رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

احتفال الطائفة اليهودية برأس السنة في مصر للمرة الأولى منذ 70 عامًا

نشر
الأمصار

احتفلت الطائفة اليهودية في مصر بـ العام اليهودي الجديد (رأس السنة العبرية- روش هشانا)، للمرة الأولى منذ 70 عاما وتحديدًا عقب ثورة يوليو من العام 1952.

 

أعلنت الصفحة الرسمية لـ الطائفة اليهودية على موقع "فيسبوك" أن الطائفة احتفلت بالسنة اليهودية الجديدة، ونشرت بعض الصور من الاحتفال، الذي يصادف يومي السبت والأحد، كما ظهرت رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون، خلال إلقاء كلمة في الاحتفال، أمام العشرات من أبناء الطائفة.

وترك معظم اليهود مصر بشكل نهائي عقب حرب السويس والعدوان الثلاثي عام 1956، وازدادت هجرتهم بعد فضيحة "لافون" من مصر في عام 1955، كان عدد اليهود في مصر (آنذاك) نحو 145 ألفاً، وتم تهريبهم بأموالهم عن طريق "شبكة جوشين السرية"، التي كانت تتولى تهريبهم إلى فرنسا وإيطاليا ثم إلى فلسطين، ولم يتبق منهم سوى عشرات الأشخاص كان معظمهم يقيم في حارة اليهود في منطقة الموسكي بالقاهرة.

الآثار اليهودية

ترك اليهود في مصر الكثير من المعابد، التي شيدت خلال القرنين الـ19 والـ20، وتحديدا مع هجرة اليهود إلى مصر بتشجيع من محمد علي، وتمتعوا في عهد الخديوي إسماعيل بكل الامتيازات الأجنبية وكان التطور الاقتصادي هو عامل الجذب الأساسي لقدومهم واستيطانهم.

تطوير وترميم معابد اليهود 

وقبل سنوات، حرصت الحكومة في مصر على تطوير وترميم معابد اليهود واعتبارها من المواقع والمزارات التاريخية، وافتتح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في بداية شهر سبتمبر الجاري، معبد بن عزرا اليهودي، بعد انتهاء مشروع ترميمه، في حضور وزيري السياحة والآثار، والتنمية المحلية، ومحافظ القاهرة.

ويعد المعبد أحد أهم وأقدم معابد الطائفة اليهودية في مصر، وأُنشئ في القرن 12م، ويضم نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية في مصر.

وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، إن مشروع ترميم المعبد تضمن أعمال الترميم المعماري الدقيق، فضلا عن أعمال معالجة ودرء الخطورة لأسقف المعبد، وعزل الأسطح بأفضل أساليب العزل وتنظيف الأحجار ومعالجتها وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذي يتيح الرؤية البصرية للأثر.

وثائق الجنيزا

كما قال إن المعبد يضم وثائق "الجنيزا" الخاصة بـ الطائفة اليهودية في مصر، وهي مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم، وتمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر، وأشار إلى أن المعبد يُنسب إلى إبراهام بن عزرا في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد أُعيد بناؤه في القرن التاسع عشر.

وكلمة جنيزا تطلق على المكان المؤقت أو المستديم وعلى المواد الموضوعة أو المدفونة فيه، ويعتقد "اليهود أن أي ورقة مكتوبة باللغة العبرية مقدسة، فاللغة العبرية لغة مقدسة بحسب اعتقادهم؛ لأنها لغة الرب، وبذلك فقد رأوا أن أي طريقة غير الدفن مثل الإغراق بالماء أو التمزيق، هي طرق غير مناسبة وقد تعرض المواد المقدسة المراد التخلص منها للتدنيس".