زعيم الدروز يطالب واشنطن بحماية حقوق الأقليات في سوريا
دعا زعيم الطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ موفق طريف، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحرك الفوري لضمان حماية حقوق الأقليات في الجمهورية العربية السورية، وذلك بهدف منع تكرار الأحداث الدامية التي شهدتها بعض المناطق هذا العام، والتي ألحقت أضراراً بشرية ومادية واسعة.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية لطريف إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء، حيث التقى عددًا من المسؤولين الدوليين لمناقشة أوضاع الأقليات وسبل تعزيز استقرار المنطقة.
وفي تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أكد طريف أن "واشنطن بحاجة للقيام بواجبها في حماية حقوق الأقليات في سوريا وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي"، مشدداً على أن الدعم الأمريكي الفعّال في هذا الملف "سيسهم أيضاً في إلغاء الحاجة إلى أي تدخل خارجي محتمل من قبل إسرائيل في جنوب سوريا"، في إشارة إلى التوترات المتكررة التي تعيشها محافظة السويداء والمناطق المجاورة.
وحول إمكانية استئناف المحادثات بين الحكومة السورية وسكان السويداء، قال الشيخ موفق طريف إن الخطوة الأولى يجب أن تكون إعادة بناء الثقة بين الطرفين، موضحًا أن السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم وتقديم المساعدات الإنسانية دون قيود يُعد من أبرز العوامل التي تخلق بيئة مناسبة للحوار السياسي. وأضاف: "اليوم لا توجد ثقة حقيقية بين الأطراف، ويجب إعادة الثقة تدريجيًا من خلال ضمان وصول الدعم اللازم وتحسين ظروف المعيشة".
وشدد طريف على أن الوضع الإنساني في السويداء ما زال هشاً نتيجة سنوات من النزوح والدمار، مع تدني الخدمات الأساسية وارتفاع الاحتياجات الإنسانية للسكان، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، مما يزيد من أهمية التدخل الدولي المباشر لدعم المحافظة وحماية حقوق سكانها.

وفي ما يتعلق بالمقترحات التي قدمها الشيخ حكمت الهجري بشأن فصل السويداء عن سوريا، اتخذ طريف موقفاً مغايراً، مؤكداً رفضه لفكرة الانفصال. لكنه شدد على ضرورة منح المحافظة حكمًا ذاتيًا داخليًا أو نوعًا من الإدارة الذاتية ضمن الدولة السورية، معتبرًا أن هذا الحل يحمي الأقليات ويضمن مشاركتهم الفعلية في إدارة شؤونهم المحلية. وأشار طريف إلى أن النماذج الفيدرالية في سويسرا وألمانيا تمثل أمثلة ناجحة يمكن اقتباسها لحماية حقوق الأقليات في سوريا.
ووجه الشيخ رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب فيها بأن تلعب الولايات المتحدة دورًا فاعلاً في منع الانتهاكات وحماية حقوق جميع الأقليات السورية، بما في ذلك منع وقوع مجازر أو اعتداءات دموية، مؤكداً أن هذا الدور الأمريكي يعد حيوياً لضمان الاستقرار الإقليمي ومنع التدخلات الخارجية غير الضرورية.
ويأتي هذا التحرك في سياق جهود أوسع لحشد دعم دولي لحماية الأقليات السورية، في ظل استمرار الأوضاع الأمنية الهشة والتحديات الإنسانية الكبيرة التي تواجهها محافظة السويداء والمناطق المحيطة. كما يعكس دعوة زعيم الدروز إلى واشنطن الحاجة إلى إشراك المجتمع الدولي في عملية إعادة بناء الثقة وتعزيز الحماية القانونية والسياسية للأقليات داخل سوريا، بما يضمن استقرار طويل الأمد.