الأمم المتحدة: آن الأوان لاتخاذ الخطوة الأولى نحو سلام دائم في السودان
أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، مارثا أكيا بوبي، أن الوقت قد حان لاتخاذ الخطوة الأولى نحو تحقيق سلام دائم في السودان، داعية جميع الأطراف السودانية إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، بما يضمن مستقبلًا آمنًا ومستقرًا للشعب السوداني الذي يعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وخلال كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي في الجلسة المخصصة لبحث الأوضاع في السودان، شددت المسؤولة الأممية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ارتكاب المزيد من الفظائع والانتهاكات ضد المدنيين، محذّرة من أن استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يهدد بانزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والتفكك.
وقالت بوبي: "إن إنهاء القتال وبدء حوار شامل ومستمر أمران ضروريان لوقف الانحدار المتسارع للسودان نحو التفكك التام"، مضيفة أن المجتمع الدولي يجب أن يضاعف جهوده لدعم مبادرات السلام الإقليمية والدولية، خصوصًا تلك التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الإفريقي.

كما شددت المسؤولة الأممية على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في النزاع السوداني، مؤكدة أن استمرار تدفق السلاح والدعم العسكري للأطراف المتحاربة يُسهم في إطالة أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين.
وفي سياق متصل، حذّرت بوبي من تدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن المدينة أصبحت "غير آمنة تمامًا" بسبب الاشتباكات المستمرة والقصف المتبادل، مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وارتفاع أعداد القتلى والمصابين.
وأضافت أن تقارير الأمم المتحدة الأخيرة تشير إلى ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع جديدة في بلدة "بارا" بولاية شمال كردفان، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 50 مدنيًا خلال الأيام الماضية، سواء أثناء القتال أو عبر عمليات إعدام ميدانية، من بينها إعدام خمسة متطوعين من جمعية الهلال الأحمر السوداني.
وختمت المسؤولة الأممية كلمتها بالتأكيد على أن "السلام في السودان ليس خيارًا بل ضرورة عاجلة"، داعية مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لدعم مسار سياسي شامل يُنهي معاناة ملايين السودانيين الذين يواجهون خطر المجاعة والانهيار الكامل لمؤسسات الدولة.