السيطرة على مساحات واسعة من حضرموت اليمنية.. خلفية الصراع وتطورات الأزمة
تفجّر الوضع العسكري، اليوم الأربعاء، في مناطق وادي حضرموت، شرق اليمن، وسط مخاوف من انعكاساته على استقرار اليمن عمومًا.
وبدأت اليوم الأربعاء، تحركات عسكرية لافتة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت، باتجاه مدينة سيئون.

وأدت التحركات إلى سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة ومطارها.
يأتي هذا وسط معلومات عن “ضوء أخضر” من التحالف العربي لقوات الانتقالي بالسيطرة على الوادي الذي ظل لسنوات بيد قوات الحكومة الشرعية.
في المقابل، تراجع الوجود المسلح للمجموعات القبلية في عدد من المناطق، بعد اتصالات مكثفة بين القيادات الأمنية والشخصيات الاجتماعية، بهدف احتواء التوتر ومنع أي تصعيد.
وجدد عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء فرج سالمين البحسني، التأكيد على أن ما حدث خلال الأيام الماضية يُعد "تمردًا" سيتم التعامل معه وفق القانون، مشيرًا إلى أن الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل مديريات الوادي.
وشهدت مدينة القطن، صباح الأربعاء استمرارًا لمظاهر التأييد الشعبي لانتشار القوات الجنوبية، حيث عبر الأهالي عن دعمهم لخطوات فرض الأمن بعد سنوات من الانفلات والفوضى.
وتشير تقديرات مراقبين إلى أن حضرموت تتجه نحو مرحلة استقرار أمني أكبر، مع تقدم القوات في تنفيذ خطة الانتشار، وسط تأكيد رسمي بأن الملف الأمني "لن يكون خاضعًا لأي قوى خارج إطار الدولة".
خلفية الصراع وتطورات الأزمة في 2024–2025
أوائل 2025 حلف قبائل حضرموت أوقف إمداد النفط/الوقود إلى عدن، و ضغط لتحقيق مطالب محلية وإصلاحات ووقف فساد بـشركة النفط (Petromasila) تسبب في أزمة وقود، وبالطبع أثرت على الكهرباء والخدمات في وحول الوادي والمياه ، مما زاد من السخط الشعبي.

في 2025، تصاعد التوتر في حضرموت بشكل حاد: من جهة حلف قبائل حضرموت و"قوات حماية حضرموت" التي أعلنت جهوزيتها للدفاع، ومن جهة أخرى قوات النخبة الحضرمية (أو فصائل تدعمها جهات خارجية) و كذلك قوات تسمى "الدعم الأمني" مرتبطة بجهات معروفة خارج المحافظة (انتماء لـ المجلس الانتقالي الجنوبي – STC)
منتصف 2025 احتجاجات شعبية في مدن وادي حضرموت ومدن ساحلية — احتجاج على انقطاعات الكهرباء وتدهور معيشة إغلاق طرق، شلل في الأسواق، غياب خدمات — ما يعكس غضب متصاعد من السكان
صيف / خريف 2025 اشتباكات مسلحة وتوتر أمني بين حلف القبائل وقوى مدعومة من جهات خارجية (STC + قوات دعم) الأرض تتحول إلى ساحة صراع مسلّح وخطر كبير على الأمن الداخلي والاستقرار الاجتماعي
نوفمبر 2025 تكثيف انتشار عسكري للقوات (من حكومية أو موالية لقوى خارجية) استعدادًا لأي مواجهات في الوادي — تغيّر موازين القوى المحتملة لصالح أطراف بعينها سكان الوادي يعيشون حالة ترقّب، وتهديد متزايد للأمان، وربما نزوح داخلي أو تهجير وزيادة تفتّت اجتماعي.
تواصل القوات الجنوبية انتشارها في عدد من مناطق وادي حضرموت، في وقت شهدت فيه المحافظة هدوء نسبيًا بعد التوتر الذي رافق اعتراض مجموعات مسلحة لتحركات القوات خلال اليومين الماضيين.
وبحسب مصادر أمنية، عززت القوات مواقعها في محيط القطن والعبر، وأقامت نقاط تفتيش جديدة ضمن خطة لتثبيت الأمن وتنفيذ أوامر قبض صادرة عن النيابة العامة. وأكدت المصادر أن الانتشار يسير دون تسجيل مواجهات جديدة.
في المقابل، تراجع الوجود المسلح للمجموعات القبلية في عدد من المناطق، بعد اتصالات مكثفة بين القيادات الأمنية والشخصيات الاجتماعية، بهدف احتواء التوتر ومنع أي تصعيد.
التأثير على المدنيين: كيف انعكست الأزمة على الناس
تدهور الخدمات الأساسية: انقطاع كهرباء مستمر، نقص وقود، مشاكل في النقل والخدمات العامة.
تدهور الأمان والاستقرار: اشتباكات، عسكرية، انتشار قوات، خوف من مواجهات مسلحة — أجواء من عدم الاطمئنان للسكان.
ضياع الثقة بالدولة ومؤسساتها: لأن الموارد (نفط، واردات) لا تُصرف بشكل ينعكس على تحسين حياة الناس، وانعدام الشفافية زاد من غضب المواطنين.
خطر الانقسام القبلي / الاجتماعي: الصراع بين قوى قبلية ومحاولات فرض نفوذ خارجي يهدد وحدة المجتمعات التقليدية ويزيد الصدامات.
من هم اللاعبون الأساسيون: الفاعلون في الأزمة
+حلف قبائل حضرموت (HTA): يطالب بالحكم الذاتي أو إدارة محلية لحضرموت، مع رفض قوي للتدخلات من أطراف خارجية.
تأسَّس عام 2013، كرد فعل على تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المحافظة.
في بدايته كان كفعل سياسي/اجتماعي من قبائل ومدنيين من وادي حضرموت والصحراء، لكن مع تصاعد التوترات قرر الحلف الذهاب نحو التسلّح.
+قوات النخبة الحضرمية (Hadhrami Elite Forces – HEF)
هذه القوات تشكلت بداية 2016 بدعم – تدريب إماراتي، وتمويل سعودي ـ بحسب ما أعلن التحالف العربي.
تتألف من أبناء حضرموت فقط (من الساحل والوادي) — يمنع انضمام يمنيين من خارج المحافظة.
لحقت بها في بعض الفترات آلاف المقاتلين — في 2019 مثلاً كان هناك استعداد لتجنيد 5,000 عنصر إضافي من أبناء حضرموت.
تلعب دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب، وشنّ عمليات ضد تنظيمات إرهابية — في مايو 2025 أعلنت مداهمة مخابئ يشتبه أنها تابعة لـ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (AQAP) في مديرية شحر.
سيطرتها الأبرز على مدينة المكلا وبعض المناطق الساحلية — تُعتبر من القوات الرئيسية المسيطرة في حضرموت، وهي مرتبطة في كثير من الأحيان بالتحالف الإماراتي/السعودي.
بشكل عام تعتبر “قوة شبه رسمية” — تم إنشاؤها خارج إطار وزارة الدفاع اليمنية (أو على هامشها) ما يعكس تعدد المليشيات في الساحة اليمنية.
+قوات أو ميليشيات تابعة لقوى خارجية (مثل المجلس الانتقالي الجنوبي – STC، أو جهات مسلحة تدعمه): تحاول فرض وجودها أو السيطرة على موارد ومناطق استراتيجية، ما يفجر صراعات مع القوات/القبائل المحلية.
+القوات الحكومية أو المجهولة التبعية تحت بند “أمن” أو “دعم أمني أو عسكري”: أحياناً تدخل ضمن الخلافات، وتزيد من التوتر أو تُستهدف من قبل القبائل أو المجموعات المحلية.
+السكان المدنيون في الوادي والمناطق المتضررة: هم ضحية الانقسام، تردّي الخدمات، والانقطاع المتكرر للتيار والوقود — ودخولهم في احتجاجات أو نزوح داخلي.