حزب الله اللبناني يواجه عامًا صعبًا.. اغتيالات وغارات وارتباك عسكري في 2025
شهد حزب الله اللبناني خلال العام 2025 سلسلة من الأحداث الصادمة التي أثرت على بنيته التنظيمية والعسكرية، وسط توتر مستمر على الحدود مع إسرائيل وتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الميليشيا المدعومة من إيران.
وبحسب متابعات رسمية وإعلامية، فقد فقد حزب الله عددًا من قياداته البارزة، من الصف الأول والثاني، بعد اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين في فبراير الماضي، إثر غارات إسرائيلية على بيروت، ما أثار صدمة واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية اللبنانية. وتبع ذلك توترات داخلية مع الحكومة اللبنانية، التي أبدت رغبتها في تجريد الحزب من سلاحه، وسط مخاوف من نهاية نفوذ الحزب في البلاد.
وفي مارس، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أول ضربة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، مستهدفًا منشآت لطائرات مسيرة تابعة لحزب الله. تبعها في أبريل غارات مكثفة على جنوب لبنان، أودت بحياة حسن علي محمود بدير، أحد عناصر الوحدة 3900 في الحزب وفيلق القدس الإيراني.

كما أعلن حزب الله في مايو سحب قواته من منطقة جنوب نهر الليطاني، مع تفكيك البنية العسكرية في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، في خطوة اعتبرت تنازلًا جزئيًا عن السيطرة العسكرية التقليدية.
ومع حلول يونيو، شنت إسرائيل غارات على مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت منشآت لتصنيع طائرات بدون طيار تدعمها إيران، فيما أدى الهجوم إلى استشهاد عدد من العناصر العسكريين للحزب. وفي يوليو، سجلت غارات إسرائيلية مكثفة في شرق لبنان مقتل 12 شخصًا، بينهم خمسة من مقاتلي حزب الله.
وتصاعدت الضغوط على الحزب في سبتمبر، عندما أعلنت السلطات السورية تفكيك شبكة مرتبطة بالحزب والقبض على خلية إرهابية تابعة له. وفي أكتوبر، شهد جنوب لبنان وشرقه سلسلة غارات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين، مع قصف البنية التحتية للحزب.
وفي نوفمبر، قُتل قائد أركان حزب الله هيثم علي طبطبائي في غارة إسرائيلية استهدفت حارة حريك، بينما واصلت إسرائيل استهداف عناصر الحزب في مناطق متعددة على امتداد نهر الليطاني خلال ديسمبر، شملت المحمودية، الجرمق، جباع، عرمتى، جبل الريحان، ووادي حومين.
وأعلنت مصادر إسرائيلية عن مقتل أكثر من 380 عنصرًا من حزب الله منذ بداية وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي، ما يعكس حجم الضغوط العسكرية التي يواجهها الحزب على مختلف المستويات.
ويصف المراقبون العام 2025 بأنه "عام الحزن" لحزب الله اللبناني، إذ جمع بين خسائر قيادية، انسحابات استراتيجية، وضغوط سياسية داخلية، إلى جانب استمرار الغارات الإسرائيلية التي أثرت على قدرات الحزب العسكرية وعملياته في جنوب لبنان.