العراق يؤكد رغبته بالاستفادة من خبرات الناتو الأمنية
أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، اليوم الأربعاء، حرص بلاده على الاستفادة من الخبرات المتقدمة التي يمتلكها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مجالات تطوير المنظومات الأمنية والاستخبارية، وذلك في إطار مساعي بغداد لتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية، ونقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن الشمري عقد اجتماعًا مهمًا مع نائب الأمين العام للعمليات في الناتو بورسو سان، وذلك على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر الدولي الثاني للتحالف العالمي لمكافحة تهريب المهاجرين، والذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة دولية واسعة.
وبحسب البيان، فقد تناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين العراق وحلف الناتو، خصوصًا في مجالات تطوير القدرات الأمنية، وتدريب الكوادر، ودعم برامج رفع كفاءة الأجهزة المختصة بمكافحة الإرهاب، فضلًا عن مكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود التي باتت تشكل تحديًا إقليميًا ودوليًا كبيرًا. كما ناقش الجانبان إمكانية الارتقاء بمستوى التنسيق المشترك في عدد من القضايا ذات الاهتمام المتبادل.
وشدد الشمري على أن العراق يسعى بشكل مستمر إلى تطوير منظوماته الأمنية والاستخبارية، خصوصًا مع تعدد التحديات التي تواجهها البلاد، سواء ما يتعلق بالتهديدات الإرهابية أو الجرائم المرتبطة بتهريب البشر والمخدرات، أو الشبكات الإجرامية التي تستغل الظروف الاقتصادية والسياسية لزيادة نشاطها. وأكد الوزير أن التعاون مع الناتو يمثل ركيزة مهمة في دعم قدرات وزارة الداخلية وتحديث أساليب العمل الأمني.
وأشار الشمري إلى أن الوزارة ماضية في تعزيز التدريب الاحترافي لقواتها الأمنية، والعمل على رفع مستوى الكفاءة والتأهيل بما يواكب التطورات العالمية في إدارة الأمن ومكافحة الجريمة، مؤكدًا أن الشراكات الدولية، ولا سيما مع الناتو، تسهم بشكل مباشر في تحقيق هذا الهدف.
من جهته، أشاد نائب الأمين العام للعمليات في حلف الناتو بالتقدم الواضح الذي يحققه العراق في مجال الأمن الداخلي خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية في مكافحة التنظيمات الإرهابية والشبكات الإجرامية ذات الطابع العابر للحدود. وأعرب المسؤول في الحلف عن استعداد الناتو لتعزيز برامج التعاون مع العراق، سواء في مجال التدريب أو تقديم الدعم الفني والتقني اللازم لتطوير المنظومات الأمنية.
ويأتي لقاء بروكسل في إطار سلسلة اجتماعات يجريها وزير الداخلية العراقي مع عدد من المسؤولين الدوليين بهدف تعزيز الشراكات الأمنية وتبادل الخبرات، ضمن توجه حكومي يسعى للانفتاح على المنظمات الدولية والاستفادة من إمكانياتها في تطوير المؤسسات الوطنية.
ويؤكد مراقبون أن استمرار التعاون بين بغداد والناتو يعكس رغبة مشتركة في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتطوير قدرات العراق الأمنية، في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم وتصاعد التحديات العابرة للحدود، التي تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا لمواجهتها بكفاءة وفاعلية.