رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ولي العهد السعودي يزور تايلاند بعد 3 عقود من القطيعة

نشر
الأمصار

أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، مباحثات في تايلاند التي تعد ثالث محطة بجولته الآسيوية والأولى تاريخيا منذ أزمة قطع العلاقات بين البلدين قبل 3 عقود في خضم جهود السعودية لتعزيز علاقاتها الاسياوية ومع تصاعد التوتر بين السعودية والولايات المتحدة.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس، وصل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إلى بانكوك عاصمة تايلاند، في زيارة غير محددة المدة، وكان باستقباله رئيس الوزراء وزير الدفاع التايلندي الجنرال برايوت تشان أوتشا، وفق وكالة الأنباء السعودية.

وتتزامن زيارة ولي العهد السعودي لبانكوك مع ترأسه وفد بلاده في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي تستضيفه تايلاند يومي الجمعة والسبت.

وعلى هامش المنتدى، أجرى الأمير محمد مباحثات منفصلة مع الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون، والإندونيسي جوكو ويدودو، والفلبيني بونغ بونغ ماركوس، و سلطان بروناي دار السلام الحاج حسن البلقيه، ورئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، ووفق الوكالة.

ويعد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ منتدى اقتصاديا إقليميا يضم 21 عضوا وتأسس في عام 1989، وتقام قمته سنوياً في إحدى الدول الأعضاء.

وفي سياق متصل، نقلت قناة الإخبارية السعودية الرسمية عن موفدها إلى بانكوك، خالد العويد أنه "سيتم مساء الجمعة الإعلان عن فتح السفارة السعودية في تايلاند والسفارة التايلندية بالرياض أو موعد تقريبي لهما وكذلك تعيين السفراء"، دون تفاصيل أكثر أو إعلان سعودي رسمي.

جولة آسيوية

والإثنين، بدأ ولي العهد السعودي جولة آسيوية غير محددة المدة غير معروفة محطاتها، باستثناء زيارة إندونيسيا وحضور قمة العشرين، ثم وصل الأربعاء إلى كوريا الجنوبية ثم تايلاند الخميس.
وعقدت السعودية خلال زيارة ولي العهد الى سيول اتفاقيات استثمار ضخمة بحوالي 30 مليار دولار شملت الطاقة والتكنولوجيا ومجالات دفاعية.

وتأمل تايلاندا التي تواجه ازمة اقتصادية وعرفت اكبر انكماش اقتصادي في 2020 عقد اتفاقيات اقتصادية مماثلة للخروج من مازقها الاقتصادي.

وتأتي جولة ولي العهد السعودي في الفضاء الاسياوي في ظل خلاف بين الرياض وواشنطن بشأن قرار مجموعة الدول المصدرة للنفط وحلفائها في إطار "أوبك بلاس" الشهر الماضي خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يوميا.

وتشعر الولايات المتحدة بقلق شديد من توجه الرياض شرقا وتعزيز العلاقات مع قوى اقتصادية اسياوية على غرار الصين التي باتت تنافس واشنطن في مناطق نفوذها الاستراتيجية التاريخية والحيوية.

وانقطعت العلاقات بين السعودية وتايلاندا  في 1990 بعد ارتكاب جرائم من تايلانديين ضد المملكة، أبرزها جريمة تسببت بمقتل 18 شخصا بينهم 4 دبلوماسيين سعوديين، قبل أن تستقبل المملكة في يناير/ كانون أول 2022، رئيس وزراء تايلاند برايوت تشان أوتشا.
وأعلن البلدان آنذاك إنهاء قطيعة نحو 30 عاما و"عودة العلاقات الدبلوماسية ورفع مستوى التمثيل من قائم بالأعمال إلى سفير، مع تأكيد حق المملكة في قضايا الحوادث المأساوية التي تعرض لها مواطنون سعوديون على الأراضي التايلندية قبل ثلاثة عقود"، وفق الوكالة.

ووفق الوكالة "تعد زيارة ولي العهد الأولى على مستوى قيادة المملكة منذ بداية الأزمة بين البلدين".

وفرضت التطورات الجيوسياسية على الرياض ان تصفر المشاكل مع عدد من الدول الاسياوية في توجه واضح نحو الشرق بعد ان عبر المسؤولون السعوديون عن رفضهم للضغوط الغربية وعملية الابتزاز التي تمارسها واشنطن لتحقيق مصالحها دون النظر في مصالح شركائها.