مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«ترامب» يُصعّد ضد «بايدن» ويُعلن وقف «الخسائر الأمريكية» بأوكرانيا

نشر
ترامب و بايدن
ترامب و بايدن

عاد «ملف أوكرانيا» ليُشعل السجال السياسي داخل «الولايات المتحدة»، مع تصاعد الانتقادات المُوجّهة للسياسات السابقة، في وقت تتحدث فيه الإدارة الحالية عن تغيير المسار ووضع حد لنزيف الموارد الأمريكية.

وفي هذا الصدد، شن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، هجومًا حادًا على سلفه «جو بايدن»، واصفًا إياه بـ «الأحمق» بسبب الإسراف في الإنفاق على أوكرانيا، مُؤكّدًا أن إدارته أوقفت «خسارة الأموال» في هذا الملف.

ترامب يُصعّد ضد بايدن

قال «ترامب»، في تصريحات من مقر إقامته في مار-أ-لاغو بولاية فلوريدا: «نحن لا نخسر الأموال كما كان الحال مع بايدن. لقد كان ينفق الأموال كالأحمق. كان أحمق».

وتابع الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة لم تعد «تخسر أموالًا» في النزاع الأوكراني، مُبررًا ذلك بآلية جديدة تقوم على «بيع الأسلحة لحلف الناتو»، والتي تُنقل جزئيًا بعد ذلك إلى كييف.

تقليص الدعم الأمريكي

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «بوليتيكو»، بأن واشنطن أكّدت خلال اجتماع وزراء مالية «مجموعة السبع» نيتها تقليص تمويل أوكرانيا بعد صرف الدفعة الأخيرة من قرض المجموعة المُتفق عليه مع الإدارة الأمريكية السابقة.

نائب ترامب: «أولوية واشنطن دعم كبار السن الأمريكيين لا تمويل أوكرانيا»

مع احتدام النقاش داخل «الولايات المتحدة» حول أولويات الإنفاق العام، تتزايد الأصوات المطالِبة بإعادة توجيه البوصلة نحو الداخل، بعيدًا عن الالتزامات الخارجية المُتزايدة.

وفي هذا الصدد، أكّد نائب الرئيس الأمريكي، «جي دي فانس»، اليوم الإثنين، أن واشنطن تضع مساعدة كبار السن الأمريكيين المتقاعدين في مرتبة أعلى من الدعم المالي المُقدّم لأوكرانيا.

الأولوية للداخل الأمريكي

قال «فانس»، خلال خطاب ألقاه في فعالية للمنظمة المحافظة «تورنينغ بوينت يو إس إيه»: «نحن نُساعد كبار السن الأمريكيين المتقاعدين، بما في ذلك إلغاء الضرائب على مدفوعات الضمان الاجتماعي، لأننا نعتبر تكريم الأب والأم أمرا مُهمًا، وليس إرسال كل أموالهم إلى أوكرانيا».

جاءت تصريحات «جي دي فانس» في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية عن تطوير «خطة للتسوية الأوكرانية»، وأكّد الكرملين الروسي، أن موسكو تُحافظ على انفتاحها على التفاوض وتظلّ مُنخرطة في منصة المناقشات.

ترامب يُهاجم بايدن: «العالم كان يستهزئ بنا والاحترام عاد في عهدنا»

وسط أجواء سياسية مُحتدمة في «واشنطن»، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من نبرته مُخاطبًا الداخل والخارج، مُؤكّدًا أنّ العالم «لم يكن ينظر إلى أمريكا بِجِدية» خلال عهد سلفه الديمقراطي «جو بايدن»، وأن الاحترام الذي افتقدته الولايات المتحدة «قد عاد الآن».

وفي التفاصيل، كرر دونالد ترامب، انتقاداته الحادة لسلفه جو بايدن، مُشيرًا إلى أن العالم بأسره كان «يتهكم على الولايات المتحدة في ظله»، بينما الآن استعادت البلاد احترامها الدولي.

تصريحات نارية جديدة

جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة الرئيس الأمريكي في فعالية لشركة «ماكدونالدز»، حيث قال ترامب: «مِن المُدهش ما يحدث في بلدنا. كان العالم يضحك علينا وكأننا أغبياء. لم يعودوا يسخرون منا الآن، بل يحترموننا مرة أخرى. هذا ما نُريده. نُريد أن نكون مُحبوبين، نُريد الاحترام».

يأتي هذا التصريح كأحدث حلقة في سلسلة طويلة من الانتقادات التي يُوجهها «ترامب» لسلفه الديمقراطي. ففي يونيو 2024، بعد المناظرة الرئاسية، وصف ترامب بايدن بأنه «رجل مجنون» على المنصة، مُتهمًا إياه بأنه «المُجرم الوحيد» فيها.

وتصاعدت حدة الانتقادات في نوفمبر 2024، حين زعم «ترامب» في إحدى الفعاليات الانتخابية أن بايدن «دمّر الاقتصاد» وترك له «إرثًا اقتصاديًا كارثيًا».

مجاملة سياسية نادرة

على الرغم من حِدة الهجوم، شهدت العلاقة بين الرجلين لحظات نادرة من «المجاملة البروتوكولية». ففي يناير 2025، بعد تلقيه الرسالة التقليدية التي يتركها الرئيس المنتهية ولايته لخلفه، وصف ترامب رسالة بايدن بأنها «لطيفة للغاية» و«مُلهمة بعض الشيء».

ولم تتوقف انتقادات «ترامب» عند الخطابات العامة، بل امتدت إلى «منصات التواصل الاجتماعي»، حيث أعاد نشر ادعاءات تتعلق بنظريات مؤامرة حول «شخصية بايدن».

انقسام في المشهد الأمريكي

أثارت التصريحات المُتكررة لـ«ترامب» ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية. ويُعتبر هذا الخطاب جزءًا من استراتيجية مُستمرة لرسم صورة لولاية «بايدن» على أنها «فترة ضعف وتراجع للولايات المتحدة على الساحة العالمية».

وتُساهم هذه التصريحات في تغذية «الاستقطاب السياسي الداخلي»، كما تلعب دورًا في تشكيل الرواية السياسية السائدة حول إدارتي الرجلين وتأثيرها على مكانة «أمريكا» في العالم.

دونالد ترامب: «لست واثقًا من دخولي الجنة»

من ناحية أخرى، في خضم السُلطة والنفوذ، وبين قرارات مصيرية ترسم ملامح العالم، نادرًا ما يُبدي الزعماء لحظة ضعف علني. لكن «دونالد ترامب»، الرئيس الأمريكي، فاجأ الجميع باعترافه الصادم: «لست واثقًا من دخولي الجنة»… جملة تهز العمق الروحي لإنسان يقف على قمة القوة السياسية.