رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الرئيس السيسي ووزير خارجية أمريكا يبحثان تطورات الأوضاع في غزة

نشر
الأمصار

 بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والوفد المرافق له، بحضور السامح شكري وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، تطورات الجهود المكثفة، الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية اللازمة لإنهاء المعاناة الإنسانية بالقطاع.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أحمد فهمي، في بيان اليوم، بأن وزير خارجية الولايات المتحدة نقل للرئيس تحيات الرئيس "جو بايدن"، مؤكداً استمرار الولايات المتحدة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يدعم جهود الحفاظ على الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وأوضح السيسي ما تقوم به مصر من جهود هائلة، في ظروف ميدانية صعبة، في قيادة عملية تقديم وتنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية والإغاثية ذات الصلة، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على هذا الصعيد. كما أكد السيد الرئيس ضرورة تنفيذ القرارات الدولية والأممية المعنية بالأزمة، واتخاذ خطوات جادة تجاه التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، بما يضمن استقراراً مستداماً في المنطقة.

ومن جانبه أكد الوزير الأمريكي حرص بلاده على استمرار التنسيق والجهود المشتركة مع مصر، للتوصل إلى تهدئة وحماية المنطقة من اتساع نطاق الصراع، مشيداً بالجهد المصري المقدر الداعم للأمن والاستقرار في المنطقة.

وعلى صعيد اخر، أكد سفير ألمانيا لدى القاهرة، فرانك هارتمان، أن ما يحدث حاليا في غزة هو كارثة إنسانية، بمعنى الكلمة ويتعين أن تنتهي معاناة السكان المدنيين.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها سفارة ألمانيا بالقاهرة، بعنوان "جذور الكراهية" وناقشت أسباب الكراهية بحضور مجموعة من الخبراء.

وقال السفير: "نحن بحاجة إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن، ووقف القتال من الجانبين، وإطلاق سراح الرهائن، والعمل على الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وتابع :"كلما طال أمد القتال، كلما كانت خسائر هذا الصراع أعمق، وكلما تضاءلت آفاق أي حياة مستقبلية كريمة في غزة، بل وزاد أيضًا الإحباط والكراهية حتى في الجيل القادم".

تحقيق السلام

وأكد سفير ألمانيا في مصر، أن السلام لن يتحقق لإسرائيل إلا عندما يعيش الفلسطينيون بسلام وكرامة في دولتهم، ولذلك يتعين كسر الحلقة المفرغة من العنف والكراهية التي تؤدي إلى مزيد من العنف، كما يتعين فتح الطريق نحو الحل السياسي مرة أخرى  وقال:"علينا مسؤولية إنسانية مشتركة في هذا الصدد".

وأشار سفير ألمانيا بمصر إلى أن الدعم لإسرائيل كان ولا يزال قوياً في ألمانيا،  لأسباب في تاريخنا، لكن ما لا يفهمه الناس بشكل كافٍ في كثير من الأحيان، هو التاريخ الطويل والمعقد للصراع الذي لم يبدأ في يوم ٧ أكتوبر، حيث لا يعي الناس في بلدي المنظور الفلسطيني والعربي للصراع بشكل كافٍ.

 

وحول قضية الكراهية وجذورها، موضوع الورشة، لفت فرانك هارتمان إلى أهمية البحث في الأسباب التي تحض على الكراهية، وإبراز الأثر السيئ الذي تتركه  على الأفراد المجتمعات ككل.

كما أكد ضرورة العمل على التغلب على الكراهية، مشيرا إلى أن المعرفة والتعليم هما مفتاح تحصين الأفراد والمجتمعات، ضد عوامل الكراهية.  

وأشار سفير ألمانيا بمصر، إلى أن مجتمعاتنا الغربية، والأوروبية، تشهد ميلاً مقلقاً نحو تراجع التسامح، وقبول الآخر من مختلف الأصول، سواء فى الدين، والتقاليد، أو اللغة.

وأضاف قائلا: أصبحت مجتمعاتنا متعددة الأوجه، ومتنوعة، ومتعددة الثقافات، والأعراق، كلما حاولنا الانفتاح، ودمج الناس من خلفيات مختلفة في مجتمعاتنا، كلما ابتعدت أجزاء من مجتمعاتنا عن مفهوم المجتمع المتسامح، ويؤدي ذلك إلى دعم الأحزاب اليمينية المعادية للأجانب، مثل "حزب البديل من أجل ألمانيا" (AfD).

وقال فرانك هارتمان، لحسن الحظ ظهرت مؤخراً حركة شعبية قوية، وهي "الأغلبية الصامتة" في مسيرات كبيرة ضد التطرف اليميني، وضد التمييز وضد الأشخاص من أصول أخرى.

وأكد سفير ألمانيا بمصر أن هذه الورشة تطرح القضية من منظور ألماني؛ حيث تكشف عن المشكلات التي يواجهها مجتمعنا، ومحاولاتنا؛ للبقاء مجتمعاً ديمقراطياً منفتحاً.