مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الشاعر العراقي توفيق السلمان يصدر قصيدة جديدة بعنوان «الهروب إلى الجنّة»

نشر
الأمصار

أصدر الشاعر العراقي المعاصر توفيق السلمان قصيدة جديدة حملت عنوان «الهروب إلى الجنّة»، مواصلًا بها مشروعه الشعري الذي يمزج بين الحسّ الغنائي والرؤية الفلسفية الناقدة للواقع الإنساني والاجتماعي. 

وتأتي القصيدة ضمن سياق تأملي عميق يطرح أسئلة الحرية، والاختيار، ومعنى الخلاص، في مواجهة عالم مثقل بالمحن والتناقضات.
وتعتمد القصيدة على لغة مباشرة وإيقاع داخلي واضح، يجعلها قريبة من القصيدة الغنائية القابلة للتلحين، وهو المجال الذي يُعدّ السلمان أحد أبرز روّاده في العراق والعالم العربي.

 ويقدّم الشاعر عبر نصه رؤية رمزية لـ«الجنّة» بوصفها حالة وجدانية وحلمًا إنسانيًا بالتحرّر، لا مجرد مكانٍ أخروي، مستحضرًا مفردات العشق والجمال والطبيعة بوصفها منافذ للنجاة من قسوة الواقع.
 

رؤية فكرية وجدلية
 

تثير «الهروب إلى الجنّة» جدلًا فكريًا من خلال مقاربتها لقضايا شائكة، مثل ازدواجية الخطاب الأخلاقي، والخوف من الفرح، ومحاولات تقييد الوعي الفردي باسم الموروث أو السلطة. ويعتمد السلمان في بناء نصه على ثنائية الخير والشر، معتبرًا أن جوهر الإنسان يتكشف حين تسقط الأقنعة، وأن القيم الحقيقية لا تُفرض بل تُختبر.
 

توفيق السلمان… شاعر الغناء والهوية
 

يُعدّ توفيق السلمان من الأسماء الشعرية العراقية البارزة في مجال القصيدة الغنائية، حيث كتب نصوصًا لُحِّنت وغُنِّيت، ما أكسبه حضورًا واسعًا لدى الجمهور، إلى جانب حضوره النقدي في الوسط الثقافي.

 وتمتاز تجربته بالجمع بين البساطة اللغوية والعمق الدلالي، مع انحياز واضح للإنسان وهمومه اليومية.
وقد حظي السلمان بإشادة لافتة من الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الذي كتب مقدمة أحد دواوينه، معتبرًا إياه صوتًا شعريًا صادقًا قادرًا على التقاط نبض الناس وتحويله إلى أغنية وقصيدة في آن واحد.
 

دواوينه الشعرية
 

أصدر الشاعر عددًا من الدواوين التي شكّلت محطات مهمة في مسيرته، من أبرزها:
«معًا نبقى ولن نكبر»: ديوان غنائي الطابع، يركّز على الحب والذاكرة والحنين، وقد لاقى رواجًا كبيرًا، حيث نفدت طبعته الأولى سريعًا، ما استدعى صدور طبعة ثانية.

«بقايا الوادي»: ديوان أكثر كثافة من حيث الرؤية والمضمون، يتناول الحالة العراقية والعربية، ويعكس معاناة المبدع في ظل العنف والإرهاب ومحاولات طمس الهوية الوطنية، مع حضور واضح للأسئلة الوجودية والهمّ الجمعي.
 

حضور عربي
 

في عام 2017، أقام توفيق السلمان حفل توقيع لديوانيه ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في خطوة عكست اتساع دائرة الاهتمام العربي بتجربته الشعرية، وترسيخ اسمه كأحد الأصوات العراقية المعاصرة المؤثرة.

استمرار المشروع الشعري
بقصيدته الجديدة «الهروب إلى الجنّة»، يؤكد توفيق السلمان استمراره في تطوير مشروعه الشعري، والانفتاح على موضوعات أكثر جرأة، مع الحفاظ على هويته الغنائية التي جعلت من شعره مساحة مشتركة بين القصيدة المكتوبة والأغنية المسموعة، وبين الخاص الإنساني والهمّ العام.

ويُنتظر أن تحظى القصيدة بتفاعل نقدي وجماهيري واسع، في ظل مكانة الشاعر وتجربته الممتدة، التي ما زالت تطرح أسئلتها بجرأة، وتبحث عن «جنّتها» الخاصة في عالم لا يكفّ عن الاختبار.