ترامب: «الاعتبارات الإنسانية تدفع واشنطن لتسوية ملف أوكرانيا»
في وقتٍ تزداد فيه أصوات المدافع صخبًا وتضيق فيه مساحات الأمل، يرفع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، شعار «الإنسانية أولًا»، مُؤكّدًا أن واشنطن تتحرك بثُقلها السياسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بدافع ما وصفه بـ«المسؤولية الأخلاقية تجاه الأرواح المُهددة».
وفي التفاصيل، أفاد دونالد ترامب، يوم الإثنين، بأن الولايات المتحدة تُواصل العمل على التوصل إلى تسوية في أوكرانيا لأسباب إنسانية.
رسالة إنسانية من ترامب
قال الرئيس ترامب خلال اجتماع مع ممثلي القطاع الزراعي في البيت الأبيض: «أريد فقط أن يتوقف قتل الناس»، مُضيفًا: «كما تعلمون، جو بايدن منح الأوكرانيين (350 مليار دولار)، ولم يحصلوا مني على شيء».
وتابع الزعيم الأمريكي: «نحن كما تعلمون نبيع الآن معدات حلف شمال الأطلسي بكامل قيمتها، وحلف شمال الأطلسي يأخذها وربما يعطيها لأوكرانيا».
واختتم ترامب حديثه قائلًا: «نحن لا نُنفق المال، نحن ننطلق من دوافع إنسانية، ونُريد أن نرى إن كان بإمكاننا وقف القتل».
خطة واشنطن تحت النار
كانت «الولايات المتحدة» قد طرحت في نوفمبر الماضي، خطة مُؤلفة من (28 بندًا) لتسوية الأزمة الأوكرانية، أثارت استياء كييف وعدد من شركائها الأوروبيين، ما دفع هذه الأطراف لمحاولة إدخال تعديلات جوهرية عليها.
«ترامب» يُبدي خيبة أمله لعدم اطّلاع «زيلينسكي» على مقترح السلام
وسط أجواء سياسية مشحونة وتصاعد الضغوط الدولية، فجّر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، موجة جديدة من الجدل بعدما أعرب علنًا عن «خيبة أمله» من موقف زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي» تجاه «مقترح السلام».
وفي التفاصيل، قال «ترامب»، خلال حفل في مركز جون كنيدي للفنون الأدائية في واشنطن: «أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ الاقتراح بعد».
غموض موافقة زيلينسكي
لفت الرئيس ترامب إلى أنه يعتقد بأن روسيا والشعب الأوكراني يدعمان شروط المقترح، قائلًا: «روسيا، على ما أعتقد، لا تُعارض. لكنني لست مُتأكدًا من موافقة زيلينسكي عليها (الخطة). شعبه يدعمها، لكنه هو نفسه لم يقرأ الاقتراح بعد، لذا سيُوضح لي في يوم من الأيام سبب ذلك».
وتابع دونالد ترامب، في حديث مع الصحفيين: «كما تعلمون، أنهيت ثماني حروب. نحن نُحاول إنهاء الحرب التاسعة».
مفاوضات مُكثفة مُتعددة المسارات
تأتي هذه التصريحات في خضم مفاوضات مُكثفة ومُتعددة المسارات حول «التسوية الأوكرانية»، شملت محادثات مباشرة بين مبعوثي ترامب (ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر) والرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، في موسكو، بالإضافة إلى مفاوضات مُطوّلة بين الفريق الأمريكي ونظيره الأوكراني (رستم عميروف وأندريه غاناتوف) في ميامي.
ترامب: «لقاء زيلينسكي كشف تدهور فرص أوكرانيا في التسوية»
من ناحية أخرى، في تصريحات صادمة أعادت خلط أوراق الأزمة، أكّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن لقائه الأخير مع زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، أظهر بوضوح مدى «تدهور فرص كييف في الوصول إلى تسوية سياسية»، كاشفًا عن واقع أكثر تعقيدًا مما كان مُتوقعًا.
وفي التفاصيل، أعلن دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أن الظروف المواتية لتسوية الصراع في أوكرانيا قد تدهورت بشكل كبير بالنسبة لفلاديمير زيلينسكي وذلك منذ اللقاء الذي جمعهما سابقًا في البيت الأبيض.
تراجع فرص أوكرانيا
قال ترامب: «عندما كنت في هذا المكتب (البيضاوي)، تحدثت عن عدم وجود أوراق رابحة. قلت (لزيلينسكي) إنه ليس لديك أوراق. كان يجب التفاوض آنذاك. كان ذلك الوقت أفضل بكثير للتسوية، لكنهم بحكمتهم قرروا عدم القيام بذلك. الآن العديد من الأشياء ضده».
وأضاف الرئيس الأمريكي، أن زيلينسكي تعنت في قراره، خلافًا لنصيحته هو شخصيًا، ورأى ألا يسلك طريق التفاوض.
يُذكر أن «ترامب» كان قد صرّح في شهر فبراير الماضي بأن زيلينسكي لا يملك «أوراقا في جعبته» تُمكّنه من إجراء مفاوضات ناجحة مع روسيا.
«زيلينسكي» يُجدد طلبه عقد لقاء مع «ترامب» لمناقشة خطة السلام
من جهة أخرى، وسط أجواء مُتقلّبة وحقول دبلوماسية مُشتعلة، يعود زعيم نظام كييف، «فلاديمير زيلينسكي»، إلى طاولة السعي من جديد، طالبًا من «أمريكا» عقد اجتماع عاجل مع الرئيس «دونالد ترامب» لمناقشة «خطة السلام»، في محاولة قد تُغيّر مسار الصراع، وربما تُنقذ ما تبقى من أمل في هُدنة كانت تبدو بعيدة.

