الولايات المتحدة تخطط لبدائل في حال الإطاحة بمادورو في فنزويلا
أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل على خطط سرية للمرحلة التالية في حال الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وسط تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية على كراكاس.
وتشير المصادر إلى أن هذه الخطط تهدف إلى ضمان وجود بدائل لملء فراغ السلطة المحتمل، بما يحافظ على استقرار المؤسسات في حال حدوث أي تغيير مفاجئ.
وذكرت الشبكة أن هذه الخطط تُعد بهدوء شديد بعيدًا عن الأضواء، وتشمل مجموعة من الخيارات التي يمكن أن تتخذها واشنطن للتعامل مع الوضع السياسي في فنزويلا، مع التركيز على الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة ما يتعلق بقطاع الطاقة والفحم النفطي.
وفي الوقت ذاته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لشبكة "فوكس نيوز" إن هناك ضغوطًا على الرئيس ترامب للوفاء بما وعد به خلال حملته الانتخابية، وهو مكافحة شبكات تهريب المخدرات الأجنبية. وأوضحت ليفيت أن مادورو "يدفع حاليًا ثمن السماح للمجرمين بالهجرة إلى الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن سياسة ترامب في المنطقة تتضمن تحركًا مباشرًا لتفكيك ما وصفته بـ"شبكات المخدرات الدولية"، التي تتهم الولايات المتحدة مادورو بالضلوع في قيادتها.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وكراكاس مؤخرًا، حيث نشرت القوات الأمريكية أسطولًا بحريًا ضخمًا في منطقة الكاريبي، بما في ذلك أكبر حاملة طائرات في العالم، في إطار حملة واسعة لمكافحة تهريب المخدرات.
وأشارت التقارير إلى أن القوات الأمريكية نفذت ضربات ضد أكثر من 20 زورقًا، أسفرت عن مقتل 87 شخصًا على الأقل، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الأمريكية.
وتتهم واشنطن الرئيس مادورو بقيادة شبكة تهريب المخدرات المعروفة باسم "كارتل الشمس"، والتي صنفتها الولايات المتحدة مؤخرًا كمنظمة إرهابية. من جهته، يرى مادورو أن هذه التحركات العسكرية الأمريكية ليست سوى محاولة للإطاحة بالحكومة الشرعية في فنزويلا والسيطرة على ثرواتها النفطية، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين البلدين.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الوضع السياسي والفوضوي في فنزويلا موجة من الضغوط الدولية، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أمريكا اللاتينية، فيما يواصل مادورو تأكيد سيادته على قرارات الدولة ومؤسساتها، محذرًا من أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للفنزويليين.
وتبقى الأنظار موجهة نحو الخطوات المقبلة التي ستتخذها واشنطن، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، لمعالجة ما تصفه بأزمة تهريب المخدرات وتأمين مصالحها في المنطقة.