رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد 100 يوم من الحرب الأوكرانية الروسية..ما هي حقيقة خسائر كييف؟

نشر
الأمصار

مرت 100 يوم على الحرب الأوكرانية الروسية، وجاء الخطاب الرسمي للرئيس الأوكراني زيلينسكي ليكشف النقاب عن خسائر فادحة تكبدتها أوكرانيا خلال الحرب، فما حقيقة الخسائر الأوكرانية خلال الحرب.

إعلان الأطراف المتحاربة بعد 100 يوم

أعلنت موسكو تمكنها في الحرب الأوكرانية الروسية من السيطرة على خمس الأراضي الأوكرانية، وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف، أن بلاده ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تتحقق جميع أهدافها.

بيسكوف أضاف فيما أنه «في اليوم المئة للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا: “أحد الأهداف الرئيسية للعملية هو حماية الناس في جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية».

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أنه اتّخذت تدابير لضمان حمايتهم وتحققت نتائج معينة، كما أفادت رويترز.

 

وكان بيسكوف يشير إلى منطقتين في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا ويسيطر عليهما الانفصاليون المدعومون من روسيا.

وقال الكرملين إن أهدافا «معينة» تحققت بعد 100 يوم من العملية العسكرية في أوكرانيا والعمل متواصل لحين تحقيق كل الأهداف.

ونقلت «فرانس برس» عن الكرملين قوله إنه تم كذلك تحرير العديد من القرى، ما سمح للسكان بالعودة إلى حياة هادئة.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اليوم المائة من العملية الروسية في بلاده، وشن الحرب الأوكرانية الروسية أن أوكرانيا ستنتصر، وذلك في مقطع فيديو من أمام مبنى الرئاسة في كييف ونُشر على انستجرام.

 

وقال زلينسكي في مقطع الفيديو، وإلى جانبه رئيس الحكومة دينيس شميجال وزعيم الأغلبية البرلمانية ديفيد أراخاميا ورئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك: ممثلو الدولة هنا ويدافعون عن أوكرانيا منذ 100 يوم.

أما الأمم المتحدة، فقالت بعد 100 يوم على اندلاع حرب أوكرانيا إنه “لن ينتصر أي طرف” في هذه الحرب.

الخسائر في الأراضي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حول الحرب الأوكرانية الروسية أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014.

وقال زيلينسكي أمام النواب في لوكسمبورغ، عن الحرب الأوكرانية الروسية "اليوم هناك نحو 20 في المئة من أراضينا تحت سيطرة المحتلّين، (أي) حوالى 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس" أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.

وعلى سبيل المقارنة، كانت القوات الروسية تسيطر قبل الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) على "أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع" من البلاد، وفق زيلينسكي.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن مساحة تزيد عن ضعف مساحة الأراضي المحتلة حتى الآن "حوالى 300 ألف كيلومتر مربع"، أصبحت "ملوثة" بالألغام والذخائر غير المنفجرة. وتابع، "12 مليون أوكراني أصبحوا نازحين وسافر أكثر من خمسة ملايين إلى الخارج".

الخسائر في الجنود

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن أوكرانيا تفقد الآن ما بين 60 و100 جندي يوميا في القتال. وعلى سبيل المقارنة، فإن أقل بقليل من 50 جنديا أمريكيا لقوا حتفهم يوميا في المتوسط في عام 1968 خلال العام الأكثر دموية للقوات الأمريكية في حرب فيتنام.

ذكر آخر بيان رسمي من كييف يعود إلى نهاية مارس/آذار الماضي، حين أشار زيلينسكي إلى مقتل 2500 أو 3 آلاف جندي، مع أن الخبراء يرون أن أوكرانيا ربما تكون فقدت نحو 15 ألف جندي، إلا أنه يجب أن يضاف إلى هذه الوفيات عدد الجرحى والجنود الذين خرجوا من الخدمة، ويقدرون عادة بـ3 مقابل كل قتيل.

الخسائر في المعدات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية خسائر الطرف الأوكراني في الحرب، وقالت إن "إجمالي الأهداف المعادية التي دمرت منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، بلغ 143 طائرة، و112 مروحية، و660 طائرة مسيرة، و279 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و2678 دبابة ومدرعة أخرى، و308 راجمات صواريخ، و1196 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و2503 مركبات عسكرية".

خسائر الناتج المحلي

أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، بأن بلاده فقدت 35% من ناتجها المحلي الإجمالي و200 مصنع منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.


وقال يرماك، في تصريحات أوردتها قناة (روسيا اليوم)، إنه "بسبب الأعمال العدائية، غادر البلاد 5 ملايين شخص، واستحوذت الحرب على 35% من الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني. وفقدنا أكثر من 200 مصنع"، مشيرا إلى أن الخسائر المباشرة للبلاد تجاوزت بالفعل مستوى 600 مليار دولار أمريكي.


وكان نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، إيجور ديادورا أعلن، في وقت سابق، أنه بحلول نهاية العام ستصل خسائر الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا إلى حوالي 50%.

على الأرض

وعلى الأرض، تواصل القوات الروسية محاولتها لإحكام سيطرتها على الشرق- وبخاصة مدينة “سيفيرودونيتسك”- حيث تحاول كسر آخر الدفاعات الأوكرانية هناك.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرج، إنه يتعين على الدول الغربية أن “تستعد لفترة طويلة” من الحرب.

وفي حديثه للصحفيين عقب لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الخميس، قال ستولتنبيرج إنه يتعين على الناتو أن يواصل دعمه لأوكرانيا في هذا الصراع الذي أصبح مستمرًا وطويلًا.

وأضاف قائلًا: “علينا أن نكون مستعدين لفترة طويلة لأن ما نراه هو أن هذه الحرب أصبحت حرب استنزاف يدفع فيها الأوكرانيون ثمنًا باهظًا للدفاع عن بلادهم في ساحة المعركة، ولكنها أيضًا حرب نرى فيها روسيا تتكبد خسائر فادحة.

 

واختتم حديثه قائلًا: مسؤوليتنا هي توفير الدعم لأوكرانيا. فمعظم الحروب- وأيضًا على الأرجح هذه الحرب- ستنتهي في مرحلة ما على مائدة التفاوض، لكن ما نعرفه هو أن ما سيحدث حول مائدة التفاوض مرتبط بشكل وثيق بالوضع على الأرض، في ساحة المعركة، وبالتالي علينا أن نساعدهم ونقدم الدعم لهم لكي يتمكنوا من تحقيق النتيجة الأفضل من هذا الصراع”.