الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء مصانع ضخمة للذكاء الاصطناعي

يكثّف الاتحاد الأوروبي جهوده لتعزيز مكانته التكنولوجية على الساحة العالمية من خلال خطة لإنشاء ما يصل إلى خمسة مصانع ضخمة للذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى دعم استقلال القارة في مجال التكنولوجيا ورفع قدرتها التنافسية.

وجاء هذا الإعلان عقب توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة البنك الأوروبي للاستثمار والمفوضية الأوروبية، تتضمن تجميع الموارد وتسريع قدرة أوروبا في مجالات الحوسبة المتقدمة والذكاء الاصطناعي، بما يشمل إنشاء مراكز بيانات ضخمة قادرة على تدريب نماذج الجيل القادم.

وأوضحت المذكرة أن كل مصنع سيضم نحو 100 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة، وهو ما يعادل أربعة أضعاف قدرات المنشآت الحالية، ما يوفر بيئة قوية لتطوير تقنيات مبتكرة.

وأكدت ناديا كالفينيو، رئيسة مجموعة البنك الأوروبي للاستثمار، أن هذه الخطوة ستوسع القدرات الحاسوبية لأوروبا وتوفر بيئة مناسبة لازدهار الابتكار، مشيرة إلى أن هذه المنشآت تمثل عنصرًا محوريًا لتعزيز البحث العلمي وتطوير التطبيقات العملية في مجالات متعددة مثل الطب والتقنيات النظيفة والفضاء.

من جانبها، قالت هنّا فيركونين من المفوضية الأوروبية إن هذه المبادرة ستدعم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتساهم في تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية على الصعيد العالمي. وأضافت أن المذكرة تشمل دعمًا استشاريًا وتحسين جدوى المشروعات وجذب الاستثمارات ضمن برنامج TechEU، الذي يهدف إلى تعبئة 250 مليار يورو بحلول عام 2027 لدعم شركات التكنولوجيا والبنية التحتية المتقدمة.

وتُعد هذه المنشآت العملاقة جزءًا من استراتيجية الاتحاد الأوروبي لجعل القارة قوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير بيئة متطورة لتدريب النماذج الحديثة، وتعزيز الابتكار الصناعي والتكنولوجي، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات البحث والتطوير.

كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز استقلال أوروبا التكنولوجي وتقليل اعتمادها على التكنولوجيا القادمة من خارج القارة، ما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات العالمية في هذا المجال المتسارع النمو. ويُتوقع أن تلعب هذه المنشآت دورًا محوريًا في دفع مشاريع البحث العلمي وتطوير التطبيقات العملية في جميع القطاعات الحيوية.