رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

العالم يشيد بدور مصر في وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل

نشر
الأمصار

بعد مرور خمسة أيام من القتال المستمر بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي أسفر عن سقوط العديد من القتلى معظمهم من الفلسطينيين ، تم التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة بوساطة مصرية.  وفي تمام الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي مساء امس السبت دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لينهي 3 أيام من التصعيد بين إسرائيل و حركة الجهاد الإسلامي" نتج عنه حولي 44 قتيلا فلسطينيا , 
وعادت الحياة إلى شوارع قطاع غزة التي عجت بالمارة والمركبات، وأبحر صيادون في مراكبهم في القطاع الساحلي. ويتفقد سكان غزة الدمار الذي لحق بمنازلهم في مناطق مختلفة.

ومن الجدير بالذكر أن الدور المصري كان حاضرا بقوة منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، سعيا للتهدئة، حتى تمكنت القاهرة من إنجازها وأعلن الجانبان الموافقة على مقترح التهدئة المصري ودخلت حيز التنفيذ صباح الجمعة.

الدور المصري في حل الأزمة

وأوضح الخبراء أن الجهود المصرية في الأزمة الراهنة شملت أكثر من محور، أولها اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار ثم تثبيته، والوصول إلى تفاهمات لإبقاء الأوضاع هادئة لأطول فترة ممكنة، بما يُسهم في فعالية التحركات التي ستقوم بها الدولة المصرية في الفترة المقبلة، بداية من المشاركة في إعادة إعمار غزة، وصولاً إلى حشد دولي باتجاه حل الدولتين، واستثمار وجود إدارة أميركية مقتنعة به وحالة "توازن الرعب" لدى الطرفين بعد 11 يوما من المواجهات.

وتابع الخبراء أن تحركات القاهرة كانت ولا تزال على أكثر من مستوى، حيث أرسلت في بداية الأزمة وفدا أمنيا ودبلوماسيا إلى غزة وتل أبيب لإجراء مباحثات مع الجانبين ومتابعة تطور الأوضاع على الأرض.

وتبنى الرئيس عبدالفتاح السيسي طرح الأزمة في قمة بباريس جمعته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأطلق من هناك مبادرة لتخصيص نصف مليار دولار لإعمار غزة ووجه بفتح المستشفيات المصرية ومعبر رفح لنقل المصابين الفلسطينيين للعلاج داخل مصر.


الجماهير ما بين الوحدة الوطنية والخوف

وتلقت الجماهير الفلسطينية خبر وقف إطلاق النار بمشاعر مختلطة و سعادة بالإفراج عنهم وانتهاء الحرب و عودة الحياة لمسارها الطبيعي و جاءت التعليقات المواطنين متنوعة ما بين التعبير عن مشاعر الخوف التي حلت بهم خلال تلك الفترة والفرحة بمشاعر الوحدة الوطنية والتكاتف ضد العدو الموحد. وجاءت التعليقات كالتالي:

في قطاع غزة، رأى ميسرة فروانة أن جولة التصعيد الاخيرة كانت "من أروع الجولات التي اتسمت بالوحدة الوطنية وكان بها تكاتف لفصائل المقاومة".

أما محمد اللوح (69 عاما) فطالب بالحصول على تعويض بعد أن فقد منزله. وقال "نحن في الشارع لا بيت لأولادي وأحفادي، على الأقل أن يستأجروا لنا منزل نسكن فيه". ويؤكد اللوح أن "حجم الدمار كبير".

وفي عسقلان تقول الأخصائية الاجتماعية ياعل (60 عاما) "كنا خائفين جدا (...) البقاء عالقين في المنزل أربعة أيام أمر صعب جدا".

وفي رمات غان قرب تل أبيب، رحبت عنات دوليف بالهدنة. وقالت "من الجيد أنهم توصلوا إلى وقت لإطلاق النار". ورأت دوليف أنه "من المخزي أن يكون هناك المزيد والمزيد من جولات" العنف.

إشادة عالمية بالدور المصري

رحب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم الاحد بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و الفلسطينين في غزة بوساطة مصرية وقال في بيان له " أرحب بإعلان وقف إطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بوساطة مصرية. يجب الآن الالتزام بوقف إطلاق النار لمنع إرهاق المزيد من أرواح المدنيين.

فيما وجه دياب اللوح سفير دولة فلسطين في مصر الشكر لمصر على جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتوصل لهدنة بغزة. قائلا " إن مصر نجحت في وقف العدوان، بينما فشلت العديد من الأطراف الدولية في تحقيق هذا الأمر في مقدمتها مجلس الأمن، واصفا الموقف الدولي بـ"الخجول والمخجل"، بعد أن ساوى بين الجلاد والضحية.

وثمنت الولايات المتحدة جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الدبلوماسية المهمة التي قادت إلى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد البيت الأبيض في بيانه أن المسؤولين الأمريكيين عملوا عن كثب مع الشركاء الإقليميين لتحقيق هذه الهدنة لوقف الأعمال العدائية لمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح واستعادة الهدوء لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الاحد أنه كانت هناك دعوات متزايدة للاتفاق على وقف إطلاق النار، بما في ذلك من أقرب حليف لإسرائيل، الولايات المتحدة حيث أجرت نائبة وزير الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان اتصالا هاتفيا مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، شددت فيها على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل منع أي خسائر أخرى في أرواح المدنيين. وسلطت الضوء أيضا على قول محمد الهندي المسؤول في الدائرة السياسية في الجهاد الاسلامي قوله "نريد ان نشكر مصر على جهودها".

وكانت قد اندلعت موجة العنف الحالية يوم الثلاثاء الماضي عندما قتلت الضربات الإسرائيلية على غزة ثلاثة أعضاء بارزين في حركة الجهاد الإسلامي كما قتلت ثلاثة شخصيات بارزة أخرى من الحركة الفلسطينية في ضربات لاحقة وهم من بين 33 شخصًا على الأقل قتلوا في القتال داخل غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.