العراق .. دراسة أسترالية: العمل من المنزل يحسّن الصحة النفسية للنساء
كشفت دراسة أسترالية حديثة، شملت أكثر من 16 ألف موظف على مدار 20 عامًا، عن تأثيرات واضحة للعمل من المنزل على الصحة النفسية، مع فروق ملحوظة بين الجنسين ودور كبير لوقت التنقل اليومي في رفاهية الموظفين.
وأظهرت النتائج أن العمل من المنزل يعزز الصحة النفسية للنساء، خاصة اللواتي يعانين من صعوبات نفسية سابقة، إذ يقلل من الضغوط المهنية ويساعد على تحسين التوازن بين الحياة العملية والأسرة. في المقابل، لم يظهر تأثير واضح للعمل من المنزل على الرجال بشكل عام، لكن وقت التنقل اليومي الطويل يؤثر سلبًا على الذين لديهم هشاشة نفسية.

وأوضح الباحثون أن الدراسة اعتمدت على بيانات امتدت لعشرين عامًا، لتسليط الضوء على الفروق بين الرجال والنساء في تأثير بيئة العمل المرنة على الصحة النفسية. وأكدت الدراسة أن الفوائد التي تتحقق من العمل من المنزل لا تقتصر على توفير وقت التنقل فقط، بل تشمل أيضًا تحسن القدرة على التوفيق بين الالتزامات المهنية والعائلية.
وأشار الباحثون إلى أن الرجال الذين يعانون مسبقًا من مشاكل نفسية يصبحون أكثر حساسية لطول وقت التنقل اليومي، حيث إن زيادة مدة الرحلة بنحو 30 دقيقة تؤدي إلى تدهور طفيف في الصحة النفسية يعادل انخفاضًا بنسبة 2% في الدخل الأسري. بالمقابل، أوضحت البيانات أن وقت التنقل لا يؤثر عمليًا على الصحة النفسية للنساء، وهو ما عزاه الباحثون إلى اختلاف الأدوار الاجتماعية، إضافة إلى أن شبكات العلاقات الاجتماعية لدى الرجال غالبًا ما ترتبط ببيئة العمل نفسها.
واستنتجت الدراسة أن الموظفون ذوو الصحة النفسية الضعيفة هم الأكثر تأثرًا بأعباء التنقل الطويل، وأكثر استفادة من ترتيبات العمل المرنة، خصوصًا نمط العمل الهجين الذي يوازن بين الحضور إلى المكتب والعمل من المنزل. بينما الموظفون ذوو الصحة النفسية الجيدة يظهرون حساسية أقل تجاه هذه العوامل، على الرغم من تقديرهم الواضح للمرونة التي توفرها بيئة العمل.
وأكد الباحثون أن إتاحة خيارات العمل المرن والشبه منزلي يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز رفاهية الموظفين، خصوصًا في المؤسسات التي تعتمد على بيئة مكتبية مكثفة، مشيرين إلى أن هذه النتائج قد تساهم في وضع سياسات جديدة للعمل عن بعد في المؤسسات الأسترالية والعالمية على حد سواء.