كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، في تقرير عاجل لها، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مؤخرًا لم يكن إجراءً إنسانيًا منفصلًا كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، بل جاء ضمن بنود صفقة أوسع تتعلق بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، المحتجز لدى حركة حماس.
يلقّبُ عيدان ألكسندر بـ "الجندي الوحيد"، وهو وصف يطلق على الجنود الذين لا عائلات لهم في إسرائيل أو فقدوا الاتصال بعائلاتهم.
وُلد الجندي عيدان ألكسندر الذي بلغ 21 عاماً في أثناء أسره، في تل أبيب، لكنه نشأ مع والديه في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، قبل أن يختار العودة وحيداً إلى إسرائيل بعد المدرسة الثانوية للانضمام إلى الجيش.
والتحق ألكسندر جندياً في وحدة مشاة نخبوية على الحدود مع غزة، وبعد أشهر قليلة اختطفته حماس خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفق صحيفة يديعوت، اختار الجندي في جيش الاحتلال "عيدان" الخدمة العسكرية والمجيء إلى إسرائيل من منطلق "الانتماء"، وقبل يوم واحد من أسره، أجرى مكالمة فيديو مع والدته، عشية ما يُعرف بـ "عيد العرش"، وضمّت كل أفراد أسرته، إذ أخبرهم فيها أن مهمة الحراسة قد انتهت، والمهمة التالية ستكون الساعة الخامسة صباحا".
وذكرت الأم في تصريحات سابقة لوسائل إعلام إسرائيلية، أنها استيقظت على صوت صافرات الإنذار وكتبت على الفور لابنها، فأجابها: "نحن محميون" ثم قطع الاتصال بعد ذلك.
ومنذ الكشف عن هويّته بعد الأسر، شكّل ألكسندر ورقة مهمة لدى حركة حماس في التفاوض، خصوصاً واشنطن وفي عهد إدارتي بايدن وترامب، فبعد أشهر قليلة من أسره، نشرت حماس له فيديو في 2024 يناشد فيه الإدارة الأمريكية للتدخل لإخراجه من الأسر، فيما وجّهت أسرته لوماً حاداً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب "تخليه" عن ابنهم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة تأتي مخالفة للرواية الرسمية التي روجت لها الحكومة الإسرائيلية، والتي زعمت أن إدخال المساعدات يتم لأسباب إنسانية بحتة، دون أي ارتباط بصفقات تبادل أو مفاوضات سياسية. إلا أن ما نشرته "يسرائيل هيوم" يكشف عن تفاهمات غير معلنة تم التوصل إليها بين الأطراف المعنية، ويؤكد أن المساعدات كانت أحد الشروط الأساسية ضمن اتفاق الإفراج عن الأسير الإسرائيلي.
وتأتي هذه المعلومات في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي والسياسي داخل إسرائيل، وسط مطالبات بالكشف عن تفاصيل أي مفاوضات تجري خلف الكواليس، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات لسياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن إدارة ملف الأسرى والمساعدات لغزة.
ويُتوقع أن يثير هذا التقرير ردود فعل واسعة، ليس فقط على المستوى السياسي داخل إسرائيل، بل أيضًا على المستوى الدولي، في ظل الجدل المتواصل حول استخدام القضايا الإنسانية كورقة مساومة سياسية.