المغرب العربي

فرنسا: انطلاق محاكمة جزائرية بتهمة قتل واغتصاب الطفلة لولا قبل 3 سنوات

الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 05:42 م
نرمين عزت
الأمصار

بدأت أمام محكمة جنايات باريس الجمعة جلسات لمحاكمة مواطنة جزائرية اسمها ذهبية بنكيرد بتهمة قتل وتعذيب واغتصاب الطفلة لولا دافيي، البالغة من العمر 12 عاما، في عام 2022. وتتمحور جلسات المحاكمة في القضية، والتي تستمر حتى 24 أكتوبر، حول تحديد دوافع الجريمة التي لم يقدم لها بعد أي تفسير حقيقي وحاول اليمين استغلالها ضد المهاجرين.

محاكمة قاتل الطفلة لولا دافيي

خلال جلسة الجمعة، توجهت والدة الطفلة إلى القاضي وطلبت منه أن يسمح لابنها بالتوجه إلى المتهمة باسم أفراد العائلة، بمن فيهم الوالد الذي توفي العام الماضي. فتوجه شقيق لولا إلى المتهمة قائلا "نريد منك أن تقولي كل الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة، أمام كل فرنسا وأمامنا."

"ما فعلته فظيع، أنا نادمة على ذلك"

وبعد قراءة الوقائع التي استمعت إليها المتهمة دون إظهار أي تعبير، طلبت بنكيرد "العفو من كل العائلة". وقالت في أول تصريح لها: "ما فعلته فظيع، أنا نادمة على ذلك".

وأثارت هذه الجريمة المروعة قبل ثلاث سنوات صدمة وعاصفة سياسية في فرنسا. حيث حاول اليمين المتطرف استغلالها لمهاجمة الحكومة بخصوص سياستها حول الهجرة، ووجهت له اتهامات بمحاولة توجيه الغضب ضد المهاجرين، بسبب جنسية المتهمة الجزائرية التي كانت تبلغ من العمر 24 عاما، خصوصا وأنها كانت تقيم بشكل غير شرعي في البلاد، وطلب منها مغادرة فرنسا قبل شهر من ارتكاب الجريمة، وفق وزير الداخلية في حينها جيرالد دارمانان.

وذهب الأمر في حينه إلى أخطر من ذلك مع تعرض أحد المساجد قرب مدينة بوردو إلى كتابات عنصرية من طرف مجهولين، جاء فيها "دولة متراخية، انتقام قومي"، و"العدالة للولا".

فُقدت لولا في الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2022. حاول والداها البحث عنها لتظهر كاميرات المراقبة أن الطفلة عادت من المدرسة قرابة الساعة الثالثة إلى المبنى الذي يعمل والدها حارسا فيه، كما أظهرت المتهمة وهي تصطحبها في المصعد، ولم تظهر من بعدها.

في حدود الساعة الرابعة وأربعين دقيقة من بعد الظهر، أي بعد قرابة ساعة ونصف من ظهور لولا برفقة المتهمة ذهبية بنكيرد، شاهد العديد من سكان أحد المباني بالدائرة التاسعة عشرة في العاصمة المتهمة عند مدخل المبنى وهي محملة بحقائب سفر، وشدد هؤلاء على رؤيتهم صندوقا كبيرا مغطى ببطانية. وعثر لاحقا على جثة الطفلة في صندوق بالقرب من منزلها في الدائرة التاسعة عشرة.

ألقي القبض على ذهبية في منزل إحدى صديقاتها، بعد أن فرّت من منزل شقيقتها التي صرخت عندما شاهدت البقايا البشرية. بينما حاول المحققون تحديد ما حصل منذ لحظة فقدان الطفلة حتى العثور على رفاتها. وخلص التحقيق إلى أن المتهمة أجبرت الطفلة على اللحاق بها إلى شقة أختها حيث كانت تسكن، وأجبرتها على ممارسات جنسية وضربتها بشكل متكرر بمقص وقطاعة. ثم لفتها بشريط لاصق غطى كامل وجهها فتوفيت الفتاة لولا اختناقا.

بعد أيام من وقوع الجريمة وإثر الضجة التي أثارها اليمين عقب تحديد جنسية المتهمة، عبّر والدا الطفلة بوضوح عن رفضهما للاستغلال السياسي للقضية. وشددا بقوة، عبر بيان صادر عن محاميهما، على معارضتهما "أي استخدام لاسم وصورة طفلتهما لأغراض سياسية".

ومن المقرر أن تركز جلسات المحاكمة خلال الأيام الستة على سؤال واحد : لماذا؟ بهدف معرفة الدوافع التي أدت لقتل الطفلة والتي لم تشرحها المتهمة بعد.

وخلال الاستجواب الأولي، كانت بن كريد قد أعربت في البداية عن انزعاجها من عدم حصولها على تصريح لاستخدام المصعد، ورفض والدة لولا منحها تصريحا. ومن ثم اتهمت شريكها السابق بارتكاب الجريمة. كما شكك المحققون بمعتقدات تتعلق بالسحر، مدفوعة بعمليات بحث أجرتها على الإنترنت قبل أيام من الجريمة.