وسط أجواء مشحونة بالتوتر والضربات المُتبادلة، تُواصل الطائرات المُسيّرة لعب دور البطولة في ساحة «الحرب الروسية الأوكرانية». وأعلنت «موسكو»، أنها تمكنت من إسقاط (81) مُسيّرة أوكرانية خلال موجة هجمات استهدفت عددًا من المناطق داخل أراضيها، في واحدة من أكبر محاولات الاختراق الجوي منذ بدء النزاع.
وفي هذا الصدد، أعلنت «وزارة الدفاع الروسية»، اليوم الثلاثاء، أن أنظمة دفاعاتها الجوية اعترضت ودمرت خلال الـ24 ساعة الأخيرة، (81) طائرة مُسيّرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية.
وفي وقت سابق من أمس الإثنين، أفاد عمدة العاصمة الروسية، «سيرغي سوبيانين»، بأن منظومات الدفاع الجوي التابعة للجيش الروسي اعترضت وأسقطت مُسيّرات جوية أوكرانية حاولت مهاجمة موسكو.
وكتب «العمدة» عبر قناته على «تلغرام»: «تصدت منظومات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية، لهجوم شنته طائرات بدون طيار مُعادية حاولت مهاجمة موسكو».
وبحسب العمدة، «تم إسقاط (17) طائرة مسيرة حاولت مهاجمة موسكو يوم الإثنين».
ويستهدف المسلحون الأوكرانيون بشكل يومي، المرافق المدنية الروسية بالطائرات المُسيّرة وكذلك مواقع ومنشآت الطاقة والأحياء السكنية.
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.