رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

اليونيسف تحذر من تعرض مئات آلاف الأطفال بالسودان لخطر سوء التغذية

نشر
الأمصار

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من امتداد حالة الجوع وسوء التغذية في السودان إلى دولة عربية أخرى غير ما يعانيه أهالي غزة من حصار وجوع بسبب الاحتلال، وفق ماذكرت وسائل إعلام متفرقة.

وأطلقت اليونيسف تحذيرها من تعرض مئات الآلاف من الأطفال بالسودان لخطر سوء التغذية.

وذكرت يونيسف أن أكثر ما يحتاج إليه الأطفال بالسودان الآن هو السلام.

كما ذكرت يونيسف أن :"حياة الآلاف من الأطفال والرضع بقطاع غزة تعتمد على إجراءات عاجلة مرتقبة، منها ضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات".

وتعاني قرى وبلدات ولاية الجزيرة وسط السودان حالة من الهلع والخوف منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع عليها قبل ثلاثة أشهر، وخصوصًا بعد انقطاع الاتصالات عنها منذ شهر، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي الخامس عشر من أبريل، عندما اندلعت الحرب بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، كانت ولاية الجزيرة الواقعة على الحدود الجنوبية للخرطوم، واحة سلام بعيدة عن المعارك الدائرة في العاصمة السودانية.

وغادرت آنذاك مئات العائلات الخرطوم إلى الجزيرة، حيث تكدس النازحون في منازل ومدارس ومراكز إيواء أقيمت على عجل في هذه المنطقة الزراعية الشاسعة الواقعة بين فرعي النيل، الأزرق والأبيض.

ولكن في منتصف ديسمبر، اتسعت بقعة الحرب التي قادت السودان إلى شفير المجاعة وأوقعت آلاف القتلى وأرغمت ما يزيد عن ثمانية ملايين سوداني على النزوح من ديارهم، وامتد القتال إلى ود مدني، عاصمة الجزيرة.

ومع اشتعال المعارك في ود مدني، اضطر نصف مليون سوداني للنزوح مجددًا، بعضهم لثالث مرة، وفي السابع من فبراير، انقطعت خدمة الإنترنت والهاتف في الولاية.

وأوضح أحد السكان في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، بواسطة هاتف نادر يعمل عبر الأقمار الصناعية، العنف المتواصل الذي يعيشه سكان الجزيرة.

مهاجمة المنازل وترهيب النساء

ومن قرية برنكو الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق على بعد حوالي 55 كلم شمال ود مدني، قال الرجل طالبًا عدم الإفصاح عن اسمه: "يوم  22 فبراير أطلقت قوات الدعم السريع النار على عشرات من سكان القرية كانوا يحتجون على اعتقالها لأبنائهم الذين كانوا يحرسون منازلهم ليلًا من السرقات".

وتابع: "أصيب 18 شخصًا بجروح متفاوتة بعضهم نقل إلى مستشفى شندي الذي يبعد عنهم  250 كلم".

وفي بلدة طابت على بعد 80 كلم شمال غرب ود مدني في السودان، قال السماني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بالكامل لأسباب أمنية: "بعد أن هدأت الأوضاع لأسابيع، عادت قوات الدعم السريع قبل بضعة أيام لمهاجمة المنازل وترهيب النساء للحصول على ما لديهن من حلي ذهبية"، متابعا "لم يتركوا سيارة أو آلة زراعية إلا وأخذوها".

وأكد أن "عشرات الأسر نزحت من طابت وعشرة قرى مجاورة"، موضحًا أن النزوح "بالغ الصعوبة لعدم وجود وسائل التنقل بعدما نهبت العربات ولعدم توافر السيولة بسبب توقف التطبيقات البنكية التي تعمل بالإنترنت".

أما سكان الجزء الجنوبي من الولاية المتاخم لولاية سنار فيشكون من تزايد عمليات اقتحام المنازل.

وقال أحد مواطني قرية ود نعمان: "تزداد معاناتنا يومًا بعد يوم فعندما يحاول المواطنون الدفاع عن منازلهم أمام عمليات النهب تأتي قوة أكبر وتطلق النار عشوائيًا".

وفي قرية أبو عدارة المجاورة لطابت، قتل خمسة مدنيين في 25 فبراير وفق ما أفادت لجان المقاومة، وهى مجموعات كانت تنظم التظاهرات والاحتجاجات ضد الحكم العسكري وباتت اليوم آخر شبكة أمان لـ48 مليون سوداني في غياب البنية الأساسية وأجهزة الدولة.

وفي ولاية الجزيرة كلها، أحصت لجان المقاومة 86 قتيلًا إضافة إلى العديد من الجرحى خلال الأسبوع المنصرم في 53 قرية تعرضت لهجمات قوات الدعم السريع.