رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

انتفاضة طلاب الجامعات بإيران.. هل تمثل المسمار الأخير في نعش النظام؟

نشر
الأمصار

مع دخول الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني شهرها الثاني، بدأت انتفاضة طلاب الجامعات في طهران ومختلف مدن البلاد منذ صباح اليوم مظاهرات ومواجهات مع القوى القمعية تضامنا مع  سجناء إيفين. 

 

ارتفاع حصيلة القتلى

بدأت انتفاضة طلاب الجامعات في احتجاجات في العديد من المدن، وهاجمتهم عناصر "الباسيج" الذين يرتدون ملابس مدنية في بعض المواقع ووقعت اشتباكات والمظاهرات، حيث تجري في 45 جامعة كبرى.

وجرت هذه المظاهرات في جامعات طهران، ضمن انتفاضة طلاب الجامعات  خواجه نصير، العلامة، شريعتي، أمير أباد التقني، العلوم الطبية في أردبيل، العلوم الطبية في كيلان، العلوم الطبية في بابل، فردوسي في مشهد، تبريز، نبي أكرم في تبريز، العلوم والتكنولوجيا في مازندران، خوارزمي في كرج، فارابي في قم وأزاد في نجف آباد وجامعات أخرى كما نظم طلاب ثانوية الصناعة التابعة للتربية البدنية في أصفهان وطلاب عدد من المدارس في مدن مختلفة، بما في ذلك سنندج، مظاهرات واحتجاجات.

 

وكان الطلاب يهتفون "اصبحت طهران معتقل  وايفين مجزرة" و "قتلوا وأطلقوا النار وأحرقوا سجن إيفين" و "كارثة سينما ركس مرة أخرى، انتفضوا أيها المواطنون" و "اذربيجان يقظة، داعمة لـ كردستان"، "أخذوا نيكا شاه كرمي وسلموا جثمانها"،" أيها الباسيج حان وقت عقابك".

 

وفي الإطار ذاته هاجم شباب مدينة شهريار، إحدى قواعد الباسيج، وشباب مدينة لوشان في محافظة كيلان  هاجموا كشك القوات القمعية باستخدام زجاجات حارقة. واحتجت مجموعة من المتقاعدين في أصفهان بشعار "عار علينا مؤسسة الإذاعة والتفلزيون".

 

 

من السمات المميزة للاحتجاجات الحالية انتفاضة طلاب الجامعات والحضور القوي لطلاب المدارس الثانوية والجامعات، ومع انطلاق الاحتجاجات في إيران، خرجت الطالبات في مدینة سنندج، ومريوان إلى الشوارع للاحتجاج. حاول النظام قمع الاحتجاجات المدرسية بوحشية لکنه واجه رد فعل عنيف من الطلاب ووالدیهم على حد سواء لأن الانتفاضة ضغط من عامة الناس علی النظام الديكتاتوري لعلي خامنئي بأكمله.

بينما في مدينة رشت  ظهرت انتفاضة طلاب الجامعات من طلاب جامعة آزاد الإسلامية - فرع رشت نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على نظام الملالي، وفي نفس المدينة طلاب جامعة جيلان يهتفون: "من زاهدان إلى جيلان، روحي من أجل إيران!" وهذا دعما لأهالي مدینة زاهدان الذين تم ارتکاب المجزرة بحقهم في 30 سبتمبر.

وفي مدينة  بوشهر  قام طلاب جامعة الخليج الفارسي  بمظاهرات ضد النظام حيث كانوا يهتفون "حرية ، حرية ، حرية"

بينما في طهران اشتبك الطلاب في جامعة طهران - كلية الفنون الجميلة - مع وحدات الباسيج التابعة للحرس، وحدثت  اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من جامعة طهران في شارع كارکر وإطلاق الغاز المسيل للدموع.

Featured Image

 

وتشير التقارير الواردة من أردبيل في الشمال إلى فظاعة أخرى ارتكبتها قوات أمن النظام بحق الأطفال العزّل. حیث ورد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في تلغرام  من أحد العاملين الصحيين: "أجبر مدير مدرسة  تلميذات مدرسة "شاهد" (شهيد راني الثانوية للبنات) في أردبيل، شمال غربي إيران،جميع التلاميذ في المدرسة على الخروج في مظاهرة مؤيدة للحكومة ضد الاحتجاجات الأخيرة دون موافقة والديهم أو أي إخطار مسبق وعندما أدرك الطلاب سبب ذلك، بدأوا في ترديد الشعارات المناهضة للنظام وتعرضوا للهجوم من قبل مدير المدرسة. كان جميع الطلاب من الفتيات دون سن 16 عامًا. بعد ذلك وصلت القوات القمعية حبث  قام عناصر الأمن بزي مدني إلى مكان الحادث بالاعتداء عليهن  بالهراوات والغاز المسيل للدموع.

 وبعد يوم، اعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران أن الهجوم أسفر عن وفاة طالبة، واعتقال أخريات.

نشرت القناة التلغرامية للمجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران، تقريرها التكميلي بشأن مقتل الطالبة أسرا بناهي، على خلفية استمرار انتفاضة إيران التي انطلقت بعد وفاة الشابة مهسا أميني.

وأكد التقرير أنه ثبت للمجلس بعد التحقق "الموثق"، أن هذه الطالبة قتلت في نفس اليوم الذي هاجمت فيه القوات الأمنية بالزي المدني على مدرسة "شاهد" في أردبيل، شمال غربي البلاد.

وأضاف مجلس نقابات المعلمين في بيانه أنه بناء على تحقيقاته، "دخلت طالبة أخرى في نفس المدرسة في غيبوبة منذ ذلك اليوم"، وهو ما يجعل انتفاضة إيران مستمرة في البلاد التي تشهد قمع كبير من النظام.

وفي سياق متصل، تظاهرشباب أردبيل اليوم مرة أخرى في الشوارع وواجهوا القوات القمعية التابعة لخامنئي.

وكان مواطنو أردبيل الشجعان قد تظاهروا  في مختلف مناطق المدينة  غاضبين على جريمة وحوش خامنئي المتنكرين بالزي المدني بحق طالبات مدرسة ”شاهد“ الثانوية وهتفوا "الموت للديكتاتور"، و "الموت لخامنئي"، و "يجب أن يرحل الملالي لا تفيدهم الدبابة والمدفع" و"نحن أبناء بابك (البطل القومي) "و" لا نريد  حكومة تقتل الأطفال" و تظاهروا وواجهوا القوات القمعية للشرطة  ورجال الأمن بالزي المدني والقوات الخاصة والباسيج وفي بعض المناطق أجبروا وحوش العدو على الفرار. وأضرم الشباب النار في قاعدة للباسيج وسيطر الشباب على بعض شوارع أردبيل. ولعبت النساء دوراً فعالاً في مواجهة القوى القمعية.