رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الخارجية الإثيوبية تتهم مدير منظمة الصحة العالمية بـ”الانتماء لمنظمة إرهابية”

نشر

اتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية، مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنه «لم يرق إلى مستوى النزاهة والتوقعات المهنية المطلوبة على الرغم من أنه مرشح من إثيوبيا».

وزعمت الخارجية الإثيوبية، أن «مدير منظمة الصحة العالمية يتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، بما في ذلك علاقات إثيوبيا مع دولة إريتريا».

كما اتهمته أيضا بأنه «لا يزال عضوًا نشطًا وداعمًا لجبهة تحرير تيجراي التي يحظرها البرلمان الإثيوبي كجماعة إرهابية».

 

وتأتي هذا الاتهامات في أعقاب اتهمات سابقة أطلقها قائد الجيش الإثيوبي ضد مدير منظمة الصحة العالمية، بالضغط لصالح جبهة تحرير تيجراي، التي تقاتل القوات الفيدرالية الإثيوبية.

وقال رئيس الأركان الإثيوبي الجنرال برهانو جولا، إن غيبريسوس «لم يدخر جهدا» لدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ومساعدتهم في الحصول على أسلحة.

وفي المقابل، لم تعلق منظمة الصحة العالمية أو مديرها على هذا الاتهام.

ومدير منظمة الصحة العالمية كان يتولى منصب وزير الصحة في الحكومة الإثيوبية السابقة، التي كانت تهيمن عليها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ويعد الرجل أعلى مسؤول دولي ينتمي لإقليم تيجراي.

ومن جانبها، أفادت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، بأنه لم يطرأ أي تحسن على الوضع في تيجراي من حيث الوصول الطبي والإنساني، بل إن الوضع يزداد تعقيدا وتدهورا، ويشكل «إهانة للإنسانية». ودعا المسؤولون في المنظمة إلى تدخل من المجتمع الدولي للسماح بإدخال الأدوية.

وفي ردّ على سؤال من أحد الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي في جنيف بشأن أحدث المستجدات في تيجراي والمناطق الأخرى في شمال إثيوبيا، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن الوكالة الأممية سعت إلى التوصل إلى طريقة لنقل الأدوية إلى تيجراي، وغيرها من المناطق المتأثرة بالصراع، مثل أفار وأمهرة. وأضاف: «سُمح لنا بإرسال الدواء إلى إقليمي أفار وأمهرة، ولكن لم يُسمح بإرسال شيء إلى إقليم تيجراي.»

كما أفاد غيبرييسوس بأن منظمة الصحة العالمية تواصلت مع مكتب رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية، وجميع القطاعات ذات الصلة، ولكن لم تُمنح الإذن.

وجدير بالذكر، أن تيدروس نفسه ينحدر من إقليم تيجراي، ووصف الوضع بالجحيم: «بالطبع أنا من تلك المنطقة، من تيجراي، شمالي إثيوبيا، ولكنني أقول ذلك بدون أي تحيّز. ما أقوله هو الحقيقة: الوضع خطير. لا مكان آخر في العالم تجدون فيه أزمة مثل التي تشهدونها في شمال إثيوبيا وخاصة في تيجراي. لا مكان آخر نشهد فيه جحيما مثل تيجراي.»

وأشار المسؤول الأممي إلى أن إقليم تيجراي يخضع لحصار منذ أكثر من عام، وعدد سكانه سبعة ملايين، أي ما يعادل عدد سكان النرويج وإستونيا مجتمعتين على حد قوله.

وتابع: «تخيّلوا حصارا كاملا لسبعة ملايين شخص لأكثر من عام، ولا يوجد طعام ولا دواء ولا عقاقير، ولا كهرباء ولا اتصالات ولا إعلام؛ لا أحد يستطيع الإبلاغ (عما يحدث) ولا يوجد هواتف، أعتقد أن الوصول إلى العائلات صعب، ولا يوجد نقد ولا خدمات مصرفية، تخيّلوا أثر كل ذلك على الصحة.»

وشدد على أن نقص الدواء يؤثر بشكل مباشر على الناس، والأشخاص يموتون، ولكن نقص الطعام أيضا يقتل على حد تعبيره. مضيفا أن الهجمات من الطائرات بدون طيار تقتل الناس، مستشهدا بما حدث قبل عدة أيام حيث قُتل أكثر من 50 مدنيا بينهم أطفال، وأمس قُتل أكثر من 17 شخصا.

وأكد أنه تم اتخاذ إجراء صارخ «وهو الحصار لأكثر من عام ومنذ يوليو لم يُسمح بدخول أي دواء من منظمة الصحة العالمية» لكن دخلت لقاحات ضد الحصبة من قبل منظمة اليونيسف.

ودعا د. تيدروس المجتمع الدولي إلى التحرك، مشيرا إلى أن الحصول على وصول غير مقيّد هو الأساس، سواء كان طعاما أو دواء، فالوصول الإنساني يجب أن يكون مسموحا به في جميع الأوقات حتى خلال الصراعات، ولا يجب أن يكون النزاع ذريعة.

وقال: «حتى في سوريا لدينا وصول، حتى خلال أسوأ أوقات الصراع في سوريا، وفي اليمن أيضا الشيء ذاته، لدينا إمكانية الوصول وننقل الدواء. هنا (في تيجراي) الحصار كامل وخاصة منذ منتصف يوليو، لا شيء يدخل منذ ستة أشهر.»

وقدم غيبرييسوس دعوة لجميع أطراف الصراع أن تجد حلّا للسماح للعاملين الإنسانيين، وللأطباء والممرضين، للقيام بواجبهم وهو معالجة المرضى وإنقاذ الأرواح.

وقال: «كطبيب وكشخص يكرّس حياته لرعاية الآخرين، فإن السياسة خارجة عن إرادتي، والقضية هي أن هناك من يعيش فعليا في هذا الوضع، مهما كان السبب، هؤلاء ليس لديهم وصول للتدخلات الأساسية المنقذة للحياة، والتي نحن في الغرب وهنا في جنيف نتوقع الحصول عليها فورا إذا توعكنا.»

وأضاف أن ما يحدث هو «إهانة لإنسانيتنا: السماح باستمرار الوضع. فالوصول هو نقطة الانطلاق للتدخل الإنساني. لا نتمتع ببساطة بأي إمكانية للوصول (إلى الإقليم)، ودعا إلى حل الأزمة سياسيا وسلميا.

من جانبه، أشار د. مايك راين، رئيس برنامج الطوارئ الصحية، إلى تلّقي منظمة الصحة العالمية رسائل من أطباء في تيجراي، وقال إن مخزون الإنسولين تقريبا نفد، والأدوية التي تؤخذ عبر الفم لمعالجة السكري تقريبا لم تعد متاحة.

وأضاف: «لا يستطيع الأطباء والممرضون في تيجراي حتى على إدارة أكثر المضاعفات شدة أو مرض مثل السكري، وهذا يحمل تأثيرا صحيا كارثيا ومباشرا على الأشخاص.

أخبار أخرى

الخارجية الإثيوبية: نرفض قرار الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات مزعومة

رفضت الخارجية الإثيوبية قرار الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات مزعومة، قائلة: “لن نتعاون معها”.

وصل اليوم رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور آبي أحمد والوفد المرافق له، اسطنبول_تركيا للمشاركة في قمة الشراكة التركية الإفريقية الثالثة، وسط أنباء عن مساعدة تركيا لإثيوبيا لتركيا بطائرات بدون طيار.
إثيوبيا
.
كشفت الأمم المتحدة أنها تخشى من “انتشار العنف” في إثيوبيا، إذ اعتبرت الأمم المتحدة اليوم، أن جميع الأطراف في النزاع الإثيوبي المستمر منذ 13 شهرا يرتكبون انتهاكات جسيمة، محذرة من “انتشار العنف” مع تداعيات على المنطقة بأكملها.
وأكدت ندى الناشف نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قالت عبر بيان لها: “مكتبنا يواصل تلقي تقارير موثوقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتجاوزات ترتكبها جميع الأطراف”.
وأضافت نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن خطر تزايد الكراهية والعنف والتمييز مرتفع جدا وقد يتصاعد إلى عنف عام، محذرة من أن “هذا الامر قد تكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على ملايين الأشخاص في إثيوبيا بل أيضا على كل أنحاء المنطقة”.
إثيوبيا
رئيس وزراء إثيوبيا
ويأتي البيان الأخير بعدما أفاد متحدث باسم جبهة تحرير تيجراي: مقتل 28 وإصابة 76 بقصف للقوات الإثيوبية على سوق بمدينة ألاماتا

اتهمت الأمم المتحدة، اليوم، جميع الأطراف في النزاع الإثيوبي المستمر منذ 13 شهرا بإرتكاب انتهاكات جسيمة محذرة من “انتشار العنف” مع تداعيات على المنطقة بأكملها.

وقالت ندى الناشف نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن “مكتبنا يواصل تلقي تقارير موثوقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتجاوزات ترتكبها جميع الأطراف”، وفقاً لإذاعة “مونت كارلو” الدولية.

وأكدت الناشف أن “خطر تزايد الكراهية والعنف والتمييز مرتفع جداً وقد يتصاعد إلى عنف معمم”، محذرة من أن “هذا الأمر قد تكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على ملايين الأشخاص في إثيوبيا بل أيضا على كل أنحاء المنطقة”.

جاءت تعليقاتها في بداية المناقشات حول النزاع المتصاعد الذي تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى المجاعة.

وطلب الاتحاد الأوروبي عقد الجلسة بدعم من أكثر من 50 بلدا وحض الهيئة على “تحمل مسؤولياتها”.