رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

“بدون”.. ملايين محرومون من “الحياة” يعيشون بين الحدود

نشر
الأمصار

بدون، كلمة تعني الكثير من الوجع والقهر، تعني بدون أي شيء، من لا جنسية لهم، مجموعة كبيرة من الأشخاص يواجهون صعوبة في مسيرة حياتهم,

هناك أكثر 10 ملايين شخص بدون هوية، ومحرومون من الجنسية في كافة أنحاء العالم، لا يُسمح لهم غالباً بالذهاب إلى المدرسة، أو عيادة الطبيب، أو الحصول على وظيفة، أو فتح حساب مصرفي أو حتى الزواج.

وقد يواجه عديمو الجنسية، صعوبة في الحصول على الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، وحرية التنقل، وبدون هذه الأمور، قد يواجهون العديد من العقبات وخيبات الأمل طوال حياتهم.

من هم “بدون”؟

“بدون” هم القبائل النازحة، وهم من قبائل عنزة وشمر وبني خالد والأساعدة من عتيبة، وهم ينتشرون شمال المملكة السعودية، وهُم مجموعات من قبائل عربية من البدو الرحّل يعيشون بين الحدود السعودية والعراقية والكويتية والسورية والأردنية، وبدأت معاناتهم عند وضع الحدود السياسية بين دول المنطقة.

قبائل جنوب الجزيرة العربية
وهناك قبائل الجنوب، وهم قبائل جنوب الجزيرة العربية من البدو الرحل النازحة من جنوب المملكة، ومنها آل كثير والمصعبين، وبعض قبائل العوالق والنسيين، وخليفة والكرب، وهمام وبالحارث، والبعض من قبائل قحطان وهمدان.

ينقسمون إلى ثلاث أقسام
والبدون ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، الأول منهم بلوش البريمي، وهم سكان منطقة البريمي الحدودية بين المملكة العربية السعودية وعمان، والثاني الجاليات الإسلامية من آسيا التي استوطنت مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة كالبخارية، والتركستان، والبرماوية والإندونيسية، والثالث الجاليات العربية والإفريقية التي استوطنت بعد أداء العمرة والحج.

وهناك من البدون من ينتمون إلى دول أخرى، لكنهم أخفوا كل الوثائق القانونية طمعاً في نيل الجنسية السعودية، خاصة أن كثيراً منهم وُلد وترعرع في السعودية.

ما هو انعدام الجنسية؟

وفقاً للتعريف القانوني الدولي، فإن الشخص العديم الجنسية هو ”الشخص الذي لا تعتبره أي دولة مواطناً فيها بمقتضى تشريعها“. ويعني ذلك، بعبارة بسيطة، أن الشخص العديم الجنسية لا يحمل جنسية أي بلد. ويولد بعض الأشخاص وهم عديمو الجنسية، لكنّ البعض الآخر قد يتحول إلى عديمي الجنسية.

ويمكن أن يحدث انعدام الجنسية لعدة أسباب، منها التمييز ضد مجموعات إثنية أو دينية معينة، أو على أساس نوع الجنس؛ ونشوء دول جديدة ونقل ملكية الأراضي بين الدول القائمة؛ والثغرات في قوانين الجنسية. وأياً كان السبب، فإن لانعدام الجنسية عواقب وخيمة على الناس في كل بلد تقريباً وفي كل مناطق العالم.

البدون يصنفون إلى خمس فئات

وبشأن عدم الحصول على جنسية، يصنف البدون إلى خمسة فئات، الأولى منها أفراد سحبت منهم هوياتهم نتيجة بلاغات تفيد بعدم نظامية حصولهم على الهوية الوطنية الرسمية، رغم أنهم غالباً يملكون أوراقاً تثبت أنهم سعوديو الأصل والمولد والمنشأ في ظل شهادة شيوخ قبائلهم بأنهم من أصول سعودية.
والفئة الثانية تتمثل في أشخاص سحبت هوياتهم ولم ترد لهم عند تقدمهم إلى اللجنة المركزية، لحفائظ النفوس لتصحيح بيانات هوياتهم، لأسباب قيل إنها تعود لعدم ثبوت انتمائهم القبلي السعودي، لاسيما أنهم يملكون وثائق تفيد بانتمائهم إلى إحدى قبائل السعودية.
أما الفئة الثالثة، وهم الحلفاء الذين صدرت لهم بطاقة الخمسة أعوام ولم يمنحوا الجنسية على رغم وجود القرار الملكي الصادر عام 2001، والقاضي بمنح الجنسية السعودية لكل من يحمل بطاقة الخمسة أعوام وأسرته وهو ينتمي إلى إحدى القبائل السعودية.
وبالنسبة للفئة الرابعة، التي قدمت للسعودية للحج أو العمرة أو عبر الحدود من الدول العربية ومكثوا بطرق غير نظامية ويحملون الجنسية الأم لبلادهم ولكنهم يخفونها للحيلولة دون ترحيلهم إلى بلدانهم.
والفئة الخامسة والأخيرة، وهي متمثلة في من صدرت لهم موافقة للحصول على بطاقات الهوية الوطنية وينتظرون انتهاء الإجراءات من ناحية إدارية، ولم تنتهِ بعد، ونتج منها وجود عدد كبير من الأشخاص الذين لا يملكون هوية وطنية.