حوض النيل

النفط السودانية توقف عبور نفط جنوب السودان وتغلق منشآت هجليج

الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 06:29 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

أعلنت وزارة الطاقة والنفط السودانية عن إيقاف فوري لعبور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، إلى جانب إغلاق المنشآت النفطية المشتركة، وذلك عقب سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت منشآت حيوية في حقل هجليج النفطي.

وذكر بيان رسمي صادر عن الوزارة أن الهجمات تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية النفطية وخزانات الوقود، ما استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات وضمان سلامة العاملين في الحقول المشتركة.


وبحسب خطاب رسمي مؤرخ في 24 أكتوبر، وجهه وكيل وزارة الطاقة والنفط السودانية الدكتور محيي الدين نعيم محمد سعيد إلى وزير النفط في جنوب السودان دينق لوال وول، فإن القرار يشمل أنظمة النقل والمعالجة التابعة لشركتي PETCO وBAPCO، مع التأكيد على ضرورة التنسيق بين الجانبين لإيقاف العمليات مؤقتًا حتى استقرار الأوضاع الأمنية.


ويُتوقع أن يُحدث هذا القرار تداعيات اقتصادية واسعة على جنوب السودان، الذي يعتمد بنسبة تفوق 90% من إيراداته على تصدير النفط عبر الأراضي السودانية، حيث تمر خطوط الأنابيب وخزانات المعالجة عبر منشآت هجليج والمناطق المجاورة.

الجيش السوداني بين فشل المسار السلمي وتصاعد الكارثة الإنسانية

وفي سياق منفصل، تشهد جمهورية السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، وسط رفض متواصل من قيادة الجيش لأي مبادرات إقليمية أو دولية تهدف إلى إحلال السلام وإنهاء النزاع الدامي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرّد ملايين المدنيين.

ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة، يعيش السودان اليوم "أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم"، بعد أن تجاوز عدد القتلى المدنيين 60 ألفًا، بينما تخطّى عدد النازحين حاجز الـ13 مليون شخص، في ظل انهيار شامل للبنية التحتية وقطاعي الصحة والتعليم، وتدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة.

نزوح ومعاناة متفاقمة

منذ اندلاع الصراع في العاصمة الخرطوم، اضطر ملايين المواطنين إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم فرارًا من الموت، ليجدوا أنفسهم في مواجهة أوضاع مأساوية في مراكز الإيواء المنتشرة داخل وخارج مناطق النزاع.

ففي مدن مثل سنجة وسنار والهلالية بوسط السودان، يعاني النازحون من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والدواء، مع تفشي الأمراض والأوبئة التي حصدت أرواح الآلاف.

 

وتشير منظمات الإغاثة إلى أن البلاد تواجه انتشارًا متسارعًا لأمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، إلى جانب سوء تغذية حاد بين الأطفال، في وقت يشهد النظام الصحي شبه انهيار كامل.

ويؤكد ناشطون أن السلطات الخاضعة للجيش السوداني انشغلت بخطاب التعبئة العسكرية بدلًا من مواجهة الانهيار الإنساني، ما زاد من معاناة المدنيين وتفاقم الكارثة.