عاصفة سياسية جديدة تضرب العلاقات الفنزويلية الأمريكية، بعدما كشف وزير الخارجية الفنزويلي، «إيفان خيل»، عن «حرب نفسية شرسة» تشنّها واشنطن بهدف إضعاف الداخل الفنزويلي.
وفي التفاصيل، صرّح إيفان خيل، يوم الثلاثاء، أن فنزويلا تتعرّض لـ«حرب نفسية غير مسبوقة» من جانب الولايات المتحدة.
قال الوزير خيل، أثناء افتتاح جمعية الشعوب من أجل السلام وسيادة أمريكا: إن هناك «حربًا نفسية» ضد فنزويلا، وربطها بـ«عدم نجاح» العقوبات الأمريكية التي أيّدها الاتحاد الأوروبي.
وأضاف وزير الخارجية الفنزويلي: «هذه هي أول حالة منذ نحو (200 سنة) لمثل هذه التهديدات، عندما تستخدم القوة الاقتصادية والعسكرية والإعلامية لخوض حرب نفسية غير مسبوقة»، مُدينًا «المحاولات الإمبريالية الأمريكية لإنعاش مبدأ مونرو لغرض فرض السيطرة الأمريكية على القارة».
أوضح خيل، أن سياسة الولايات المتحدة «تُمثّل خطرًا مباشرًا ليس فقط على فنزويلا بل وعلى أمريكا اللاتينية بأسرها والشعوب ذات السيادة في العالم».
وقدّم الوزير إيفان خيل، الشكر للدول التي أبدت تضامنًا مع «فنزويلا»، مُشيرًا إلى أنه «رغم التهديدات الأمريكية لا يزال الشعب الفنزويلي يعيش بسلام».
ما بين أزمات سياسية مُتشابكة وتوترات أمنية مُتصاعدة، وجدت «الولايات المتحدة» نفسها أمام ضرورة إرسال رسالة واضحة لمواطنيها، رسالة تحمل طابعًا استثنائيًا. ومع احتدام الخلافات بين كاراكاس وواشنطن، بدا واضحًا أن الوضع في «فنزويلا» يتجه إلى نقطة اشتعال، ما استدعى من «أمريكا» تدخلًا عاجلًا يضع «سلامة رعاياها» في المقدمة.
وفي التفاصيل، جددت «وزارة الخارجية الأمريكية»، يوم الخميس، تحذيرها «عالي المستوى» لمواطنيها من السفر إلى فنزويلا، داعية المقيمين منهم هناك إلى مغادرة البلاد «على الفور».
أعادت الوزارة نشر تحذير السفر من المستوى الرابع «لا تُسافر»، على موقعها الإلكتروني وهو الأعلى ضمن منظومة التحذيرات الأمريكية، من دون إدخال أي تعديلات على النسخة الصادرة أول مرة في مايو الماضي.
وجاء في التحذير: «يُنصح بشدّة جميع المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين في فنزويلا بمغادرة البلاد فورًا».
وأوضحت الخارجية أن الولايات المتحدة سحبت كامل طاقم بعثتها الدبلوماسية من كاراكاس عام 2019، ما يجعل تقديم الخدمات القنصلية – سواء الطارئة أو الروتينية – أمرًا غير مُمكن للمواطنين الأمريكيين داخل فنزويلا.
وأشار البيان إلى أن من يُقررون البقاء يُواجهون «مستويات مرتفعة من المخاطر»، تشمل «الاعتقال التعسفي، والتعذيب أثناء الاحتجاز، وتهديدات إرهابية، وخطر الاختطاف، إضافة إلى الاضطرابات الداخلية».
كما حذّرت الخارجية الأمريكية من «انتشار واسع لجرائم العنف، بما في ذلك القتل والسطو المسلح وسلب السيارات»، زاعمة أن قوات الأمن «تُمارس قمعًا شديدًا ضد التظاهرات المؤيدة للديمقراطية أو المعارضة للحكومة».
وقدّمت الوزارة مجموعة إرشادات للراغبين في السفر رغم التحذير، من بينها «إعداد وصية، والاستعانة بفريق حماية محترف، وشراء تأمين للإخلاء الطبي».
تعتمد الخارجية الأمريكية نظامًا من أربعة مستويات لتحذيرات السفر، يبدأ من «اتخاذ الاحتياطات العادية» وينتهي بـ«لا تُسافر»، وهو أشدها على الإطلاق.
يُشار إلى أن «واشنطن» اتهمت، دون دليل، السُلطات الفنزويلية بعدم بذل جهد كافٍ في مكافحة «تهريب المخدرات». ونشرت «البحرية الأمريكية» مجموعة من السفن بقيادة حاملة الطائرات «جيرالد آر فورد» وغواصة نووية وأكثر من (16 ألف) جندي في البحر الكاريبي.
تحت ظلّ أزمة مُحتدمة وطبول تصعيد تدقّ من بعيد، أعلن الرئيس الفنزويلي، «نيكولاس مادورو»، انتشار القوات المسلحة في أنحاء «فنزويلا»، مُعتبرًا أن «التهديدات الأمريكية» باتت تُحتم على البلاد اتخاذ أعلى درجات الجاهزية لحماية سيادتها.