قال فريق من محققي الأمم المتحدة، الجمعة، إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من 16 شهراً، مع اتهام طرفي الصراع، الجيش السوداني والدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان أنها توصلت إلى أن قوات الدعم السريع "ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، ولا سيما القتل، التعذيب، التهجير القسري، والاضطهاد على أسس عرقية، إلى جانب أعمال لاإنسانية أخرى".
كما أشار التقرير إلى أن الانتهاكات شملت استهداف المدنيين في إقليم دارفور، حيث شهدت مناطق واسعة موجات من العنف العرقي، وصفتها منظمات دولية سابقة بأنها ترقى إلى تطهير عرقي.
وأكد فريق التحقيق أن الجيش السوداني ارتكب أيضاً انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي للمناطق السكنية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية.
تزامن التقرير مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن الصراع دفع السودان إلى أكبر أزمة نزوح في العالم حالياً، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً وخارجياً 12 مليون شخص، بينما يواجه أكثر من نصف السكان خطر المجاعة بسبب انهيار منظومات الغذاء والصحة والخدمات الأساسية.
وطالب فريق التحقيق مجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بـمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، ودعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد عدة جلسات بشأن السودان، دون التوصل إلى توافق بشأن فرض عقوبات إضافية أو إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، في ظل الانقسام بين القوى الكبرى.