رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

محلل أمريكي للأمن القومي.. 4 عوامل تفسِّر الخسائر الهائلة في أفغانستان

نشر
الأمصار

أكد المحلل الأمريكي للأمن القومي، رافي خطاب، أن انسحاب واشنطن من أفغانستان شجّع حركة طالبان على الاستيلاء على أكثر من 120 مقاطعة.

 

ووفقا لتقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، أوضح رافي خطاب، أن خسارة مثل هذه الكم الهائل من الأراضي لصالح طالبان في غضون ستين يوما فقط من القتال، ترسل “موجات صادمة” في أنحاء العالم، وتذكرنا بالفوضى المروعة التي شهدتها العراق في عام 2011 على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، قوات بلاده من هناك.

 

وأضاف خطاب، الذي عمل من قبل لدى الحكومة الأمريكية في أفغانستان لعدة أعوام، أن كابول تواجه اليوم، مع المنطقة، “أزمة إنسانية”، ومن الناحية التحليلية، هناك أربعة عوامل تكتيكية وعملياتية واستراتيجية وسياسية، تفسّر الخسارة الهائلة للأراضي لصالح طالبان.

 

وأكد أن تركيز القوة بصورة غير متوازنة تعد أول هذه العوامل حيث كان المعقل التقليدي لطالبان دائما بداية من عام 1994، هو الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية لأفغانستان على الحدود المضطربة مع باكستان.

 

وتابع: وبالتالي، تم نشر قوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية بكثافة في هذا الجزء من البلاد، مما ترك الأجزاء الشمالية والوسطى والغربية من أفغانستان، معرضة للخطر.

 

وأردف خطاب: في الوقت نفسه، كشف خروج الجيش الأمريكي من البلاد نقاط ضعف كبيرة في الأجنحة الشمالية لقوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية، وأفسح المجال أمام طالبان لاستغلالها، ونتيجة لذلك، شهد شمال أفغانستان أول موجة من خسارة المناطق لصالح طالبان.

 

وأشار إلى أن عدم وجود قيادة وسيطرة بصورة مستقرة هو العامل الثاني، حيث كان وزير الدفاع الأفغاني قد غاب عن مسرح الحرب في البلاد خلال الأشهر العشرة الماضية.

 

ويشار إلى أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، قد أبقى منصب وزير الدفاع شاغرا، عن عمد، بينما كانت الحرب تحصد أرواح عشرات الأفراد من قوات الجيش والمدنيين كل يوم.

 

ونظرا للانسحاب العسكري الأمريكي، استولت طالبان، على المعابر الحدودية الرئيسية في أفغانستان، ونقاط العبور مع طاجيكستان وتركمنستان في الشمال، وإيران في الغرب، وباكستان في الجنوب، مما أدى إلى فرض حصار اقتصادي حول البلاد.

 

كما أدى رحيل الجيش الأمريكي من أفغانستان إلى خلق حالة من الفراغ الأمني، مثلما حدث في العراق في عام 2011، مما تسبب في تدهور الوضع في البلاد، بسرعة مثيرة للقلق.