رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أحداث متصاعدة يشهدها المخيم الفلسطيني "عين الحلوة".. ومخاوف من اشتعال أكبر للأزمة

نشر
الأمصار

تشهد المخيمات الفلسطينية في لبنان أحداثًا مشتعلة خلال الأيام الماضية، خاصة مخيم "عين الحلوة"، بعدما وقعت اشتباكات بين مجموعتين من الفصائل الفلسطينية هناك.

وفي لبنان يود 12 مخيماً فلسطينياً، يعيش فيها حوالي 400 ألف لاجئ فلسطيني، أي ما يعادل 10% من سكان لبنان، وتقع هذه المخيمات في مناطق مختلفة من لبنان، منها بيروت والضاحية الجنوبية وصور وعكار وطرابلس.

أنشئت هذه المخيمات في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948، وكانت مخصصة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم في فلسطين. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المخيمات مجتمعات دائمة، حيث ولد فيها جيلان أو ثلاثة من الفلسطينيين الذين لم يولدوا في فلسطين.

يعاني الفلسطينيون في لبنان من العديد من التحديات، منها الفقر والبطالة والتهميش، كما أنهم يواجهون العديد من القيود على حرياتهم، مثل عدم القدرة على السفر أو العمل في بعض القطاعات.

وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أن الفلسطينيين في لبنان تمكنوا من بناء مجتمعات قوية ومتماسكة.

كما أنهم لعبوا دوراً مهماً في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في لبنان.

أبرز المخيمات الفلسطينية في لبنان

مخيم عين الحلوة

يعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيم فلسطيني في لبنان، ويقع في ضواحي بيروت، ويعيش فيه حوالي 170 ألف لاجئ فلسطيني.

مخيم البداوي
يقع مخيم البداوي في مدينة طرابلس شمال لبنان، ويعيش فيه حوالي 120 ألف لاجئ فلسطيني.

مخيم برج البراجنة
يقع مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويعيش فيه حوالي 100 ألف لاجئ فلسطيني.

مخيم شاتيلا
يقع مخيم شاتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويعيش فيه حوالي 80 ألف لاجئ فلسطيني.

مخيم نهر البارد
يقع مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ويعيش فيه حوالي 50 ألف لاجئ فلسطيني.

مخيم عين الحلوة في لبنان يهتز بأحداث عنف

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الأحد، أحداث عنف، حيث بدأت الأحداث عندما اندلعت مشاجرة بين مجموعتين من الفلسطينيين في المخيم، تطورت إلى إطلاق نار واشتباكات بالأسلحة البيضاء.

تدخلت قوات الأمن اللبنانية لتفريق الاشتباكات، لكنها لم تتمكن من السيطرة على الوضع، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الصباح الأولى.

وأغلقت قوات الأمن اللبنانية جميع مداخل ومخارج المخيم، ومنع السكان من الخروج أو الدخول.

وأرسلت الحكومة اللبنانية تعزيزات أمنية إلى المخيم، وبدأت تحقيقًا في ملابسات الأحداث.

وارتفعت إلى 5 حصيلة قتلى الاشتباكات التي وقعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، الأحد، وكان من بينهم المسؤول في حركة "فتح"، أبو أشرف العرموشي، الذي تقول حركته إنه تعرض لكمين من طرف متشددين.

أرقام متصاعدة

في أحدث حصيلة، ذكر مسؤولون فلسطينيون أن 5 أشخاص قتلوا وأصيبوا 6 آخرون من جراء الاشتباكات في داخل مخيم عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان والقريب من مدينة صيدا الساحلية، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

كانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 4 أشخاص.

وذكرت أول حصيلة عن الاشتباكات التي بدأت ليلا عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.

اغتيال العرموشي

وتعرض العرموشي وعدد من مرافقيه لكمين مسلح مع مرافقيه في حي البساتين داخل مخيم عين الحلوة، وفق الوكالة الوطنية للأنباء.

وتتهم الفصائل الفلسطينية المجموعات المتشددة بتنفيذ الكمين.

وتسود عين الحلوة أجواء متوترة، في ضوء التصعيد الأخير الذي أعقبته اشتباكات متقطعة في المخيم.

ووقعت الاشتباكات بالتزامن مع شن فصائل فلسطينية في عين الحلوة حملة على جماعات متشددة، وهاربين يبحثون عن ملجأ داخل أحياء المخيم المكتظة.

وقال المسؤولون الفلسطينيون، الذين تحدثوا إلى وكالة "أسوشيتد برس" شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن الاشتباكات اندلعت بعد أن حاول مسلح مجهول اغتيال آخر هو محمود خليل، مما أدى إلى مقتل أحد رفقاء الأخير.

واستخدمت الفصائل بنادق وقاذفات صواريخ داخل المخيم المكتظ، وشوهدت سيارات إسعاف تتقدم في شوارع المخيم الضيقة لنقل الجرحى إلى مستشفى. فر العديد من السكان بسبب تبادل إطلاق النار إلى أحياء مجاورة داخل المخيم.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن 6 أشخاص أصيبوا في الاشتباكات، من بينهم طفلان.

وأفادت الوكالة أيضا بأن عائلة لبنانية من بلدة الشرقية نجت بأعجوبة، عندما أصيبت السيارة التي كانوا يستقلونها برصاصة على الطريق الشرقي في مدينة صيدا جراء الاشتباكات في المخيم

وفي السياق ذاته، أعلن الجيش اللبناني، الأحد، إصابة أحد عسكرييه، بسقوط قذيفة هاون من اشتباكات المخيم داخل أحد المراكز العسكرية.

وقال الجيش إن العسكري أصيب بشظايا وحالته مستقرة.

وتوقفت معظم الاشتباكات، رغم أن وسائل إعلام رسمية ذكرت أنه لا يزال هناك تبادل إطلاق نار بشكل متفرق.

وفر العديد من السكان بسبب تبادل إطلاق النار إلى أحياء مجاورة داخل المخيم.

بيان الرئاسة الفلسطينية

اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني".

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان مساء الأحد: "ما حدث من مجزرة بشعة واغتيال غادر وإرهابي لمناضلين من قوات الأمن الوطني أثناء أدائهم واجباتهم الوطنية في الحفاظ على صون الأمن والأمان لشعبنا في مخيم عين الحلوة، والسهر على أمن الجوار اللبناني، هي تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم".

واتهم البيان "مجموعات إرهابية متطرفة"، قال إنها "دأبت منذ سنوات العمل على إدخال المخيم في تنفيذ أجندات هدفها النيل من الاستقرار الذي يشهده المخيم".

وقال: "هذا الأمر غير مسموح به، ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة".

وأضافت الرئاسة أن "أمن المخيمات خط أحمر، ومن غير المسموح لأي كان ترويع أبناء شعبنا والعبث بأمنهم".

ودعمت الرئاسة "ما تقوم به الحكومة اللبنانية من أجل فرض النظام والقانون، ونؤكد حرصنا الشديد على سيادة لبنان، بما يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على الأمن والقانون".

وأضافت: "عملنا طوال السنوات الماضية وبجهد كبير للحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية وأجهزتها الرسمية والأمنية، وسنبقى على هذا الطريق للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وحماية أبناء شعبنا في المخيمات وتحت سيادة القانون والأمن اللبنانيين".