رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ذكرى توحيد القوات المسلحة الإماراتية.. 48 عامًا من السلام والأمن

نشر
شعار القوات المسلحة
شعار القوات المسلحة الإماراتية

تحتفل دولة الإمارات، غدا الإثنين، بالذكرى الـ48 لتوحيد قواتها المسلحة، والتي بقيت صمام أمان وداعم رئيسي لسلام المنطقة.

ومنذ نشأتها تؤمن دولة الإمارات أن السلام هو طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والازدهار وتعمل على تعزيز أركان هذا السلام في المنطقة وإيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن "السلام المستقر والمستدام يحتاج إلى قوة تحميه".

قرار تاريخي

ففي مثل هذا اليوم، قبل 48 عاما، وبالتحديد في السادس من مايو/أيار 1976 أقر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة مركزية واحدة، تسمى القيادة العامة للقوات المسلحة.

قرار أثبتت السنوات والحقائق والوقائع إنه لم يكن مجرد خطوة تنظيمية، بل كان تأسيساً لنهج وطني يقوم على رؤية حكيمة واستراتيجية بعيدة المدى، ساهمت في توطيد دعائم الاتحاد وتعزيز مسيرته، وتوطيد أركانه وتعزيز استقراره وأمنه وازدهاره.

قرار شكل نقطة الانطلاق نحو بناء جيش وطني متطور وعصري، يصنف حاليا من بين الأقوى في المنطقة والعالم، يمتلك أسباب القوة والمنعة، التي تعززت على مدار 48 عاما عبر التطوير والتحديث والتأهيل على أرفع المستويات، الذي يتواصل بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة القائد الأعلى للقوات المسلحة.

أيضا كان هذا القرار التاريخي حجر الزاوية في بناء دولة قوية ومتحدة، قادرة على حماية أمنها واستقرارها وضمان مستقبل مشرق لأبنائها.

وأثبتت القوات المسلحة الإماراتية منذ توحيدها وعلى مدار العقود المتعاقبة قدرتها على تحقيق الاستقرار الوطني والجاهزية المستمرة للدفاع عن سيادة البلاد ومصالحها ومكتسباتها الوطنية،  ومواجهة التحديات الجيوسياسية، وردع كل من تسول له نفسه تهديد أمن واستقرار الإمارات، حتى أضحت دار زايد ومدنها تصنف الأكثر أمانا في العالم، بشهادات دولية.

إنجاز أسهم في تعزيز مسيرة التنمية التي تجني الإمارات ثمارها حتى اليوم، ووضع أسس وقواعد مستقبل واعد، يستهدف أن تكون الإمارات أفضل دول العالم مع حلول ذكرى مئوية تأسيسها عام 2071.

أيضا ساعد هذا القرار التاريخي الإمارات في تنفيذ أهداف سياستها الخارجية الداعمة للأمن والاستقرار والسلام.

ويسجل التاريخ بحروف من نور للإمارات وجيشها جهودا متواصلة حتى اليوم في مختلف أرجاء العالم لتعزيز الجهود الإنسانية ونشر السلام ودعم الاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية.

أهمية خاصة

على الصعيد الإماراتي، تحل تلك الذكرى فيما تتوالى شهادات وتقارير دولية من مؤسسات مرموقة حول العالم تتفق جميعها على أن دولة الإمارات أكثر بلدان العالم في مؤشرات الأمان، وأن جيشها من أقوى جيوش المنطقة والعالم.

وتحل تلك المناسبة في وقت تحافظ فيه دولة الإمارات على مكانتها كواحة عالمية للأمن والاستقرار، حيث نجحت مدنها في حجز موقعها ضمن المدن العشر الأكثر أماناً في العالم وفقاً لمؤشر أمن المدن الصادر من موقع "نومبيو" المتخصص.

وأظهر المؤشر، أن مدينة أبوظبي جاءت في المرتبة الأولى عالمياً في العام 2024 لتحافظ على صدارتها لهذا التصنيف للعام الثامن على التوالي منذ 2017، فيما حجزت دبي المرتبة الرابعة عالمياً.

أيضا عززت الإمارات موقعها  بين أقوى جيوش العالم بحسب الترتيب الصادر عن موقع "غلوبال فاير باور" فبراير/شباط الماضي، لتتقدم من المرتبة 56 التي كانت تحتلها عام 2023، إلى المرتبة 51 في عام 2024، فيما حافظت على ترتيبها إقليميا كخامس أقوى الجيوش العربية.

تقارير وشهادات دولية تجسد جهود تطوير القوات المسلحة الإماراتية التي بدأها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويواصلها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي حققت القوات المسلحة بتوجيهاته نقلة نوعية كبيرة.

نقلة نوعية كبيرة شهدتها القوات المسلحة كماً وكيفاً في جميع أفرعها البرية والبحرية والجوية كانت نتيجة خطط ودراسات متأنية ونتيجة دعم واهتمام متواصلين من القادة وإحساساً بأهمية دور القوات المسلحة كإحدى ركائز الدولة العصرية.

وطوال العقود الماضية، واكبت القوات المسلحة الإماراتية متطلبات التطوير والتنظيم والإعداد والتدريب للعنصر البشري، حيث أسست دولة الإمارات العديد من الأكاديميات والكليات العسكرية لتلبية احتياجات القوات المسلحة من الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة تأهيلاً علمياً، وعسكرياً مناسباً.

أيضا وظفت علاقاتها وثقلها الإقليمي والدولي في إجراء مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة، لتبادل الخبرات وصقل المهارات وتعزيز التعاون.

كما عززت كفاءة قواتها المسلحة باقتناء مدروس لأحدث ما توصلت إليه التقنية العسكرية من أسلحة ومعدات تتلاءم مع الاحتياجات الدفاعية للذود عن حمى الوطن، حتى أصبحت واحدة من أفضل وأقوى جيوش المنطقة، وأكثرها تسليحاً واحترافية.

وتحل تلك المناسبة في توقيت يبرز الأهمية الخاصة لتلك الذكرى التاريخية على مختلف الأصعدة.

ضمن أحدث جهود التطوير، أبرمت وزارة الدفاع خلال معرضي الأنظمة غير المأهولة «يومكس» والمحاكاة والتدريب «سيمتكس2024» في يناير/كانون الثاني الماضي 18 صفقة بقيمة مليارين و932 مليون درهم إماراتي.

مناخ الأمن والأمان الذي وفرته الإمارات، ساهم في تعزيز تقدمها الملحوظ في سباق التنافسية العالمية بعد نجاحها في حصد المراكز الأولى في العديد من المؤشرات والتقارير الدولية والإقليمية ذات الصلة.

إنجازات تبرز أهمية الاحتفال بقرار توحيد القوات المسلحة الإماراتية الذي شكل حجر الزاوية في بناء دولة قوية ومتحدة، قادرة على حماية أمنها واستقرارها وضمان مستقبل مشرق لأبنائها، بعد أن أثبتت القوات المسلحة أنها بالفعل ركيزة التنمية الشاملة والمستدامة والضامن للمكتسبات الاقتصادية التي حققتها دولة الإمارات في المجالات كافة.

ويعد الاحتفال بذكرى توحيد القوات المسلحة تأكيدا على الالتزام بالاستمرار بتطوير القوات المسلحة لزيادة قدراتها على التكيف مع التغيرات العالمية.

وتحظى القوات المسلحة بالدعم الكامل من حيث طبيعة التنظيم، والتسليح، والتدريب بغية زيادة قدراتها، وتطويرها لمواكبة التطور التكنولوجي والواقع العملي.

ويتمثل الدور الرئيسي للقوات المسلحة في حماية الوطن ومكتسباته، والحفاظ على أمنه واستقراره، إضافة لتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات في العالم.