نتنياهو يبحث الملف السوري مع مبعوث أمريكي في القدس المحتلة
أعلنت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا رسميًا مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، وذلك في القدس المحتلة، في إطار المشاورات السياسية والأمنية المستمرة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، نقلًا عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الاجتماع عُقد في مكتب نتنياهو بالقدس المحتلة، وشهد مناقشات موسعة تناولت عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها التطورات المرتبطة بالملف السوري وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوضح البيان أن اللقاء حضره عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، من بينهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي جيل رايخ، إلى جانب السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل مايكل ليتر، ما يعكس أهمية الاجتماع وحساسية القضايا المطروحة على جدول أعماله.

وبحسب مصادر إسرائيلية، ركزت المحادثات على الأوضاع الأمنية في سوريا، والتحديات التي تفرضها التطورات الميدانية هناك، إضافة إلى بحث الدور الأمريكي في المرحلة المقبلة، سواء على مستوى التحركات الدبلوماسية أو الترتيبات الأمنية ذات الصلة بالحدود الشمالية لإسرائيل. كما جرى تبادل وجهات النظر حول سبل التعامل مع التهديدات الإقليمية، في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية.
ويأتي هذا اللقاء في توقيت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، وسط تزايد الاهتمام الدولي بمستقبل الأزمة السورية، ومحاولات إعادة صياغة مقاربات سياسية وأمنية جديدة، خصوصًا مع استمرار التعقيدات المرتبطة بوجود أطراف إقليمية ودولية متعددة داخل الأراضي السورية.
ويرى مراقبون أن اجتماع نتنياهو مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا يعكس حرص الحكومة الإسرائيلية على التنسيق الوثيق مع الإدارة الأمريكية بشأن الملفات الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها الملف السوري، الذي يشكل أحد أبرز مصادر القلق الأمني لإسرائيل، خاصة في ظل ما تعتبره تل أبيب تهديدات محتملة على حدودها الشمالية.
كما يأتي اللقاء في سياق العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة، والتي تتجسد في التنسيق السياسي والعسكري المستمر، لا سيما في القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة. ويؤكد حضور السفيرين الأمريكي والإسرائيلي في الاجتماع أهمية البعد الدبلوماسي في هذه المشاورات، إلى جانب الأبعاد الأمنية والسياسية.
ولم يكشف البيان الرسمي عن تفاصيل إضافية بشأن نتائج الاجتماع أو أي تفاهمات محددة جرى التوصل إليها، إلا أن مصادر مطلعة رجحت أن تكون المحادثات قد شملت تقييمًا شاملًا للوضع الراهن في سوريا، إضافة إلى مناقشة السيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة، في ضوء التحركات الدولية والإقليمية المرتبطة بالأزمة.
ويُتوقع أن تتواصل اللقاءات والمشاورات بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي خلال المرحلة القادمة، في إطار السعي إلى تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الملف السوري، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين، وفق الرؤية التي تعلنها الحكومتان في تل أبيب وواشنطن.