أبرز بنود المقترح الأمريكي لوقف الحرب في السودان
كشفت قناة العربية/الحدث نقلًا عن مصادر خاصة، أبرز تفاصيل المقترح الذي تقدّمت به الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في جمهورية السودان، وذلك ضمن المساعي الدولية المتواصلة لإنهاء الصراع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ووفق المصادر التي تحدثت للقناة اليوم الاثنين، فإن واشنطن تعتقد أن ملف هيكلة الجيش السوداني لا يمكن أن يُترك لقرار الجيش والدعم السريع وحدهما، بل يجب أن يكون جزءاً من عملية إصلاح متكاملة تُشرف عليها أطراف دولية وإقليمية، إضافة إلى القوى المدنية السودانية.
3 مسارات رئيسية لوقف الحرب
وأوضحت المصادر أن المقترح الأمريكي يضع خريطة طريق لإنهاء النزاع تقوم على ثلاثة مسارات رئيسية:
1. مسار عسكري يتضمن وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في جميع المناطق دون استثناء.
2. مسار إنساني يهدف إلى فتح ممرات آمنة تسمح بوصول المساعدات للمدنيين في الخرطوم ودارفور والولايات المتضررة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
3. مسار سياسي يركز على بدء عملية انتقال جديدة تُقودها القوى المدنية السودانية بعيدًا عن سيطرة من يطلق عليهم "عناصر النظام السابق".
وبحسب ما نقلته القناة، فإن واشنطن تشدد على أن وقف النار يمثل الخطوة الأولى لتهيئة الظروف لإطلاق حوار سوداني شامل، يضع الأسس لعودة الاستقرار وإطلاق مرحلة انتقالية تستبعد القوى التي كانت تتحكم في المشهد السياسي قبل عام 2019.
وتشير المصادر إلى أن المبادرة الأمريكية تنص أيضًا على إعادة هيكلة الجيش السوداني بشكل جذري، بما يشمل دمج المجموعات المسلحة كافة في منظومة دفاع وطنية موحدة.
كما يشير المقترح إلى ضرورة إخراج جماعة الإخوان المسلمين من الجيش والأجهزة الأمنية السودانية، ضمن خطوات تستهدف منع أي فصيل سياسي من احتكار المؤسسة العسكرية.
وتتضمن المبادرة كذلك إبعاد الشخصيات المحسوبة على النظام السابق من المشاركة في أي ترتيبات سياسية مستقبلية، مع التأكيد على أن العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة قوى مدنية مستقلة، بعيدًا عن تأثير الميليشيات المسلحة أو الجماعات الأيديولوجية.

يأتي هذا المقترح في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الميداني في عدة مناطق، خصوصًا بعد توسع سيطرة قوات الدعم السريع في إقليم دارفور ومدن غرب السودان، واشتداد المعارك في الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض. كما حذّرت الأمم المتحدةالتي تتخذ من نيويورك مقرًا لهامن أنها غير قادرة على الوصول إلى مدينة الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع عليها.
وتواجه الولايات المتحدة ودول الإيغاد والاتحاد الإفريقي ضغوطًا متزايدة لوقف الحرب التي تسببت في نزوح ملايين السودانيين، وسط انهيار الخدمات الأساسية وانتشار المجاعة في بعض المناطق.
وبينما رحبت قوى مدنية سودانية بأي مبادرة توقف النزيف، لم يصدر بعد موقف رسمي واضح من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع بشأن تفاصيل المقترح الأمريكي، ما يجعل إمكانية تطبيقه مرهونة بمدى قبول الأطراف وتوفر الضمانات الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف 2023.