رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

رمضان في قلب المتوسط.. كيف يعيش سكان جزره أجواء الشهر الفضيل؟

نشر
الأمصار

يوجد بعيدًا عن سواحل البحر المتوسط بالعديد من الجزر التي شكلت تاريخه والتي يقطن البعض منها جاليات مسلمة، فكيف هي عادات وتقاليد الشهر الفضيل في قلب المتوسط، البحر التاريخي الذي ربط العالم منذ فجر التاريخ.

عادات رمضان في قبرص

تبدأ رحلتنا من جزيرة قرص، ويعتبر شهر رمضان الكريم في قبرص فترة مميزة تتسم بالعديد من العادات والتقاليد الفريدة التي تميزها عن غيرها من الشهور. يعد شهر رمضان شهرًا مميزًا يسمى "سلطان الأشهر الإحدى عشر"، ويشهد القبرصيون المسلمون والمسيحيون استمرار تقاليدهم وعاداتهم بروح من التسامح والتعايش.

في قبرص، تشكل العادات والتقاليد المتعلقة برمضان جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، حيث يتمتعون بوجبات الإفطار والسحور ويؤدون الصلاة ويقرأون القرآن. 

وفيما يلي نظرة على بعض العادات والتقاليد التي تميز رمضان في قبرص:

1. الإفطار والسحور: يعتبر الإفطار والسحور أهم وجبتين خلال شهر رمضان في قبرص، حيث يتناول الناس وجبات متنوعة تتضمن الحساء والخضار واللحوم والحلويات.

2. عادات القرويين والمدينة: تختلف عادات الإفطار بين القرويين وسكان المدينة، حيث يتمتع القرويون بتناول الطعام على أسطح منازلهم بينما يستمتع سكان المدينة بموائد إفطار غنية ومتنوعة.

3. الاحتفالات والترفيه: يشهد شهر رمضان في قبرص العديد من الاحتفالات والأنشطة الترفيهية مثل عزف الطبول وصنع الألعاب التقليدية.

4. تقديم الضيافة: يعتبر دعوة الضيوف لتناول الإفطار جزءًا من التقاليد الرمضانية في قبرص، حيث يقوم الناس بتبادل الزيارات وتقديم الهدايا.

5. رصد الهلال: يعتبر رصد هلال شهر رمضان مناسبة مهمة للقبرصيين المسلمين، حيث يحدد ذلك بداية الشهر الفضيل.

6.حلوي رمضان في قبرص
من بين الحلويات على مائدة الإفطار القبرصية، سيني غاتميري مع الكريمة،  سامسي ، خبز جيد ، حلاوة طحينية توباج مصنوعة من دقيق دبس الخروب، غاي نانداسي وجولاش.
حلوى المشمش

القرويون يقومون بطهي حلوى المشمش المجفف بالبذور، والتي قالوا إنها ستنتشر في سبعة أحياء أثناء الطهي، المصنوعة من المشمش المجفف في قبرص.

Zerdali Pestili

'Zerdali Pestili' هو طعام للأثرياء، يتم جلبه من البلاد العربية، عن طريق تذويبه في الماء مع بضع قطع من الخبز في وعاء مجوف مملوء بالماء، يكون زردالي بستيل على شكل أوراق شجر وتم تضمينه مرة واحدة في موائد رمضان.

7.عازف الطبول ( المسحراتي) في قبرص
كان عازفو الطبول في قبرص هم الذين تحددهم البلديات وحكام المناطق في أجزاء كثيرة من المدينة ، حيث يرتدون أقنعة في نوباتهم الأولى ويتصرفون وفقًا لقاعدة المسافة الاجتماعية.

يقرعون عازفو الطبول ويرددون الماني للمواطنين في وقت السحور، ومنعت وزارة الداخلية عازفي الطبول في رمضان من تلقي إكراميات من المواطنين.

عندما يسمع المواطنون صوت عازفوا الطبول كانوا ينزلون ليتحدثوا معهم ويغنون معهم الماني الجميل.

كان الناس يقدمون أطباقًا وحلويات مختلفة لعازفي الطبول.

باختصار، يعكس رمضان في قبرص تنوعًا ثقافيًا ودينيًا مميزًا، حيث يمارس الناس عاداتهم وتقاليدهم بروح من الانفتاح والتسامح.

عادات رمضان في رودس

يشكل المسلمون في رودس أقلية، حيث بدأو في السنوات الأخيرة يحصلون على بعض الامتيازات الرمضانية التي لم تكن متاحة لهم من قبل.

أصبح حالياً يتم السماح لرابطة المسلمين في اليونان بالصعود إلى جبل "بيندلي" والتمكن من دخول مركز الأرصاد هناك لاستطلاع هلال شهر رمضان الكريم، وذلك خلافًا لما كان معتادا قبل ذلك.

وتتزاحم المحال التجارية التي تبيع مستلزمات رمضان في وسط العاصمة أثينا، من قبل الأسر المسلمة، وأيضًا من قبل القائمين على الإعداد لموائد الإفطار التي عادة ما تكون في الزوايا والمصليات المتناثرة في أحياء العاصمة اليونانية.

كما تجمع زكاة الفطر وتوزع على فقراء المسلمين في المدينة أو ترسل إلى بلاد أخرى.

وعلى الصعيد الأسري، فقد اعتادت الأسر العربية المسلمة المقيمة في العاصمة الإفطار الجماعي مع أسر أخرى صديقة، بحيث يجلس الكبار والصغار معًا على مائدة واحدة.

وطوال شهر رمضان يجتمع بعد صلاة العصر من كل يوم المسلمون في المساجد ليستمعوا إلى أحد حفاظ القرآن وهو يتلو جزءا كاملا من القرآن الكريم، وعند الإفطار تجتمع عدة أسر في بيت واحد يتم تغييره بالتناوب على مدار الشهر الفضيل.

أما المأكولات الرمضانية فهي مشابهة تماما للمأكولات التركية، شأنها شأن سائر عاداتهم وتقاليدهم، وتختلف عادات مسلمي الجزر اليونانية "رودوس وكو" عن عادات المسلمين في "ثراكي"، فمسلمو الجزيرة خلال شهر رمضان الكريم يقيمون نشاطات تشمل حلقات تلاوة القرآن في المنازل وفي المساجد أيضًا ، تتم في هذه الحلقات قراءة جزء كامل من القرآن الكريم بعد صلاة العصر.

وما بين المغرب والعشاء، يُقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، ثم تلقى الخطبة على المصلين.

ومن أكثر العادات التي يمتاز بها المسلمون، هي حرص الآباء على مكافأة أبنائهم الصغار على الصيام ببعض الهدايا التشجيعية.

جزيرة جربة التونسية

تتميز جزيرة جربة بتراثها الثقافي الغني والتنوع في التقاليد الدينية، ففي هذه الجزيرة، يبدأ الصائمون إعداد الإفطار بتناول تمر وماء، متبوعين بأذان المغرب للإعلان عن وقت الإفطار.

ويعتبر الشوربة والحساء جزءًا أساسيًا من وجبة الإفطار، تليها الأطباق التونسية التقليدية مثل الكسكس والبوريك والشاي بالنعناع.

الأجواء في شوارع جربة تتحول إلى فعاليات اجتماعية، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء لقضاء وقت ممتع بعد الإفطار.

وتعكس هذه التقاليد الروح الاجتماعية والترابط القوي بين أفراد المجتمع.

جزيرة مالطا

تحمل جزيرة مالطا جوًا مميزًا خلال شهر رمضان، حيث يشعر الناس بالفرح والتضامن. 

يعتبر الفتحة (أول يوم في رمضان) لحظة مهمة، حيث يحتفل الناس ببداية الشهر الفضيل بتنظيم مأدب إفطار جماعية.

وتتضمن الأطعمة التقليدية في مالطا مزيجًا من المأكولات البحرية واللحوم والخضروات.

وتحتفظ الأسر بتقاليدها الخاصة في تحضير الحلويات الرمضانية مثل المكرونة والباستيز.

المجتمع المالطي يعكس التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، حيث يشهد الشهر الفضيل تقاربًا كبيرًا بين أفراد المجتمع.

وتظهر هذه الجولة الممتعة أن رمضان يعبر عن التنوع الثقافي والتراث الديني، حيث يتجسد هذا التنوع بوضوح في عادات الإفطار على جزيرتي جربة التونسية ومالطا.

ويعكس الجانب الاجتماعي والثقافي لهذه العادات الترابط القائم بين الناس والاحترام المتبادل بين مختلف الطوائف والثقافات في هذه الجزر الرائعة.