مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«نتنياهو» يكشف تفاصيل المفاوضات الجارية في جنوب سوريا وأهدافها

نشر
نتنياهو
نتنياهو

بين خيوط السياسة الإقليمية المُعقّدة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، عن تفاصيل المفاوضات الجارية في جنوب «سوريا»، مُؤكّدًا أن الهدف الرئيسي يتمثل في «الحفاظ على المصالح الإسرائيلية وتأمين الحدود الجنوبية».

وفي التفاصيل، علّق بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، على المفاوضات الجارية بشأن «ترتيب أمني مع سوريا»، وذلك خلال مؤتمر السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لوزارة الخارجية في القدس.

استراتيجية إسرائيلية مُتوازنة في الجنوب

قال نتنياهو: «نأمل أن نتوصل إلى اتفاق لفصل القوات في جنوب سوريا، لكننا نُحافظ على مصالحنا. نعمل على نزع سلاح الجنوب الغربي السوري وحماية الطائفة الدرزية، مع بقائنا مسيطرين على مواقعنا الاستراتيجية في المنطقة».

وأضاف رئيس وزراء الاحتلال، في إشارة إلى أحداث سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد : «تدخلت إيران عسكريًا محاولة إرسال فرقتين جوًا لإنقاذ النظام السوري، لكن سلاح الجو الإسرائيلي منع ذلك وأبعدها عن المجال الجوي السوري».

أحداث السابع من أكتوبر

كما علّق نتنياهو على أحداث السابع من أكتوبر بالقول: «يُمكن اعتبار أن قيادة حماس أطلقت الرصاصة الأولى حين نفذت عمليتها مُنفردة دون تنسيق، مُخالفة الخطة المفترض تنفيذها بالتزامن مع عدة جبهات ليُطلق علينا بحر من الصواريخ والقذائف الباليستية».

«أشباح تُلاحق نتنياهو».. غضب أمريكي من التصعيد الإسرائيلي في سوريا

في لحظةٍ تتقاطع فيها الحسابات السياسية مع رياح الحرب، عاد «نتنياهو» ليرى «أشباحًا في كل مكان»… أشباح تهديدات، وأشباح نفوذ، وأشباح هواجس لا تهدأ. ضرباتٌ إسرائيلية مُتلاحقة على «سوريا»، تفتح بابًا جديدًا للتوتر، وتدفع «واشنطن» لإطلاق رسائل «انزعاج» لم يعد بالإمكان إخفاؤها.

قلق أمريكي مُتزايد

وفي التفاصيل، أعرب مسؤولان أمريكيان كبار عن مخاوف بلادهما من أن الموجة «المُتصاعدة» من الضربات الإسرائيلية على «سوريا» قد تُفضي إلى زعزعة استقرار البلاد، وتُهدّد الجهود الجارية لإبرام «اتفاق أمني» بين دمشق وتل أبيب.

ونقل موقع «أكسيوس» عن أحد المسؤولين قوله، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «نُحاول إخبار بيبي بالتوقف عن هذه التصرفات لأنه بذلك سوف يُدمّر نفسه».

استراتيجية واشنطن الشرق أوسطية

بحسب التقرير، فإن دعم جهود الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، لتحقيق الاستقرار وتشجيعه على الانخراط في عملية سلام مع «إسرائيل» يُشكّلان عنصرين رئيسيين في استراتيجية إدارة ترامب بالشرق الأوسط، حيث وقفت الإدارة بشكل مُتكرر إلى جانب حكومة دمشق في نزاعاتها مع إسرائيل.

وجاء تصريح المسؤولين بعد أن نشر الرئيس الأمريكي ترامب، يوم الإثنين، على منصة «تروث سوشيال»، تأييده للشرع، مُعتبرًا أنه «مُهم جدًا أن تُحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سوريا، وألا يحدث ما يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مُزدهرة». وتحدث «ترامب» مع «نتنياهو» بعد فترة قصيرة من النشر، ودعاه إلى واشنطن.

قرارات تُغضب واشنطن

من جهة أخرى، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن اعتقادهم بأن «نتنياهو» يتدخل بطرق «غير مُفيدة»، حيث أمر بعدة مناسبات باتخاذ إجراءات عسكرية عبر الحدود في «سوريا»، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تعرّضت قوات إسرائيلية كانت تجري غارة على بعد أقل من (10) أميال داخل الأراضي السورية يوم الجمعة الماضي لإطلاق نار من مسلحين مجهولين بعد اعتقال مُشتبه بهم، ما أدى إلى إصابة (6) جنود إسرائيليين.

غارات تُشعل الغضب السوري

أثناء محاولة سحب قواته، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية أسفرت عن مقتل (13) سوريًا، كان العديد منهم مدنيين. وأثارت هذه الغارة، التي وقعت خارج الجزء من الأراضي السورية الذي تحتله إسرائيل، غضب الحكومة السورية ودعوات داخلية للانتقام. ونقلًا عن مسؤول أمريكي: «كان السوريون غاضبين جدًا. طالب ناخبوهم بالانتقام لأن مدنيين سوريين قُتلوا».

وأفاد المسؤولون الأمريكيون بأن البيت الأبيض لم يتلق إشعارًا مُسبقًا بالعملية الإسرائيلية، وأن الإسرائيليين لم يُحذّروا سوريا عبر القنوات العسكرية المُعتادة. بينما ادعى مسؤولون إسرائيليون أن المُشتبه بهم كانوا جزءًا من مجموعة تابعة لحماس وحزب الله وكانوا يُخططون لهجمات ضد إسرائيل، وأن بلادهم أبلغت السوريين عبر القنوات الاستخباراتية.

واعترض مسؤولون أمريكيون يعملون على قضايا الشرق الأوسط منذ شهور على ما وصفوه نهج «نتنياهو» المُتمثل في «أطلق النار أولًا، ثم اطرح الأسئلة لاحقًا» تجاه سوريا.

تحذيرات أمريكية شديدة اللهجة

نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع: «سوريا لا تُريد مشاكل مع إسرائيل. هذه ليست لبنان... لكن بيبي يرى أشباحًا في كل مكان»، مُضيفًا: «نُحاول إخبار بيبي بأن عليه التوقف عن هذا لأنه إذا استمر فسوف يُدمّر نفسه - ويُفوّت فرصة دبلوماسية كبيرة ويُحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو».

يُذكر أن مشاعر مُماثلة ظهرت سابقًا بعد ضربات إسرائيلية على دمشق في يونيو الماضي، حيث قال مسؤول في البيت الأبيض لأكيسوس آنذاك: «تصرف بيبي كرجل مجنون. إنه يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا يُمكن أن يُقوّض ما يُحاول ترامب القيام به».

ارتباك إسرائيلي من التقارب

من جانبهم، أبدى الإسرائيليون قلقهم من تقبل ترامب للشرع، القائد السابق لتنظيم «القاعدة»، حيث صُدموا من لقاء ترامب معه في «السعودية» في مايو الماضي، وعدم ارتياحهم للودية بين الرجلين خلال لقائهما في المكتب البيضاوي هذا الشهر.

واعترض الإسرائيليون أيضًا على قرار «ترامب» رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. وعلى الرغم من انخراطهم في جهود واشنطن لدفع ميثاق أمني مع سوريا، فقد فعلوا ذلك بحذر وطرحوا مطالب مُتطرفة.

وأكّد مسؤولان أمريكيان، أن إجراءات «نتنياهو» قوّضت جزئيًا العمل على صفقة تأمل واشنطن أن تكون خطوة أولى لانضمام سوريا إلى اتفاقيات «إبراهيم» لاحقًا.

اتصالات لاحتواء الأزمة وفوضى بملف سوريا

منذ يوم الجمعة، أجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، «توم باراك»، ومسؤولون آخرون محادثات «مُتوترة» مع نظرائهم «الإسرائيليين» حول الموضوع، كما أجروا اتصالات لتهدئة «السوريين» وتجنب مزيد من التصعيد، حيث التقى باراك بالشرع في دمشق يوم الإثنين.

ولفت المسؤولون الأمريكيون إلى «عدم وضوح» من يتولى «ملف سوريا» في حكومة إسرائيل بعد استقالة «رون ديرمر»، صديق نتنياهو المُقرب.

وبينما تتصاعد الانتقادات داخل «واشنطن»، تُحذّر الدوائر السياسية من أن استمرار «نتنياهو» في مواجهة أشباحه قد يدفع المنطقة إلى حافة اشتعال جديد… اشتعالٌ لا تُريد «أمريكا» أن تكون جزءًا منه.

الرئيس الشرع: «سوريا تتقدّم في مفاوضات مع إسرائيل نحو اتفاق مُرتقب»

من ناحية أخرى، تصريح مُفاجئ من الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، يُسلّط الضوء على تحوُّل غير مُتوقّع في السياسة السورية تجاه «إسرائيل». مع تقدُّم المفاوضات، تزداد الأسئلة حول جدوى هذه المحادثات وما إذا كانت ستُثمر عن «اتفاق تاريخي» بين البلدين. في وقت تتغيّر فيه موازين القوى في الشرق الأوسط، يُبرز السؤال: «هل ستتمكّن سوريا من تحقيق سلام دائم مع إسرائيل؟»