رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تصنيع لقاح كورونا في مصر.. إنجاز تقني عالمي وفوائد اقتصادية جمة

نشر
فيروس كورونا
فيروس كورونا

إنجاز عالمي صحي وتقني تدشنه مصر خلال أيام قليلة، ألا وهو تصنيع لقاح كورونا في مصر، خطوة سبقت به العديد من الدول خاصة على المستوى الإفريقي والعربي، وفضلًا عن الفوائد الكبيرة التي ستحققها الدولة في المجال التقني والصحي، ولكن له فوائد اقتصادية جمة.

يسهم في استمرار عمل الأنشطة الاقتصادية

وأشاد المهندس أشرف غراب، خبير الاستثمار، بسعي الدولة المصرية في توطين صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وذلك بتوقيع الحكومة اتفاقيتين بين شركة فاكسيرا وشركة سينوفاك الصينية، لتحقيق التعاون الفني والاستفادة من اللقاح الذي طورته سينوفاك، إضافة إلى قيام وزارة الصحة بالتنسيق مع مختلف المسئولين المعنيين لتصنيع لقاح “أسترازينيكا “، والذي من المتوقع إنتاج 40 مليون جرعة من لقاح كورونا المُصنع محليًّا خلال العام الحالي.

وأكد غراب، أن توطين صناعة لقاح كورونا محليا يساهم في توفير اللقاحات للمواطنين لرفع مناعتهم لمجابهة الفيروس، وهذا يسهم في استمرار عمل الأنشطة الاقتصادية المختلفة ودوران عجلة الإنتاج وعدم تأثره بالجائحة، إضافة إلى التصدي لأي أزمة طارئة وعدم تكرار تجربة الهند التي وقفت عاجزة رغم قدرتها الكبيرة الصناعية والطبية.

فوائد اقتصادية جمة

وأوضح غراب، أن توطين صناعة اللقاحات والأدوية هو بمثابة أمن قومي صحي، خاصة في ظل قيام بعض الدول الكبرى كأمريكا وأستراليا وكندا بتخزين اللقاحات التي قامت بتصنيعها أو حجزها لبلدان بعينها، وعدم توزيعها بطرق عادلة، واعتراف مؤسسة كوفاكس العالمية المنوط بها توفير اللقاحات أنها تعاني من نقص في 250 بليون جرعة حسب تصريحات رسمية.

وتابع غراب، أن هناك فوائد اقتصادية أخرى لتصنيع مصر للقاح فيروس كورونا وهو توفيره محليا للمواطنين ثم تصدير الفائض منه إلى الدول الأفريقية ما يدر عوائد اقتصادية كبيرة على مصر، إضافة إلى نقل تكنولوجيا التصنيع إلى مصر لتنتج فيما بعد المواد الخام للقاح لتصبح مصر أول الدول الأفريقية في تصنيعه، خاصة مع تحورات الفيروس وعدم معرفة موعد انتهائه.

تغيير العالم اقتصاديًا

وأشار غراب، إلى أن توطين صناعة اللقاح وسرعة تطعيم المواطنين منه يضمن عدم تحور الفيروس والهند خير مثال على ذلك، موضحا أن جائحة كورونا التي غيرت العالم كله سياسيا واقتصاديا جعلتنا نتعلم أنه لا بد من الاعتماد على أنفسنا لأن الدواء حاليا أصبح أهم من السلاح.

توطين صناعة اللقاحات

بينما أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن الحل الأسرع والأسهل للانتهاء من الجائحة هو توطين صناعة اللقاحات، طالما أن بعض الدول تُخزن اللقاح لمدة زمنية تصل لثلاث سنوات، وبالتالي لابد من وجود قانون ينظم مسألة تصنيع اللقاحات محليًّا حتى لو حدث نقل للتكنولوجيا الطبية، وحتى لا يكون إنتاج بعض الشركات محجوزًا لبلدان بعينها.

خسارة الأموال مع انتهاء الصلاحية

وقال عنان، إن المشكلة ليست فقط في قلة الإنتاج بل المشكلة في تخزينه، على سبيل المثال اللقاحات المنتجة التي تم تخزينها في أمريكا وكندا وأستراليا، لو وُزعت بطريقة عادلة كان من المتوقع الانتهاء من الجائحة بنهاية 2021، ولكن بسبب الأنانية والتخزين المفرط من بعض الدول الكبرى فلن ننتهي من الجائحة قبل 2022.

وأضاف عنان: «لابد أن يعلم العالم أننا في سباق مع الزمن لأن اللقاحات خلال 12 شهرًا ستنتهي صلاحيتها، وبالتالي حال انتهاء تلك المدة دون التوزيع العادل سنضطر لإعادة الدائرة من جديد، ومن ثم فإن توطين صناعة اللقاحات هو السبيل الوحيد في ظل التأخير في الجداول الزمنية المحددة من منظمة الصحة العالمية لتسليم اللقاحات لبعض البلدان بموجب اتفاقية كوفاكس».

دفعة من المواد الخام

واستقبلت مصر، دفعة من المواد الخام التي ستستخدم لتصنيع حوالي مليوني جرعة من لقاح “سينوفاك” الصيني، بالإضافة إلى 500 ألف جرعة من لقاح سينوفارم، وذلك في إطار جهود الدولة لتوفير لقاحات فيروس كورونا.

1400 لتر من المواد الخام

وقالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إن الشحنة تتضمن 1400 لتر من المواد الخام خاصة بتصنيع لقاح “سينوفاك” الصيني، ضمن الاتفاقية الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا” وشركة “سينوفاك” الصينية.

وأضافت أن المواد الخام التي وصلت تكفي لتصنيع مليوني جرعة من اللقاحات، لافتة إلى أنه من المتوقع تصنيع 40 مليون جرعة من لقاح “سينوفاك”، خلال السنة الأولى من توقيع اتفاقية التصنيع.

فريقا من الخبراء الصينيين يشرفون

وأبرزت زايد، خلال تصريحات صحفية، أن مصر من أوائل الدول في القارة الأفريقية التي ستبدأ في تصنيع لقاحات فيروس كورونا.

وفي أبريل الماضي، أعلنت هالة زايد أن فريقا من الخبراء الصينيين سيصلون القاهرة من أجل البدء في تصنيع 40 مليون جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.

التحليلات اللازمة من قبل المتخصصين

قال نائب رئيس غرفة الدواء المصرية أسامة رستم، إن وزارة الصحة المصرية تسلمت بالفعل المواد الخام للقاح “سينوفاك” من الصين ويتم عمل التحليلات اللازمة من قبل المتخصصين في مجال التطعيمات الدوائية، تمهيداً لاعتماده وتصنعيه وتعبئته داخل مصر بعد تعاقد الحكومة المصرية على ذلك.

سلامة عملية التعبئة والإجراءات

وأكد رستم، أن المتخصصين في مصر قاموا بالبدء على الفور العمل في مراجعة الإجراءات الفنية للقاح والتأكد من جاهزيته للعمل قبل اعتماد، كما أرسلت الشركة الصينية مندوبيها لمصر للتأكد من سلامة عملية التعبئة والإجراءات الخاصة بتداول اللقاح واعتمد المراقبون ما تقوم به وزارة الصحة المصرية.

تقديمه للمواطنين سيكون مجانياً

وأشار إلى أن الدواء على وشك الانتهاء منه وتوزيعه على كافة الأماكن الطبية المعتمدة لتقديم اللقاح للمواطنين، مع منتصف يونيو الجاري طبقا ً لما أعلنته وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، لافتاً إلى أن تقديمه للمواطنين سيكون مجانياً وليس على حساب التأمين الصحي أو النفقة الشخصية للمواطنين.

ونوه إلى أن وزارة الصحة في مصر على تواصل دائم واطلاع بكافة التحديثات العلمية للقاحات الموجودة عالمياً، ولديها علم بخصوص طرح فكرة تلقي من سبق لهم وتم تطعيمهم باللقاح الصيني بجرعة ثالثة، لافتاً إلى أن أي تحديث طبي يكون قيد المناقشة والدراسة من قبل المتخصصين من الأطباء في مصر.

تطعيم 70 بالمئة من المواطنين

وتابع: “تسعى مصر إلى تطعيم 70 بالمئة من مواطنيها بلقاحات كورونا الموجودة في الدولة، والوصول إلى هذا المعدل يعد شيئاً جيداً وإيجابياً بشكل كبير، خاصة وأن مصر سبقت العديد من الدول في توفير اللقاحات ومن أكثر من دولة، ولديها وافر من اللقاحات لتقديمها للمواطنين في توقيتها.

تطعيم من تلقوا اللقاح الصيني بجرعة ثالثة

من جانبه قال رئيس الجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر عصام مغازي، إن نقاشاً علميا جمعه بمستشار الرئيس السيسي للصحة محمد عوض تاج الدين وتداولا مسألة إمكانية تطعيم من تلقوا اللقاح الصيني بجرعة ثالثة، وهو أمر مطروح للنقاش الطبي.

مخاوف المرضى من لقاح أسترازينيكا الإنجليزي

وبدد أستاذ أمراض الصدر مخاوف المرضى من لقاح أسترازينيكا الإنجليزي الموجود في مصر، مؤكداً أن أعراضه الجانبية قليلة للغاية وشكاوى الناس منه تكاد تكون لا تذكر، داعياً المواطنين لضرورة تلقي اللقاحات.

ضحايا كورنا في مصر

وسجلت مصر أكثر من 250 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، من بينها نحو 14 ألف حالة وفاة. أما عدد الحالات التي تماثلت للشفاء فناهزت الـ184 ألفا.

معلومات عن تصنيع لقاح كورونا في مصر

تتضمن الشحنة التي وصلت إلى مطار القاهرة، 1400 لتر من المواد الخام، خاصة بتصنيع لقاح «سينوفاك» الصيني.

يأتى ذلك ضمن الاتفاقية الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية، واللقاحات «فاكسيرا»، وشركة «سينوفاك» الصينية.

تكفي كمية المواد الخام التي وصلت مصر، لتصنيع مليوني جرعة من اللقاحات.

من المتوقع تصنيع 40 مليون جرعة من لقاح «سينوفاك»، خلال السنة الأولى من توقيع اتفاقية التصنيع.

وبذلك تعد مصر من أوائل الدول في القارة الإفريقية التي تبدأ في تصنيع لقاحات فيروس كورونا.

تستهدف مصر إنتاج ما يصل إلى 60 مليون جرعة سنويًا من لقاح كورونا.

من المقرر أنَّ يتمّ العمل من خلال مصنع «فاكسيرا»، بطاقة 20 مليون جرعة في العام.

بالإضافة لخط إنتاج جديد يستطيع توفير 60 مليون جرعة من اللقاح لمصر ولأفريقيا في العام.

مدت الصين مصر بـ600 ألف جرعة من لقاح «سينوفارم».

خلال أيام ستبدأ في توريد نحو مليون جرعة جديدة إلى مصر، بالإضافة لاستكمال حصة البلاد من «كوفاكس»، التي تبلغ 4.5 مليون جرعة خلال 4 أسابيع.

توفير أول منتج من لقاح كورونا مصنع محليا أواخر يونيو.

سيتم تصنيع لقاح كورونا الروسي في مصر أواخر العام الجاري.

– بدء المرحلة الأولى من تصنيع لقاح كورونا بالتعبئة ثم يعقبها نقل تكنولوجيا التصنيع.