رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مصر تبدأ إنشاء أول مشروع استثمارى سياحي يجنوب السودان

نشر
الأمصار

بدأت مصر في إنشاء أول مشروع استثمارى سياحي بعاصمة جنوب السودان “جوبا”، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفي إطار العلاقات القوية بين مصر وجنوب السودان،

ومن المقرر أن يحتوى المشروع الاستثمارى السياحى على فندق فئة “خمس نجوم”، بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات دولية.

 

وسبق أن أعربت حكومة جنوب السودان على لسان ماييك أيي دينج، وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن التقدير والشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وللحكومة المصرية على ما تقدمه مصر من كافة أشكال الدعم والمساندة لجنوب السودان، مؤكدة أيضاً على عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتطلع إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين في كافة مجالات التعاون الثنائية.

العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب السودان

أشار كتاب “هيئة الاستعلامات” إلى أن العلاقات بين مصر وشعب جنوب السودان تعود إلى ما قبل استقلال جمهورية جنوب السودان عن جمهورية السودان الشقيق عقب الاستفتاء الذي أجرى لهذا الغرض عام  2011، حيث أولت مصر نفس الاهتمام والتعاون والدعم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والثقافية لكل مكونات الشعب السوداني آنذاك في الشمال والجنوب. وكانت القاهرة هي المقصد الأول للأشقاء من سكان جنوب السودان للنعليم والرعاية الصحية والتدريب وتنمية القدرات البشرية، وغير ذلك من المجالات .

كما استمر التعاون بين “جوبا” و”القاهرة” في مجال الاهتمام بنهر النيل، وأقيمت العديد من المشروعات المشتركة لحماية النهر وتعزيز موارده المائية، وكان من بينها مشروع قناة “جونجلي” الذي انجز معظمه وإن لم يكتمل بعد بسبب التطورات التي طرأت على المنظقة بعد ذلك .

وأوضح كتاب “هيئة الاستعلامات” إنه بعد استقلال جمهورية جنوب السودان تعمقت العلاقات بين الدولتين، وأولت مصر العلاقات مع جنوب السودان أولولية كبيرة خاصة في مجالات واحتياجات بناء الدولة، كما شاركت مصر بأكبر بعثة في قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان لدعم استقرار الدولة. وتشهد العلاقات بين مصر وجنوب السودان زخما وتطوراً كبيرا، منذ حصول جنوب السودان على استقلاله عن جمهورية السودان، عام 2011 حيث كانت مصر ثاني دولة في العالم بعد السودان الشقيق تعترف بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة، كما شاركت مصر بوفد رفيع المستوى فى احتفالات إعلان الدولة الذى أقيم فى جوبا، وأعلن الوفد المصرى خلال الاحتفال حرص مصر على تعزيز العلاقات ودعمها مع الأشقاء فى الجنوب .

أما الدفعة الكبرى في العلاقات بين البلدين، فكانت مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية في مصر عام 2014، حيث تطورت العلاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها .

فعلى المستوى السياسي، كانت لقاءات القمة بين البلدين عنواناً للمستوى الرفيع من التنسيق المشترك، وكانت الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جوبا في28 نوفمبر 2020 أول زيارة لرئيس مصر إلى مدينة جوبا في التاريخ الحديث، إضافة إلى زيارت للعديد من كبار المسئولين في البلدين .

وفي المقابل قام رئيس جمهورية جنوب السودان “سلفا كير ميارديت” بالعديد من الزيارات لمصر أعوام 2014- 2017- 2019- 2020 ، 2021 حيث تم التأكيد خلال اللقاءات على تطوير العلاقات بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المشتركة والدفع قدما لتعزيز التعاون فى جميع المجالات، والتنسيق القائم لصالح البلدين بالاستغلال الأمثل لكل الفرص المتاحة لتعزيز العلاقات بين البلدين.  كما زار مصر العديد من كبار المسئولين في جنوب السودان، وأثمرت هذه الزيارات عن العديد من الاتفاقيات والخطوات الثنائية وتطوير التعاون في مجالات عديدة حيث ساهمت مصر في تدعيم الاستقرار السياسي في جنوب السودان والتوفيق بين كافة أطراف الحكم لصالح شعب جنوب السودان، وتحرص كل من الدولتين على تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء لمستوى”التكامل الاستراتيجي” في كافة المجالات خاصةً التنموية، ليكتسب التعاون الاقتصادي مع جنوب السودان أهميته؛ منطلقًا من الاحتياجات المتبادلة والملحة بين الطرفين. وكذلك للاستفادة من الخبرات المصرية في دفع عملية التنمية والبناء، وفي ضوء الإمكانات والثروات الكامنة التي تزخر بها جنوب السودان، وذلك بهدف تلبية تطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل، مؤكدة على أن ترسيخ الأمن والاستقرار هو الركيزة الضامنة لتحقيق البناء والتنمية في جنوب السودان .

 كما تطورت العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارات وفي مجال مياه النيل، والمجالات الأمنية والعسكرية، والتعليم والرعاية الصحية وغيرها.  لتوطيد العلاقات فى إطار استراتيجية شاملة للتطوير، من أجل دعم التنمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة .

تناول الفصل الأول تاريخ تطور العلاقات بين البلدين ، مؤكداً بأنه يربط نهر النيل..شريان الحياة.. بين شعبي مصر وجنوب السودان، حيث يمتد مسار النيل الأبيض عبر الأراضي التي تمثل الآن إقليم دولة جنوب السودان، الأمر الذي عزز التواصل بين شعب مصر وسكان جنوب السودان عبر العصور .

وفي إطار العلاقات المصرية السودانية، كان سكان الجنوب جزءاً من العلاقات الأخوية التاريخية بين شعبي وادي النيل بمراحلها المتعاقبة، وفي العصر الحديث أولت مصر اهتماماً بكل مكونات الشعب السوداني في الشمال والجنوب والشرق والغرب،

وفور إعلان نتائج الاستفتاء على استقلال جنوب السودان عام 2011، كانت مصر ثاني دولة في العالم تعترف بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة بعد جمهورية السودان الشقيقة مباشرة. ومنذ ذلك التاريخ تحرص مصر وجنوب السودان على التنسيق بين البلدين لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان والقرن الأفريقي والقارة الإفريقية .