقة ويعطف على ساكنتها، ونحن كحكومة نقوم بتنزيل المشاريع الملكية بكل ثقة ومصداقية في الميدان”.
تموقع وطني للجهة
حسب أخنوش دائما فإن “البرنامج والنموذج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية أعطى تموقعاً للجهة، عبر مشاريع كبرى مهيكلة تم إنجازها وأخرى ستُنجز”، عادّاً منها “الطريق السيار السريع تيزنيت-الداخلة، ومحطات تحلية المياه التي ستسقي أزيد من 10 آلاف هكتار بالجهة وستغيّر وجهها”.

وفي التعليم، كأبرز القطاعات الاجتماعية، كشف رئيس الحكومة أنه “خلال الدخول المدرسي المقبل سيتم تعميم مدارس الريادة على جميع أقاليم الجهة لتكون الأولى في ذلك على الصعيد الوطني”، وتابع: “قامت الدولة بإصلاح ثوري في هذا القطاع بشهادة منظمات دولية كبرى، من خلال برامج متعددة منها مؤسسات الريادة، التي بلغ عددها 80 مدرسة تعمل على مستوى الجهة، و10 ثانويات إعدادية سيتم إطلاقها قريباً”.
أما على مستوى قطاع الصحة فإنه “بداية من سنة 2029 سيتخرّج من كلية الطب في كلميم ما لا يقل عن 100 طبيب في السنة، أي ما مجموعه 500 طبيب في ظرف 5 سنوات، و1.000 طبيب في ظرف 10 سنوات، ستستفيد منهم الأقاليم الأربعة جميعُها لجهة كلميم واد نون، خاصةً أن أغلبهم من أبناء المنطقة”، وفق المصدر ذاته.

وختم أخنوش مطمئناً ساكنة جهة كلميم واد نون بأنها “ستعرف في السنوات المقبلة دينامية كبيرة، بفضل العناية السامية الموصولة من الملك محمد السادس”.
يشار إلى أن امباركة بوعيدة ثمّنت، ضمن “كلمة مطولة” استهلت بها اللقاء، مرحّبة بأعضاء المكتب السياسي الحاضرين، “شراكات الجهة مع قطاعات حكومية”، خاصة تلك المهتمة بالاستثمارات الفلاحية والطاقية، فضلا عن العقد البرنامج الذي يجمع الدولة بجهة كلميم، خاصة في شق “فك العزلة القروية وتقليص الفوارق المجالية”.