"برلين تشهد مفاوضات تاريخية.. أوكرانيا تعرض التخلي عن الناتو مقابل ضمانات أمنية"
في خطوة غير مسبوقة قد تغيّر مسار الحرب في أوكرانيا، شهدت العاصمة الألمانية برلين الأحد محادثات حاسمة بين كبار المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين، تركزت على مستقبل أوكرانيا وأمنها القومي، وسط اقتراح صادم من كييف بالتخلي عن حلم الانضمام إلى حلف الناتو مقابل ضمانات أمنية غربية.
هذه الجولة من المفاوضات، التي وصفت بالتاريخية، قد تمثل مفتاحًا لحل صراع مستمر منذ أكثر من عامين، وتعيد رسم خريطة النفوذ في أوروبا الشرقية.
وشارك في الاجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب دميترو ليتفين مستشار الرئيس، بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وامتدت المباحثات لأكثر من خمس ساعات، وتم خلالها استعراض عدة مقترحات تتعلق بمستقبل أوكرانيا وأمنها القومي.
أبرز ما ميز المحادثات كان العرض الأوكراني بالتخلي عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو خطوة تمثل تحولاً كبيراً في السياسة الدفاعية لكييف.
فقد جاء هذا المقترح كحل وسط لتعويض الدعم الأمني الغربي، وذلك عبر ضمانات ثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، إضافة إلى التزامات من دول أوروبية وكندا واليابان لضمان عدم تكرار أي غزو روسي مستقبلي.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الضمانات يجب أن تكون ملزمة قانونياً، مشيراً إلى أن طموح بلاده بالانضمام إلى الناتو كان منذ البداية يمثل جزءاً من استراتيجية الأمن القومي الأوكراني، ولكنه لم يحظ بالدعم الكامل من بعض الشركاء الغربيين.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الضغط الروسي المستمر، إذ يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتخلي أوكرانيا رسمياً عن عضوية الناتو، وسحب قواتها من نحو 10 بالمئة من إقليم دونباس، كما يشدد على ضرورة أن تبقى أوكرانيا دولة محايدة، دون تمركز لقوات حلف شمال الأطلسي على أراضيها.
وتشير تصريحات المصادر الروسية إلى أن بوتين يسعى لتأمين تعهد مكتوب بعدم توسع الناتو شرقاً ليشمل أوكرانيا ودولاً أخرى كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق.
يُنظر إلى المحادثات في برلين على أنها محطة مهمة قد تمهد الطريق لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، وسط ترقب دولي واسع لمعرفة ما إذا كانت الضمانات الأمنية الغربية ستكون كافية لتعويض التخلي عن الانضمام إلى الناتو، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تخفيف التوتر العسكري في المنطقة.