الإمارات تكثف جهودها الإنسانية في غزة مع اشتداد العاصفة الشتوية
تواصل عملية الفارس الشهم (3) تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة لمواجهة آثار المنخفض الجوي والبرد القارس.
تواصل عملية الفارس الشهم (3) تنفيذ تدخلاتها الإنسانية العاجلة في قطاع غزة، استجابةً للأزمة التي تسبب بها المنخفض الجوي والبرد القارس الذي يفاقم معاناة العائلات النازحة. فقد سارعت الفرق الميدانية إلى تقديم الإغاثة في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان.
ومع غزارة الأمطار وغرق العديد من الشوارع وتسرّب المياه إلى الخيام المتضررة، فعّلت العملية الإماراتية آلياتها لسحب المياه، والتي تم إرسالها مسبقاً ضمن خطة الطوارئ لمواجهة الأوضاع المناخية الصعبة وتسهيل حركة مرور السكان في المناطق المغمورة.
وخلال فترة المنخفض الجوي، وزّعت العملية 1189 خيمة إيواء، و4280 جاكيت شتوي، إلى جانب 538 حقيبة إغاثية تحتوي على المستلزمات الأساسية للنازحين، بالإضافة إلى 5012 طرد كسوة شتوية و1403 أغطية شتوية، في إطار الدعم الإماراتي المتواصل لسكان القطاع.
وتأتي هذه الجهود ضمن عملية الفارس الشهم (3) التي تواصل منذ أكثر من عامين تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي غزة، تأكيداً لالتزام دولة الإمارات بمساندة الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في ظل التحديات المتواصلة.
1.7 مليار دولار دعم إماراتى لغزة تشمل غذاء ودواء وماء ومواد إيواء
وفي وقت سابق، واصلت الإمارات دعمها لأهل غزة، فمنذ الأيام الأولى للحرب حتى الآن، تحرص الإمارات على مد يد العون للقطاع؛ حيث أطلقت حزمة من المبادرات الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني، من أبرزها مبادرتا الفارس الشهم وطيور الخير، إلى جانب مبادرات إنسانية واجتماعية متعددة.
وبلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة لقطاع غزة أكثر من 1.7 مليار دولار، شملت الغذاء والدواء والماء ومواد الإيواء، واستهدفت جميع الفئات، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى ونفذت الإمارات 74 عملية إنزال جوي للمساعدات ضمن مبادرة طيور الخير المنبثقة عن عملية «الفارس الشهم»، تجاوزت حمولتها 4004 أطنان من الأغذية والمواد الإغاثية الأساسية.ووصل إجمالي عدد طائرات المساعدات إلى 680 طائرة، منها 405 طائرات للشحن، و212 طائرة للإسقاط الجوي، و25 طائرة لإجلاء المرضى والمصابين.
كما أدخلت الإمارات نحو 7000 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى 18 سفينة إغاثية، كان آخرها منتصف سبتمبر الماضي، حين وصلت السفينة التاسعة «حمدان» إلى ميناء العريش المصري، محملةً بـ 7000 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وبذلك ارتفع إجمالي المساعدات الإماراتية المرسلة إلى أكثر من 80 ألف طن، مع استمرار عمليات الشحن والإمداد وشملت حمولة السفينة التاسعة 5000 طن طرود غذائية للأسر، و1900 طن مواد غذائية لدعم المطابخ الشعبية، و100 طن خيام طبية، إضافة إلى 5 سيارات إسعاف مجهزة بالكامل.
ولضمان انسيابية تدفق المساعدات، أرسلت الإمارات وفداً دائماً إلى مدينة العريش يضم مسؤولين ومتطوعين للتنسيق مع السلطات المصرية في إدخال المساعدات عبر معبر رفح.كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتنفيذ عمليات إجلاء للجرحى والمصابين ومرافقيهم من قطاع غزة للعلاج في الإمارات، ليصل إجمالي من تم نقلهم حتى الآن إلى 2630 مريضاً ومرافقاً عبر 25 رحلة إجلاء ، كما أطلق مبادرة لعلاج ألف مريض بالسرطان من غزة في المستشفيات الإماراتية، استقبلت بالفعل عدداً منهم مع مرافقيهم، حيث أُسكنوا في مدينة الإمارات الإنسانية.
كما أنشأت الإمارات مستشفى عائماً في العريش يضم 100 سرير للمرضى و100 للمرافقين، إلى جانب مستشفى ميداني في قطاع غزة أُقيم في ديسمبر 2023، استقبل كلاهما أكثر من 71 ألف حالة منذ افتتاحهما وسلمت الإمارات لقطاع غزة 31 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، ونفّذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل.
وفي ظل أزمة العطش الحادة التي يعانيها القطاع، بادرت الإمارات بإنشاء 6 محطات لتحلية المياه بعد أيام من إطلاق عملية الفارس الشهم، بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني جالون يومياً يستفيد منها أكثر من مليون نسمة.وفي منتصف يوليو الماضي، أعلنت الإمارات عن بدء تنفيذ أكبر مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من مصر إلى جنوب غزة، عبر ناقل يمتد لمسافة 7.5 كيلومتر، يخدم ما بين 600 و800 ألف نسمة، في خطوة نوعية لضمان استمرار تدفق المياه؛ كما أرسلت صهاريج مياه متنقلة، وحفرت آباراً جديدة، وعملت على تطهير وإعادة تشغيل الآبار القائمة، إضافة إلى توزيع المياه في المناطق المتضررة.