رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حيدر العذاري يكتب: عدوى التطرف وتهديد التعايش السلمي

نشر
الأمصار

الأحداث التي حصلت مؤخرا من حرق نسخة من المصحف الشريف امام الجامع الكبير في ستوكهولم اول ايام عيد الاضحى المبارك وحرق نسخة من المصحف الشريف والعلم العراقي امام السفارة العراقية في العاصمة السويدية في اول ايام راس السنة الهجرية وقرار الحكومة العراقية بسحب القائم بالاعمال المؤقت من السويد والطلب من السفيرة السويدية مغادرة العراق ومن ثم حرق نسخة من المصحف الشريف والعلم العراقي من قبل متطرف امام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن بعد يوم واحد من حرق المصحف والعلم امام السفارة العراقية في ستوكهولم واستنكار الحكومتين العراقية الدنماركية لهذه الافعال المشينة والمسيئة كلها تندرج ضمن السياقات الدبلوماسية للتعامل مع هكذا امور والتي قد تصل الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلدين  

ايضا حق التظاهر السلمي مكفول بالدستور العراقي للتنديد بمثل هذه الاعمال التي تسيء الى اكثر من مليار مسلم حول العالم وغيرها من الافعال التي لاتحترم معتقدات الاخرين ولكن ان يتم التجاوز على السفارة السويدية في بغداد من خلال اقتحامها وحرقها من قبل متظاهرين غاضبين دفعتهم عواطفهم لذلك ومن ثم محاولة اقتحام المنطقة الخضراء للوصول الى السفارة الدنماركية والهجوم على منظمة غير حكومية دنماركية تعمل في البصرة فهو شي مؤسف ومخالف للدستور والقانون ولاتفاقية فيينا التي تطلب من الحكومات مسؤولية تامين حماية البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها وهذا ما اكدت عليه الحكومة العراقية عندما ادانت واستنكرت حرق السفارة السويدية 

منذ تشكيل حكومة المهندس محمد شياع السوداني قبل عشرة اشهر تقريبا والعمل مستمر لتنفيذ برنامجها الحكومي وبات هذا الشيء ملموس من خلال الخدمات والاصلاحات ومحاربة الفساد والانفتاح على الدول الشقيقة والصديقة بالرغم من جميع التحديات التي واجهتها وستبقى تواجهها لذلك من الضروري دعم كل هذه الجهود وعدم العمل بقصد او دون قصد على تقويضها لان ذلك سينعكس سلبا على الاستقرار الامني والسياسي الذي تحقق بعد جهود كبيرة قامت بها الوزارات ومؤسسات الدولية مما شجع الكثير من الدول للانفتاح على العراق وتقوية علاقاتها الاقتصادية والتجارية والتي ستخدم المواطن العراقي ولكن الذي حصل من احداث سيكون المواطن العراقي هو الخاسر الاكبر فيها 

في لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع اليوم في القصر الحكومي مع سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية من الاتحاد الاوروبي وعددا من الدول الصديقة والذي شدد خلال اللقاء على ضرورة تكاتف الجهود لنبذ خطاب الكراهية والتطرف الذي يتجسد بممارسات مسيئة لمقدسات ومعتقدات الشعوب ومنها حادثة الاساءة والتجاوز على قدسية القران الكريم والعلم العراقي فمثل هذه الممارسات تهدد الامن والسلم المجتمعي، فضلا عن كونها اعتداءات لاصلة لها بمفاهيم حرية التعبير داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى أخذ دورها في مكافحة تلك الأفعال العنصرية، وكل ما يحرّض على العنف

كما اكد السيد رئيس مجلس الوزراء مسؤولية الحكومة العراقية في حماية وتحقيق امن وسلامة جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد كون العراق ملتزم بهذه المسؤولية طبقا لما ورد في اتفاقية فيينا الخاصة بتنظيم العلاقات الدبلوماسية 

من جهتهم جدد سفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق إدانة بلدانهم لجريمة حرق المصحف الشريف والعلم العراقي، معربين عن ترحيبهم بالإجراءات المتخذة  من قبل الحكومة لحماية البعثات الدبلوماسية، ونقلوا استعداد بلدانهم لاستمرار التعاون الاقتصادي مع العراق وعبروا عن ارتياحهم للتقدم الملحوظ في ملف الخدمات ومحاربة الفساد والتقدم الواضح في تنفيذ البرنامج الحكومي

بعد الذي حصل اليوم من اساءة متكررة لحرق المصحف الشريف والعلم العراقي امام السفارة العراقية في الدنمارك وفي حال السكوت عليه ستتيح لعدوى التطرف والكراهية وتضع المجتمعات امام تهديد حقيقي للتعايش السلمي لذلك من الضروري على سلطات دول الاتحاد الاوروبي اعادة النظر وبشكل سريع بما يسمى حرية التعبير وحق التظاهر وان يكون هنالك موقف جماعي واضح قد يكون من خلال العمل على تغيير بعض التشريعات لمنع الاساءات المتكررة امام سفارات جمهورية العراق على ارضيها فالسكوت على هذه الاساءات وعدم اتخاذ الاجراءات الواضحة والحاسمة ستشجع هؤلاء المتطرفين من الاستمرار في هذا السلوك الخطر 

في الختام من الضروري على المتظاهرين ان يعوا خطورة الذي حصل وما قد يحصل في حال استمرت المظاهرات الغاضبة وان يكونوا داعمين لعمل الحكومة العراقية وجهودها في التعامل مع الازمات الخارجية من خلال القنوات الدبلوماسية وان تكون المظاهرات سلمية وفق القانون والدستور وان لا يعرضوا انفسهم للمسألة القانونية من جهة واحراج الحكومة العراقية امام المجتمع الدولي من جهة اخرى 

حيدر العذاري في ٢٤/٧/٢٠٢٣

لمزيد من المقالات: https://t.me/haidaralathari/217