مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الإمارات تطلق مبادرة استراتيجية لدعم الرعاية الصحية في السودان

نشر
الأمصار

في خطوة تعكس التزامها التاريخي بدعم الأشقاء في أوقات المحن، وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم اتفاقية كبرى تهدف إلى تعزيز منظومة الرعاية الصحية للشعب السوداني. 

تأتي هذه المبادرة في توقيت حرج يعاني فيه القطاع الطبي في السودان من إنهاك شديد جراء النزاع المستمر، لتمثل "طوق نجاة" لملايين المتضررين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

تفاصيل هذه الاتفاقية ومحاور الدعم

تهدف الاتفاقية، التي تم توقيعها برعاية جهات إغاثية إماراتية رفيعة، إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الطبية المقدمة في المناطق الأكثر تضرراً. 

وتتضمن البنود الرئيسية للدعم:

• تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية: إعادة ترميم وتجهيز المؤسسات الطبية التي خرجت عن الخدمة، وتزويدها بأحدث الأجهزة التشخيصية والجراحية.

• الإمداد الدوائي المستدام: تسيير جسور جوية وبرية محملة بالأدوية المنقذة للحياة، واللقاحات، والمحاليل الوريدية لمواجهة الأوبئة والأمراض المزمنة.

• دعم الكوادر الطبية: تقديم الدعم اللوجستي والمالي للأطباء والممرضين السودانيين لضمان استمرارهم في تقديم الخدمات الإنسانية في ظل الظروف الصعبة.

• المستشفيات الميدانية: التوسع في إنشاء المستشفيات الميدانية المتكاملة في مناطق تجمعات النازحين لضمان وصول الخدمة إلى الفئات الأكثر هشاشة.

البعد الإنساني والرسالة السياسية

تؤكد هذه الاتفاقية على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية في المنطقة.

ومن الناحية السياسية، تأتي هذه الخطوة تزامناً مع المبادرات الدبلوماسية الأخيرة (مثل مبادرة رئيس الوزراء كامل إدريس) لتعزيز الاستقرار

حيث تؤمن أبوظبي بأن تخفيف المعاناة الإنسانية هو الركيزة الأساسية لأي عملية سلام ناجحة. 

إن دعم "الصحة" ليس مجرد عمل إغاثي، بل هو استثمار في مستقبل السودان وقدرته على النهوض مجدداً بعد الحرب

من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في:

1. خفض معدلات الوفيات: خاصة بين الأطفال والأمهات والجرحى الذين تعذر وصولهم للمرافق الطبية سابقاً.

2. محاصرة الأوبئة: تعزيز القدرة على رصد ومكافحة الأمراض التي تنتشر في مخيمات النزوح.

3. تخفيف الضغط الاقتصادي: توفير الأدوية والمستلزمات مجاناً يخفف الأعباء المالية عن كاهل الأسر السودانية المنكوبة.

و ختاماً، تمثل هذه الاتفاقية حلقة جديدة في سلسلة العطاء الإماراتي الممتد للسودان. 

وهي تشير بوضوح إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تكثيفاً للجهود التنموية والإنسانية، لضمان ألا يُترك الشعب السوداني وحيداً في مواجهة تداعيات الأزمة. 

إن "يد الإمارات البيضاء" تبرهن مرة أخرى أن التضامن العربي هو الحصن المنيع في مواجهة التحديات الكبرى.