مصرع 14 وإصابة 34 بانقلاب حافلة جنوب الجزائر
لقي 14 شخصًا مصرعهم وأصيب 34 آخرون، يوم السبت، في حادث مروري مروع جنوب الجزائر إثر انقلاب حافلة لنقل المسافرين، وفق ما أفاد به بيان الدفاع المدني الجزائري.
وأوضحت وسائل إعلام محلية أن الحافلة كانت تسير على الطريق السريع الرابط بين مدينتي بشار وتندوف، عندما انحرفت وانقلبت على سقفها في بلدة تبلبالة، على بُعد نحو 400 كيلومتر جنوب مدينة بشار. وأظهرت الصور المتداولة الحافلة منقلبة على الطريق إلى جانب حطامها، في مشهد مأساوي يعكس خطورة الحادث.
هذا الحادث المروري هو الأكثر دموية منذ أغسطس الماضي، حين تدهورت حافلة أخرى تقل ركابًا في وادٍ قرب الجزائر العاصمة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا. وبعد الحادث السابق، قررت السلطات الجزائرية سحب جميع الحافلات التي ظلت في الخدمة لأكثر من 30 عامًا، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة على الطرق وحماية الركاب.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة النقل الجزائرية بيانًا أوضحت فيه أنه تم اتخاذ قرار بسحب كل حافلات نقل المسافرين المتهالكة من الحظيرة الوطنية، والتي تجاوزت مدة خدمتها الثلاثين عامًا، مع منح مهلة لا تتجاوز ستة أشهر لأصحاب الحافلات المهترئة لاستبدالها بأخرى جديدة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليل الحوادث المرورية الناتجة عن الأعطال الفنية للحافلات القديمة وضمان سلامة الركاب.
وأعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن حزنه الشديد للحادث، مقدمًا تعازيه الحارة لأسر الضحايا ومؤكدًا متابعة الحكومة لعملية إسعاف المصابين وتقديم الدعم اللازم لهم. ووصفت الرئاسة الجزائرية الحادث بـ"الكارثة"، فيما تتواصل جهود فرق الطوارئ والإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
وتسجل الجزائر بين الحين والآخر حوادث مروعة نتيجة قدم وسائل النقل وعدم الالتزام بإجراءات السلامة على الطرقات، ما دفع السلطات إلى تشديد الرقابة على الحافلات العامة، وتنفيذ خطط لتحديث أسطول النقل البري بشكل تدريجي، مع فرض معايير صارمة على الصيانة والفحص الدوري للحافلات والمركبات الكبيرة.
ويأتي هذا الحادث لتذكير السائقين والجهات المختصة بضرورة الالتزام الصارم بمعايير السلامة، خصوصًا في الطرق الصحراوية التي تتميز بوعورتها وصعوبة التحكم بالمركبات الكبيرة، إضافة إلى أهمية تجديد الحافلات المتقادمة لمنع وقوع كوارث مستقبلية مشابهة.
