في حربٍ تُكتب فصولها يوميًا، تُعلن «روسيا» عن نجاح دفاعاتها الجوية في إسقاط عدد كبير من الصواريخ والطائرات المُسيّرة الأوكرانية، مُظهرةً أن التحدي مُستمر والرد سيكون أكثر قوة، في مواجهة تهديدات لا تهدأ على حدودها.
وفي هذا الصدد، أعلن حاكم مقاطعة «بيلغورود» الروسية، «فياتشيسلاف غلادكوف»، عن إسقاط عدة صواريخ أوكرانية فوق أراضي المقاطعة، كما أعلنت وزارة الدفاع عن إسقاط (8) طائرات مُسيّرة فوق مختلف المناطق.
وقال «غلادكوف» في منشور على «تلغرام»: إنه تم تشغيل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة، وتم إسقاط عدة صواريخ أوكرانية، مُشيرًا إلى عدم وجود إصابات حتى اللحظة.
وأفادت وكالة «نوفوستي» بسماع دوي انفجارات فوق المقاطعة تزامنًا مع إعلان الحاكم، الذي نشر أيضا إنذارًا بشأن الهجوم، داعيًا السكان للتوجه إلى ملاذات آمنة.
وفي وقت لاحق، أعلنت «وزارة الدفاع الروسية» في بيان لها، مساء الإثنين، أن وسائل الدفاع الجوي أسقطت (8) طائرات مُسيّرة أوكرانية خلال الفترة بين الساعة 20:40 و23:00 بتوقيت موسكو، مُوضحة أنه تم إسقاط (4) مُسيّرات فوق مقاطعة كورسك وطائرتين مُسيّرتين فوق مقاطعة بريانسك ومُسيّرة واحدة فوق كل من مقاطعة بيلغورود وجمهورية القرم.
ويُعتبر استخدام هذا الكم من «المسيّرات» تطورًا نوعيًا في الحرب، يُنذر بتحول في تكتيكات «أوكرانيا» وقد يدفع «روسيا» إلى ردّ فعل عسكري أوسع.
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.