رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"افرحوا يا ولاد".. كواليس زينة رمضان بالوطن العربي صانعة البهجة بالشوارع

نشر
الأمصار

تختلف زينة رمضان بالوطن العربي، من بلد لأخر، فالجميع يحاول أن يستقبل الشهر بطريقته الخاصة، والتي تعد من أبرز  طقوس هذه المناسبة، حيث تأسر قلوب الكبار والصغار، وتتكون من الإكسسوارات التي تحاكي أجواء شهر رمضان الكريم.

وتتميز هذه الزينة بالعديد من الأشكال ذات الألوان المبهجة التي تتميز بطابع خاص وأيقونات مميزة مرتبطة ارتباط وثيق بهذا الشهر كفانوس رمضان والهلال وغيرهم من الأشكال ذات الطابع المميز.

ولم تقتصر هذه الأجواء على دولة واحدة فقط، بل أن كل دولة في الوطن العربي لها طقوس وعادات مختلفة لاستقبال شهر رمضان المعظم.

ويعود أصل حكاية زينة رمضان، إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الدراي، فهو أول من رسخ فكرة زينة رمضان، وذلك بعد أن قام بانارة المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت، ويتم إضاءتها، كل ليلة جمعة باعتباره يومًا مقدسًا عند جميع المسلمين.

ويعد أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب وزينة رمضان بالوطن العربي، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية.

ويعود الاحتفال بشهر رمضان في القرن الرابع وأوائل الخامس الهجري، وهي فترة تأسيس الدولة الطولونية، واستمرت الزينة خلال العصور التي تلت عهد الدولة الطولونية.

وظلت زينة رمضان بالوطن العربي يتوارثها الأجيال  يوما بعد يوم حتى أخذ الأمر شكل أكبر وأشبه بالشكل الموجود في شوارع مصر حاليًا، وكان هذا في عهد الدولة الفاطمية التي انتشر فيها كثير من عادات المصريين في الاحتفالات، مثل حلاوة مولد النبي والفوانيس وزينة الشوارع وغيرها.

وبذلك أصبحت  زينة رمضان بالوطن العربي من العادات والطقوس الرمضانية في الشوارع المصرية والدول العربية، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز الدول التي تميزت بعادات وطقوس مختلفة لاستقبال هذا الشهر الكريم

مصر


يحرص المسلمون في مصر على تزين شوارع والمنازل بزينة رمضان وتعد أشهر زينة رمضان بالوطن العربي، حيث تتميز بألوان مبهجة والأشكال المختلفة، حيث ان شهر رمضان ارتبط لدى المصريين بطقوس خاصة وعادات وتقاليد متورثة منذ القدم وحتى الآن.

ويعتبر من ضمن هذه الطقوس "فانوس رمضان" فهو له ذكريات مميزة مع المصريين، ولظهور الفانوس قصة منذ دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادمًا من الغرب

وكان ذلك فى يوم الخامس من رمضان عام 358 هجريًا، حيث خرج المصريون في موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلا، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه.

وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليدا محببا في شهر رمضان، وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية.

وتطورت صناعة الزينة في مصر في بدأت من الورق في باديء الأمر ثم في الألفية الثانية إذ انتشرت الزينة بالجلاد الملون الذي يُقطع على أشكال هندسية مختلف

من ثم  ظهرت الزينة الكهربائية التي ترتبط بتعليق أفرع النور في الشوارع وظلت هذه الأشكال المتواجدة حتي الآن.

ومن أشهر الأحياء التي تحتص ببيع هذه الزينة منطقة الخيامية و منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر، والغورية، ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التى تخصصت فى صناعة الفوانيس.

فهم من أشهر الاحياء التي تتميز بتواجد الأشكال المختلفة للزينة والتي يقبل عليها الجمهور من كافة أنحاء مصر.


الأردن

يحتفل المسلمون في دولة الأردن بالقيام بتزيين الشوارع والبيوت فنجد أن أكثر البيوت الإسلامية مزينة احتفالًا بهذا الشهر وللدلالة على أن هذا البيت مسلم.

مع قرب شهر رمضان الكريم يتجه العديد من المواطنين إلى الأسواق لشراء زينة رمضان، كتذكار للعائلات بفرحة الشهر وأجوائه وروحانيته.

ومن أشهر الأشكال التي يقبل عليها المسلمين في الأردن الفوانيس ذات اللون الذهبي، والأحجام المختلفة وأيضا الاشكال الأخرى من الأهلة والنجوم ذات الألوان المختلفة.

ومن أشهر الأسواق التي تكتظ بالمسلمين لشراء الزينة سوق عمان الذي يتميز بتواجد الكثير من البائعين لزينة رمضان.


السعودية


يزين السعوديون مثل باقي الدول العربية البيوت احتفالًا بهذه المناسبة بزينة خاصة بهذا الشهر من فوانيس ومفارش ذات طابع رمضاني، وكذلك يستعملون في بيوتهم أواني وفناجين ذات ألوان خاصة بهذا الشهر.

وكذلك يزينون خارج بيوتهم بزينة ملونة، وتعلق الأقمشة المكتوب عليها رمضان كريم وأدعية دينية، ومن عاداتهم في اللباس تلبس النساء عباءات ذات طابع بدوي مع الإكسسوارات والأحجار الكريمة والخواتم والأساور.

 

الإمارات


يحرص القاطنون في مدينة أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، على استقبال شهر رمضان وينتظرونه على أحرّ من الجمر، سواء أكانوا مسلمين، أم غير ذلك، لأنه شهر الطقوسية بامتياز، فضلاً عن كونه بالأساس شهر عبادة ينخرط فيه المسلمون في سائر بقاع الأرض بأداء هذه الشعيرة التي تعد أحد أبرز أركان الإسلام الخمسة.

ويعمل سكان بلدية مدينة أبوظبي على تزيين الشوارع والجسور والدوّارات في جزيرة أبوظبي والمدن الخارجية بمئات المجسمات والتشكيلات الهندسية المضيئة؛ احتفاءً بالشهر الفضيل، ولإضفاء لمسة جمالية على الشوارع تحاكي روحانيات شهر رمضان، وتدخل السعادة على قلوب أفراد المجتمع.


وتعمل الدولة على تزين الكثير من المناطق في جزيرة أبوظبي وخارجها بنحو 3500 تشكيل ومجسم ضوئي مستوحى من النجوم، والأهلّة، وفوانيس رمضان، والمسبحة، والنخيل؛ حيث يتم تركيب الزينة في مناطق متفرقة بجزيرة أبوظبي، أبرزها كورنيش أبوظبي، والطرق الرئيسية مثل شارع الخليج العربي، وشارع الشيخ زايد، وشارع الشيخ راشد بن سعيد، وشارع الملك عبدالله بن عبد العزيز

ويتم أيضا تركيب الزينة في عدد من الطرق الداخلية والدوّارات والجسور، حيث تميز جسر المقطع بتركيب زينة علوية وعلى الأطراف باللون الأخضر، وإضافة حبال ضوئية معلقة تربط أعالي جانبي الجسر بمجسمات للنجوم والأهلّة مع الإنارة الأساسية، فضلا عن تركيب الزينة في عدد من الجزر التابعة لمدينة أبوظبي.

كما تم تركيب زينة رمضان في العديد من المدن الخارجية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي لبلدية مدينة أبوظبي، مثل مدينة بني ياس، ومدينة محمد بن زايد، ومدينة الشهامة، والرحبة، والمفرق، والشامخة، ومدينة الرياض، ومدينة شخبوط، والسمحة، وعدد من الدوّارات والجسور والمواقع الأخرى.

وتنتشر على جانبي الطرق والجزر الوسطية والدوّارات والجسور الكثير من مجسمات العبارات المضيئة التي تحاكي الشهر الفضيل والعادات الإماراتية المتعلقة به، من بينها عبارات: "مبارك عليكم الشهر"، "رمضان كريم"، "شهر الرحمة"، "شهر الخير"، "شهر المغفرة" وغيرها، فضلاً عن مئات التشكيلات الهندسية المضيئة المستوحاة من زخارف العمارة الإسلامية الأنيقة.

وقد جاءت ألوان إضاءة المجسمات والتشكيلات متناسقة بشكل إبداعي يتماشى مع طبيعة المناسبة وروحانيات الشهر الفضيل، حيث حرصت المدن على التحديث في الإضاءة بإدخال ألوان جديدة، مثل اللون الأخضر الفاتح المائل إلى لون الفستق، والذي تم دمجه مع اللون الأزرق المائل إلى التركواز، الذي تزينت به الكثير من القطع المضيئة على كورنيش.


 


اليمن


يستقبل الشعب اليمني شهر رمضان الكريم  بطلاء منازلهم قبل قدومه كاستقبال احتفالي به، وتظهرُ بذلك اليمن بأبهى حُلّة وكامل استعدادها لقدومِ شهر الخير،  وتزدانُ الشوارعُ بأجملِ الزينة، وتُطلق العيارات النارية من قبل الرجال.

وتمتلأ شوارع عدن وأزقتها مؤخرا، بمظاهر الزينة والأنوار المبهجة والفوانيس المضيئة؛ احتفاء بحلول شهر رمضان المبارك، يأتي ذلك في وقت، يعيش فيه سكان العاصمة عدن، أوضاعا معيشية متردية.

يصر المواطنون في عدن على اقتناء الزينة الخاصة بشهر رمضان، وتعليقها على جدران منازلهم وأمام أبواب بيوتهم وفي الشوارع والحارات، في رسالة منهم تدل على تشبثهم بالحياة ومظاهر الفرح، على الرغم من كل ما يحيط بحياتهم المعيشية .

 

تونس


يبدأ التونسيون بالاحتفال بالشهر الكريم قبل قدومه بأسبوعين فيشترون الأواني الفضية والنحاسية والفخارية وينظفون البيوت، ولهم احتفال بالليلة التي تسبق الشهر تسمى هذه الليلة بـ"العرش"، فضلا عن وضع الزينة ذات الألوان المبهجة التي تعطي طابع روحاني لهذا الشهر الكريم.


السودان


يحرص الشعب السوداني على استقبال شهر رمضان الكريم بتجديد الأواني يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح، كما لابد أن يتم تجديد أواني المطبخ احتفالا بقدومه كنوع من أنواع الزينة المميزة لهذا الشهر.