اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، الأردن بالمسؤولية عن العملية التي وقعت عند معبر جسر الكرامة مؤخرًا، والتي أسفرت عن توتر ملحوظ في العلاقات بين الجانبين.
ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، فقد حمّل نتنياهو السلطات الأردنية المسؤولية عن الحادث، معتبرًا أن ما جرى يُظهر "قصورًا أمنيًا خطيرًا"، في خطوة تعكس تصعيدًا سياسيًا جديدًا تجاه عمّان.
وفي السياق نفسه، أعلن نتنياهو عن إجراءات جديدة تتعلق بتنظيم عبور شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية عبر المعابر الحدودية.
وأوضح أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة لضبط آلية إدخال المساعدات بما يضمن، حسب قوله، منع استغلالها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل أجواء إقليمية متوترة، حيث يشهد معبر الكرامة ــ الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لعبور الأفراد والبضائع بين الضفة الغربية والأردن ــ تشديدات أمنية متزايدة منذ أسابيع، على خلفية التصعيد المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتثير هذه الاتهامات مخاوف من انعكاساتها على العلاقات الأردنية–الإسرائيلية، خصوصًا مع الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في تسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية، إلى جانب موقفه السياسي الرافض للانتهاكات الإسرائيلية في غزة والقدس.
أعلن الأمن العام الأردني وقف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين (معبر الكرامة) عقب إغلاقه من الجانب الإسرائيلي، مشيرًا في بيان مقتضب إلى أن القرار مؤقت ويأتي لدواعٍ أمنية.
ودعا الأمن العام الأردني، المواطنين إلى متابعة ما يصدر عبر وسائل الإعلام الرسمية لمعرفة موعد استئناف العمل بالمعبر.
ويُعد جسر الملك حسين، المعروف فلسطينيًا باسم "معبر الكرامة"، المنفذ البري الوحيد للفلسطينيين نحو الأردن والعالم الخارجي، ما يجعله شريانًا اقتصاديًا وحياتيًا بالغ الأهمية.
ويشهد المعبر يوميًا عبور آلاف المسافرين ونقل كميات كبيرة من البضائع، الأمر الذي يجعل أي توقف في نشاطه مؤثرًا بشكل مباشر على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن منفذ الهجوم المسلح وصل إلى المعبر على متن شاحنة مساعدات إنسانية قادمة من الأردن، قبل أن يفتح النار داخل المنطقة. وأشار إلى أن قوات من لواءي الأغوار والسامرة تقوم حاليًا بعمليات تمشيط وتطويق في مدينة أريحا ومحيطها، تحسبًا لوجود شركاء محتملين في العملية.
حتى الآن لم تعلن السلطات الأردنية أو الفلسطينية أي تفاصيل إضافية حول هوية المنفذ أو دوافعه. ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه الضفة الغربية تصاعدًا في حدة التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار العمليات العسكرية والاقتحامات المتكررة للمدن الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن الحادث سيزيد من الضغوط الأمنية على المعابر الحدودية، كما قد ينعكس على مسار التنسيق الأمني بين الأردن وإسرائيل والفلسطينيين خلال الفترة المقبلة.
قال الجيش الإسرائيلي إن منفذ عملية جسر الملك حسين (معبر الكرامة) وصل على متن شاحنة مساعدات إنسانية قادمة من الأردن، قبل أن يبدأ بإطلاق النار داخل المعبر.