تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في الفاشر

في تصعيد جديد للأعمال العسكرية في مدينة الفاشر، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك أن المعسكر تعرض لقصف مدفعي مكثف، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من المحور الجنوبي للمدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين.
ووفق ما نقلته جريدة “اندبندنت عربية”، فإن الطائرات المسيرة التابعة للجيش السوداني نفذت ضربات دقيقة استهدفت مواقع ومتحركات قوات الدعم السريع في ذات المحور، وأجبرتها على التراجع جنوباً، وذلك رداً على قصف مدفعي نفذته الأخيرة من الناحيتين الجنوبية والشمالية الشرقية.
وبحسب مصادر ميدانية، ردت مدفعية الجيش بقصف عنيف على نقاط تمركز قوات الدعم السريع في محيط مقر شرطة الاحتياط المركزي وسجن شالا وعمارة علي محمود، فيما شن الطيران الحربي غارات على تجمعات الميليشيات في محيط المدينة. وتزامن ذلك مع مواجهات مباشرة في محيط قشلاق الفرقة السادسة مشاة، حيث تمكن الجيش من إحباط محاولة تسلل نحو مجمع الوزارات الحكومية. وأكدت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر أن وحدات الجيش، وعلى رأسها الفرقة السادسة، لعبت دوراً محورياً في التصدي للهجمات، ووصفتها بأنها تمثل العمود الفقري في الدفاع عن المدينة.
في المقابل، واصلت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على أحياء المدينة ومعسكر أبو شوك، في إطار هجماتها المتكررة للأسبوع الثاني على التوالي. وأفادت غرفة طوارئ المعسكر، في بيان جديد، أن الاشتباكات تجددت أمس الأحد، وأسفر القصف عن إصابات جديدة بين المدنيين. ووفق ما أوردته “اندبندنت عربية”، فإن الوضع الإنساني في المدينة يشهد تدهوراً متسارعاً، وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية والدوائية، وتفشي الأمراض، في ظل الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عامين.
وتحدث مراقبون من داخل الفاشر عن توغل ميداني لقوات الدعم السريع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، وصولاً إلى حي أولاد الريف، بعد أن سيطرت على مناطق سوق المواشي وأحياء الثورة جنوب والرديف والوادي.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من السيطرة على مقر قشلاق الفرقة السادسة مشاة، وهو الموقع الذي يضم سكن الجنود والضباط. هذا التقدم الميداني، بحسب ما نقلته “اندبندنت عربية”، يضع حياة المدنيين في المدينة على المحك، خاصة مع استمرار منع دخول الإغاثة وتحكم القوات في جميع طرق الخروج والدخول.
جهاز الاستخبارات السوداني
وفي سياق متصل، وصف اللواء المتقاعد بجهاز الاستخبارات السوداني عبدالهادي عبدالباسط الوضع في الفاشر بأنه بالغ الخطورة، مشيراً إلى أن توغل قوات الدعم السريع في أحياء الوادي وتمباسي والسجل المدني يمثل مؤشراً يستدعي إعلان حالة الطوارئ القصوى والتعبئة العامة، بما في ذلك استدعاء القوات الاحتياطية والمعاشيين.
وفي رسالة وجهها إلى رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، حذر عبدالباسط من أن سقوط الفاشر سيؤدي إلى انهيارات متتالية تشمل الأبيض والدلنج وكادوقلي، ما يشكل تهديداً مباشراً للولاية الشمالية ونهر النيل والخرطوم.
فك الحصار عن الفاشر والأبيض
وأكد أن فك الحصار عن الفاشر والأبيض في الوقت الراهن أقل تكلفة من محاولة استعادتهما بعد السقوط، مشيراً إلى أن خطة المتمردين تعتمد على إنهاك المدينة عبر هجمات متواصلة ليلاً ونهاراً. وانتقد ما وصفه بالتراخي في مواجهة هذه الخطة، قائلاً إن صمود أهل الفاشر لم يُقابل بجهد مماثل من القيادة العسكرية، بل اقتصر الرد على تصريحات لا تغير من الواقع شيئاً.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت مصادر عسكرية في ولاية النيل الأبيض أن الدفاعات الجوية للجيش السوداني تمكنت من إسقاط ست طائرات مسيرة كانت في طريقها لاستهداف معسكر الطلحة شمال مدينة الدويم، دون أن تسفر العملية عن خسائر بشرية أو مادية. وفي شمال كردفان، تعرضت قرية أولاد الشريف لهجوم بطائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا بين المدنيين، في استمرار لسلسلة الانتهاكات التي تشهدها المناطق المتأثرة بالنزاع.