رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تغيرات جزرية بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي قبل انتخابات الرئاسة المقبلة

نشر
الكونغرس
الكونغرس

 يعيش المشهد السياسى الامريكى فى الوقت الحالى حالة من الفوضى والانقسام التي تهيمن المشرعون ، الذين يريدون التخلى عن مقاعدهم في الكونغرس بوتيرة قياسية.

أعلن ما يقرب من 13 من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب أنهم لن يسعوا لإعادة انتخابهم في اقتراع التجديد النصفي المرتقب العام القادم، بالتزامن مع انتخابات الرئاسة، ويعد هذا الرقم هو الأعلى منذ أكثر من عقد، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

ويبدو أن الاقتتال الداخلي والسلوك الطفولي للأعضاء وتبادل الإهانات والاتهامات فضلا عن الأزمة غير المسبوقة بإطاحة برئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، وما تبعها من أسابيع شاقة لاختيار خليفته مايك جونسون، إضافة إلى الانقسامات حول تمويل الحكومة والتهديد بإغلاقها، شكلت جميعها أجواء مثالية للتقاعد.

ومع ذلك، كان الطموح هو المحرك في بعض الأحيان، كما في حالة النائب الديمقراطي دين فيلبيس عن ولاية مينيسوتا، الذي أعلن خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه لن يسعى لإعادة انتخابه وذلك بعدما أطلق حملته الانتخابية للبيت الأبيض.

وأعلن 9 من أعضاء مجلس النواب عن عزمهم الترشح في انتخابات مجلس الشيوخ العام المقبل.

كما شكلت المخاوف المرتبطة بالعمر والصحة دافعا لبعض أعضاء الكونغرس لعدم السعي لإعادة الانتخاب.

وشهد الكونجرس الـ118 في الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الأكثر شيخوخة في تاريخ البلاد وحاليا يؤيد 79% من الأمريكيين تحديد عمر المسؤولين المنتخبين.

وتوفر المقاعد الشاغرة فرصًا محتملة للانتعاش في الكونغرس ويمكن أن تفتح الباب أمام المزيد من المشرعين الحزبيين من كلا الجانبين.

وقد تكون لهذه العاصفة من التقاعد تأثيرا سلبيا على الحزب الديمقراطي خاصة وأن غالبية المنسحبين من انتخابات العام المقبل هم من المناطق المتذبذبة حزبيا والتي تشهد عادة منافسة محتدمة بين الحزبين.

وعلى العكس فإن معظم الجمهوريين الذين قرروا عدم الترشح هم من المناطق الجمهورية الموثوقة باستثناء النائب جورج سانتوس عن ولاية نيويورك.

ونقل موقع "أكسيوس" عن جاك باندول، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في الكونغرس، قوله "الديمقراطيون من أصحاب المقاعد المتأرجحة يتسابقون من أجل الخروج مما يجعل صعود حزبهم من الأقلية أكثر صعوبة".

وقد تكون إحدى النتائج المحتملة لهذه الموجة من التقاعد هي زيادة طفيفة في عدد الجمهوريين المنتمين لليمين المتطرف والمؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال النائب الديمقراطي عن ميشيغان دان كيلدي "يبدو أن المعايير قد انتهت.. لقد انتهى أي نوع من الاحترام للمؤسسة.. أي نوع من الالتزام بالصدق هو الاستثناء".

وأضاف أنه "تحت سيطرة الحزب الجمهوري.. أصبح الشعور بأن الكونغرس "ليس المكان الأمثل لفعل الخير وإحداث التغيير".

وأشار أحد الجمهوريين في مجلس النواب، إلى "البيئة الوطنية" كعامل ساهم في زيادة نسبة المتقاعدين لكنه قال "البعض يغادرون بطبيعة الحال، لكن البعض الآخر متعب ببساطة".