لم تعد سماء «موسكو» بمنأى عن نيران الحرب، فمع كل يوم يتزايد خطر المُسيّرات القادمة من «كييف». وفي أحدث فصول التصعيد، أعلنت «روسيا» إفشال هجوم جوي أوكراني جديد استهدف قلب العاصمة، مُؤكّدة أن الدفاعات الجوية تعاملت مع التهديد بحزم.
وفي هذا الصدد، أعلن عمدة موسكو، «سيرغي سوبيانين»، فجر اليوم الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي الروسي دمرت (9) طائرات مُسيّرة أوكرانية حاولت استهداف العاصمة الروسية.
وقال سوبيانين في بيان عبر قناته على «تلغرام»: «قوات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع دمرت مُسيّرتين كانتا متجهتين نحو موسكو. وتعمل فرق الطوارئ حاليًا في مواقع سقوط الحطام».
وأضاف لاحقًا أن الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي لهجوم جديد شمل سبع طائرات مُسيّرة أخرى، ليرتفع العدد الإجمالي إلى تسع مُسيّرات تم إسقاطها.
وتُوجّه القوات الأوكرانية ضربات بالطائرات المُسيّرة على المنشآت المدنية والتجمعات السكانية السلمية في المناطق الروسية بشكل يومي.
وردًا على ذلك، تضرب القوات الروسية مواقع تمركز الأفراد والمعدات والمرتزقة، وكذلك مراكز التجنيد الإقليمية، ومنشآت الطاقة، والصناعات الدفاعية، والإدارة العسكرية والاتصالات.
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.