فرحة أمريكية وغضب إسرائيلي.. من هو الأسير المحرر عيدان ألكسندر؟

عقب عملية طوفان القصى، ومنذ أسره السابع من أكتوبر، اُعتبر عيدان ألكسندر ، أحد أهم الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، إذ اكتسب ملفه أهمية مزدوجة فرضتها جنسيّته الثانية، الأمريكية.
من هو عيدان ألكسندر؟
يلقّبُ عيدان ألكسندر بـ "الجندي الوحيد"، وهو وصف يطلق على الجنود الذين لا عائلات لهم في إسرائيل أو فقدوا الاتصال بعائلاتهم.
وُلد الجندي عيدان ألكسندر الذي بلغ 21 عاماً في أثناء أسره، في تل أبيب، لكنه نشأ مع والديه في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، قبل أن يختار العودة وحيداً إلى إسرائيل بعد المدرسة الثانوية للانضمام إلى الجيش.
والتحق ألكسندر جندياً في وحدة مشاة نخبوية على الحدود مع غزة، وبعد أشهر قليلة اختطفته حماس خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفق صحيفة يديعوت، اختار الجندي في جيش الاحتلال "عيدان" الخدمة العسكرية والمجيء إلى إسرائيل من منطلق "الانتماء"، وقبل يوم واحد من أسره، أجرى مكالمة فيديو مع والدته، عشية ما يُعرف بـ "عيد العرش"، وضمّت كل أفراد أسرته، إذ أخبرهم فيها أن مهمة الحراسة قد انتهت، والمهمة التالية ستكون الساعة الخامسة صباحا".
ورقة مهمة لدى حركة حماس في التفاوض
وذكرت الأم في تصريحات سابقة لوسائل إعلام إسرائيلية، أنها استيقظت على صوت صافرات الإنذار وكتبت على الفور لابنها، فأجابها: "نحن محميون" ثم قطع الاتصال بعد ذلك.
ومنذ الكشف عن هويّته بعد الأسر، شكّل ألكسندر ورقة مهمة لدى حركة حماس في التفاوض، خصوصاً واشنطن وفي عهد إدارتي بايدن وترامب، فبعد أشهر قليلة من أسره، نشرت حماس له فيديو في 2024 يناشد فيه الإدارة الأمريكية للتدخل لإخراجه من الأسر، فيما وجّهت أسرته لوماً حاداً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب "تخليه" عن ابنهم.
وكتب والدا عيدان في صحيفة نيويورك تايمز: "لقد خذل العالم ابننا والأسرى الآخرين. لقد تخلت عنهم الحكومة الإسرائيلية، وتجاهلتهم دول كثيرة للغاية، وعلى الرغم من أننا نشكر الحكومة الأمريكية على دعمها، إلا أن جهودها لم تؤت ثمارها بعد".

الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر
قال مسؤول كبير بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد إن الحركة ستفرج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر المحتجز في القطاع في إطار الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وجاء في بيان صادر عن خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، رئيس الوفد المفاوض: "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، حيث أبدت الحركة إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأكدت الحركة "استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".

مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الدوحة
وختم البيان: "تثمّن الحركة الجهود الحثيثة التي يبذلها الإخوة الوسطاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقتين، وكذلك الإخوة في تركيا طوال المرحلة الماضية".
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول فلسطيني كبير مطلع وقياديان إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تجري محادثات مع الإدارة الأمريكية بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وصرح القياديان في حماس بأن مسؤولين في الحركة أجروا مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الدوحة، وتم إحراز “بعض التقدم” بشأن إدخال مساعدات إلى غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال قيادي، وهو عضو في المكتب السياسي لحماس “تجري منذ عدة أيام محادثات مباشرة بين قيادة حماس والولايات المتحدة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، وتم إحراز بعض التقدم”، لافتا إلى أن “الساعات المقبلة حاسمة”.

وقال مسؤول آخر في حماس إن المحادثات بين قيادة حماس والولايات المتحدة “تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة“.
وأضاف أن المحادثات “تركزت على تأمين هدنة تستمر لسبعين يوما، وقابلة للتمديد لتسعين يوما”، لافتا إلى أن المباحثات تناولت أيضا “قضية الأسرى الإسرائيليين والأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر والآليات الممكنة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات”.
خلافات حادة لدى الاحتلال الإسرائيلي
أشعل إعلان حركة حماس، الليلة الماضية، عن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر؛ خلافات حادة لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر إسرائيلية وأمريكية لوسائل إعلام، أن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، عيدان ألكسندر، سيُفرج عنه ظهر يوم الثلاثاء في إطار مبادرة أمريكية غير مسبوقة، أثارت موجة من الجدل والانقسام داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
وبحسب موقع "والا" العبري، فإن "إسرائيل" ستوقف هجماتها العسكرية وتحليق الطائرات المسيّرة مؤقتًا، بهدف ضمان إطلاق سراح ألكسندر بأمان، في حين أفاد مراسل الموقع باراك رافيد بأن وقف القتال سيكون مطلبًا أساسيًا بعد الإفراج عنه، ما يشير إلى احتمال بدء مرحلة تفاوض جديدة.

القناة 13 العبرية: الاتفاق تم بين حماس والإدارة الأمريكية دون إشراك إسرائيل
ونقلت القناة 13 العبرية أن الاتفاق تم بين حماس والإدارة الأمريكية دون إشراك "إسرائيل"، التي أُبلغت به بعد الانتهاء من التفاصيل. وقد اعتُبر ذلك إهانة دبلوماسية من قبل معارضي نتنياهو، بينما وصفه باراك رافيد بأنه "فشل ذريع لحكومة المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو، وإنجاز كبير للرئيس الأمريكي ترامب ومبعوثه ويتكوف.
وشهدت الساحة الإسرائيلية احتجاجات من ذوي الأسرى، وهاجمت "عيناف تسنغاوكر"، والدة الأسير متان تسنغاوكر، نتنياهو قائلة إنه "قرر قتل ابني وتحول إلى ملاك الموت".
كما عبّر والد الجندي نمرود كوهين عن مشاعر الخذلان بقوله: "الصفعة المدوية الليلة أثبتت أن الحكومة تخلّت عن الأسرى لأسباب سياسية".
أما منتدى "الأمل" الذي يضم عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، فاتهم حكومة الاحتلال بتفضيل حلول جزئية وترك الأسرى في أنفاق غزة، معبّرين عن خشيتهم من تكرار سيناريو صفقة جزئية لا تُنهي ملف الأسرى بالكامل.
كما انتقد كل من غادي آيزنكوت ويائير لابيد الحكومة بسبب "افتقارها للقيادة والجدية" و"فشلها في حماية مواطنيها".

إشتعال الجبهه الداخلية في إسرائيل
وذكرت القناة 12 العبرية، أن الإفراج عن ألكسندر سيشمل فتح المعابر وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مع التمهيد لمفاوضات حول اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، في وقت قالت فيه مصادر أمريكية لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن نجاح الصفقة قد يدفع ترامب لزيارة تل أبيب قبل السعودية.
وأفادت القناة 12 أن جيش الاحتلال أبلغ قواته في غزة ببدء إجراءات وقف إطلاق النار اعتبارًا من الساعة 12 ظهرًا، بالتزامن مع موعد الإفراج عن ألكسندر.
كما تُبذل جهود، وفق قناة "كان"، للإفراج عن جثامين أربعة مواطنين أمريكيين من غزة.
ودعا "منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين" إلى أن يكون إطلاق سراح ألكسندر بداية لصفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى، وسط تساؤلات حادة من عائلات أسـرى آخرين مثل زيف وغاليه بيرمان، حول مصير أحبائهم الذين لم تشملهم الصفقة.

من جهته، قال يائير غولان، رئيس حزب "الديمقراطيين" إن نتنياهو "تخلى فعليا عن مواطنيه وتركهم لرحمة قوى أجنبية"، مشددا على ضرورة استعادة جميع الأسرى فورا.
وقال الوزير آفي ديختر، في تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إن "إسرائيل ليست النجمة رقم 51 على العلم الأميركي"، في إشارة إلى رفض أي تبعية كاملة للولايات المتحدة أو خضوع لتوجهاتها السياسية.
وأضاف ديختر أن أهداف الحرب لم تتغير، مؤكدا أن "إسرائيل" مستمرة في عملياتها العسكرية وفق رؤيتها، رغم الضغوط الدولية المتزايدة والدور المتنامي لواشنطن في المفاوضات مع حركة حماس.