دراسات وأبحاث

زيارة تاريخية تجمع الرئيس السوري بنظيره الأمريكي بالبيت الأبيض.. أبرز المعلومات

الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 12:14 م
عمرو أحمد
الأمصار

في خطوة تُعد تحولًا لافتًا في العلاقات الدولية، يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، هي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ تأسيس العلاقات بين البلدين. 

 مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن

وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن بعد سنوات طويلة من التوتر والعزلة السياسية.

وتحمل الزيارة، التي تُوصف بأنها الأكثر أهمية في تاريخ العلاقات السورية الأمريكية، أجندة غنية بالملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، ويُتوقع أن يتناول الزعيمان خلال لقائهما عددًا من القضايا الاستراتيجية، أبرزها إعادة إعمار سوريا، والتعاون في مكافحة الإرهاب، إلى جانب بحث مستقبل العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق.

ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماعين سابقين بين الرئيسين الشرع وترامب، الأول في الرياض على هامش القمة العربية – الأمريكية، والثاني في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعكس مسارًا متدرجًا من التقارب السياسي والدبلوماسي بين الطرفين.

إعادة بناء البنية التحتية السورية

ويركّز الملف الاقتصادي على دور الشركات الأمريكية في إعادة بناء البنية التحتية السورية، من طاقة وطرق واتصالات ومساكن، بما يسهم في تسريع عملية الإعمار وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها، كما سيتناول الجانبان ملف عودة اللاجئين السوريين، عبر خطة تنسقها دمشق مع الأمم المتحدة ودول الجوار لتأمين العودة الآمنة والمستدامة.

أما في الجانب الأمني، فمن المنتظر أن يشهد اللقاء نقاشًا موسعًا حول سبل تعزيز التعاون الاستخباراتي ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي لا تزال تهدد استقرار المنطقة.

 وتُعد هذه النقطة أحد أهم محاور الحوار المشترك، خصوصًا مع رغبة واشنطن في تقليص نفوذ الجماعات المسلحة واحتواء التوتر الإقليمي.

كما سيتطرق الاجتماع إلى إمكانية مراجعة العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، في ضوء الانفتاح الدبلوماسي الحالي، وطرح آليات تخفيف تدريجي لها بما يتيح إطلاق مشاريع اقتصادية وإنسانية محددة.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح بين سوريا والولايات المتحدة، قد تعيد التوازن للعلاقات في الشرق الأوسط وتفتح الباب أمام تعاون أوسع في الملفات الإقليمية.

وتحمل الزيارة في جوهرها رسالة سياسية واضحة مفادها أن سوريا تتجه نحو استعادة حضورها الدولي عبر الحوار لا الصدام، وأن واشنطن بدورها تسعى إلى مقاربة جديدة تعيدها إلى المشهد السوري من بوابة التعاون لا العداء.